خميس النقيب

التشفي في قتل المظلوم نقص كبير، والشماتة في البرئ المعدوم مرض خطير، انها القلوب المريضة والعقول الماكرة والنفوس الفاجرة،  والصدور الجائرة،  فهي تفرح لدفن العدالة،  وتمرح لوأد الشهامة  ، وتسعد لازهاق المروءة،  كل ذلك يظهر جليا امام اعيننا يوميا، في وطن يتغني بالحرية، ويتظاهر بالعدالة في حين ان القاصي والداني يعلم ان الحرية فيه مسلوبة،  وان العدالة عنده مضروبة ...!! والا اين حق شيماء واسماء و سندس وسيد وخالد  وغيرهم ممن قتلوا ظلما وغدرا  فضلا عن الجنود الذين   يذهبون ضحيايا العناد والفساد والفشل اليومي لادارة البلاد ...!!

ان المحن التي يمر بها أهل الحق بشكل عام هي محن ضرورية لتربيتهم وتمحيصهم، ومن المحن التي يتعرض لها الاسلام والمسلمون     ما يسطره المبطلون وماينسجه  ألاعلاميون الماجورون،  والقران يظهر حقدهم المدفون ومكرهم الملعون،
   "  َقدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ "(آل عمران:11

يقول ابن كثير رحمة الله تعالى:" قال تعالى: قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ ‏مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ، أي: قد لاح على صَفَحات وجوههم، وفلتات ‏ألسنتهم من العداوة، مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله، ما ‏لا يخفى مثله على لبيب عاقل؛ ولهذا قال: قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ"‏ ‏ وقال ‏القرطبي: " قوله تعالى: (وما تخفي صدورهم أكبر) إخبار وإعلام بأنهم يبطنون من البغضاء ‏أكثر مما يظهرون بأفواههم" ‏ إنهم مرضي نفوس وسودي قلوب وحمقي عقول الا ما رحم ربي وعصم ..!! انهم يوزعون الحلوي لاعدام انسان يعلمون جيدا انه مظلوم وبرئ لكنهم لا يجدون عندهم غضاضة في ان تزهق نفس طالما يرتشون ويكذبون ويمرحون  انهم اعوان اليهود واتباعهم ... فهم المعنيون مع اليهود في الاية ... الا لعنة الله علي الظالمين ..!!
كل ذلك ابتلاء لأهل الحق "  لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ "(آل عمران: 168) كيد يشيب له الولدان، وتتفطر له الابدان، وتفسد بسببه البلدان ، كيدهم وحقدهم يتلخص في إبادة المصلحين ، في إفقارهم، في إذلالهم، في إضعافهم، في تفرقتهم وذلك يقوم به الاعلام المضلل ،لكن الله يقول : "وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً"(سورة آل عمران).. كل مؤامراتهم، كل خططهم، تلاشى  أمام معية الله عز وجل وقدرته  وقوته سبحانه وتعالي ..

مع رسول الله سابقا  عمدوا إلى أسلوب خسيس ، وصنعوا إعلام رخيص يستهدف تدمير أعصاب المسلمين،  حدث ذلك في حادثة الافك وفي غزوة بدر وفي غيرهما ... !!  و حتي الان المسلم يخضع لتضليل إعلامي واسع ، وتشويه أخلاقي كبير!!
ليس جديدا ما يُحاك للإسلام ،  وليس غريبا ما يُمكر للمسلمين ، وليس بعيدا ما يوضع من أذي في طريق المؤمنين
 وأشد أنواع الأذى هو القول المزخرف والكلمة الخبيثة ، والعبارة  المسمومة ..

انه اعلام فاسد يتبني زخرف القول ليحول الحق باطلا ، و الباطل حقا،  والعري فنا، والجمال قبحا،  والشر خيرا  ، والخير شرا مستطيرا ...!! وهذه حقيقة من لدن آدم حتى قيام الساعة  كيف "  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ"( الأنعام 112:113)
,إعلام يواجه الحقيقة بالكذب و يقابل الحق بالإفتراء...هؤلاء يخرجون عبر فلتات السنتهم مافي صدورهم من حقد ثم يبقي لديهم ما هو اكبر في الحقد والمكر .. في الفضائيات وفي المؤتمرات وعلي صفحات الجرائد والمجلات ...!!

اعلام رخيص يكيدللمصلحين نفس الكيد ، ويوضع لهم نفس الإذي،  تجد ابواق مأجورة وأقلام مسعورة وأزلام مأمورة  تلوث الدنيا بالاشاعات المكذوبة ، والإتهامات المكتوبة ، لماذا؟ ، لا يريدون للمجتمع  ان يعود ، ولا يحبون للعدل ان يسود ، ولا يودون للشعب ان يقود ..!!

ورغم كل ذلك فطائفة الحق منصورة .. ظاهرة .. ’حسم نصرها وإن أبطأ بها !! كيف ؟!!    لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. ( صحيح ) أخرجه مسلم.!! وهذا الإفك حطب جهنم بإذن الله  ، و هذا الزيف الي مزبلة التاريخ  ، وكما يقال ما ضر البحر ان يلقي فيه بحجر ..!! انه غثاء السيل ، انه الزبد الرابي ، انه الدخن المسموم  ليس له مكان في القيم العالية والاداب الرفيعة والاخلاق الحسنة ..!! سرعان ما يخر ويهوي  " ..فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ "(الحج:31(

"  والنصر لطائفة المؤمنين،  والفوز للحق المبين،  والعلو لكلمة الدين "وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون " الشعراء 
[email protected]