خميس النقيب

اللطيمة اللطيمة..!!   صرخ بها ضمضم بن عمرو الغفاري وقد جدع انفه وحول رحله وشق قميصه ..!!  كان ذلك قبل موقعة الفرقان بايام،  والتي فرقت بين الحق والباطل، والهدي والضلال  وانتهت بهزيمة الباطل وانتصار الحق ..!   والان  إلاعلام المصري يصرخ .. أقلام تندب   ومواقع تلطم وهيئات تندد واخري تعتقل وثالثة تحقق وتسجن ،  كل ذلك من احل المدعو " ماكس "  !!  وماكس هو كلب ذبح بطريقة غير لائقة في شبرا الخيمة شرق القاهرة،  قيل لمشاجرة حدثت  بين صاحبه وشابين!!  صحيح ان الواقعة لا تتناسب مع العقل او الشرع علاوة علي العاطفة،  لكن كل هذا الضجيج و ذلك العويل من اجل كلب فما بالكم بالانسان الذي كرمته الاديان وفضله الرحمن في قلب  القران  "   ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا   " الاسراء  ، واقعة ذبح الكلب الشهيرة وما تلاها من صراخ اعلامي  تذكرنا بقصة كلب العمدة،  يمر به الناس يخافون ان يتحدثوا امامه لانه ربما ينقل كلامهم  للعمدة،  واذا شرد فدخل بيت احدهم يجلسه علي مائدته ويطعمه من طعاامه ويسقيه من شرابه مجاملة للعمدة،  ولما مات كلب العمده اقاموا له سرادق واخذوا فيه العزاء،  لكن لما مات العمدة لم يذهب احد،  ولم يعزي احد لانه لم يجدوا من يداهنوه او ينافقوه  لذلك  قالوا ما درينا .. .. لم يبلغنا احد . ..
قالوا كلب العمدة مات لبسنا وجرينا
قالوا العمدة مات قالوا والله ما درينا
هنا الموقف يختلف  حيث يحاولون اختلاق رحمة مصطنعة لاعلام نظام     يعلم القاصي والداني انه فاقد الشرعية،  وبلا مصداقية فضلا عن اجرامه في  ترويج القمع وتسويق الاستبداد،   فيتحول "ذبح كلب" بإحدى مناطق القاهرة إلى قضية رأي عام، يجند الإعلام - الموجه -  لإبرازها والتركيز عليها، ويحول "الكلب" إلى بطل "وذابحيه" " مجرمين "، ليبدا فصل جديد من فصول المسرحية الهزلية في التعتيم والتعمية علي الجرائم اليومية كما كانت فصول الكباب واجهزة تمهيد وتسوية الطرق ومشروع المليون شقة والعرض لا زال مستمر ... !!    وصدق من قال :      والليالي من الزمان حبالي    مثقلات يلدن كل عجيب

يحدث في مصر  ويخرج إعلاميوها -  الاقذام الافذاذ   - للتنديد بذبح كلب فتجد من يدعو لوقفة للتنديد بهذا الفعل، ومن يدعو لاستصدار تشريع يحمي الكلاب ويحفظهم من الارهاب،  وثالث يدعو  لذبح الشباب القتلة في ميدان عام  تنفيذا لقصاص عادل ..!!.
احدهم صرخ في وجه المشاهدين  "أنتم ليس عندكم رحمة ولا إنسانية"،  واخر وصف قتلة الكلب  ب "الهمج والضواري البشرية"
وثالث استنكر ما فعله الشباب، فى  الكلب   قائلا    "ان  ، ما حدث من قبل هؤلاء الجزارين الذين ذبحوا الكلب علنًا فى الشارع ليس من الشهامة المصرية فى شىء، لافتًا أن الكلب  ولد وتربى فى حى السيدة زينب الذي لم يتعود علي مثل هذا الاجرام من قبل  ، مطالبًا هؤلاء الاشخاص الذين ارتكبوا هذه الجريمة بأن يتوبوا إلى ألله ويؤدوا كفارة عن ذنبهم.
كل هؤلاء تناسو مجازر حدثت اريقت فيها دماء وتطايرت فيها اشلاء و احرقت فيها جثث ومثل فيها بجثث الشرفاء ،   بل قتل ناس تحت التعذيب،  والذين غدر بهم في سيارة الترحيلات، ناهيك عن الجنود الذين يذهبون ضحايا  القمع السياسي والارهاب القياسي والفشل الاداري يوميا..!!
طورت قصة الكلب من كونها حادثة بشعة عبرت، لتصبح مشروعاً وطنياً للثرثرة والإلهاء وصرف الناس عن متابعة الفشل المتنامي في ربوع الوطن  والاستبداد المتمكن في رقاب البشر،  والقمع المترصد لشرفاء الكنانة   !! انها سياسة اغراق مصر وابعادها عن مفهوم الدولة العصرية الناجزة المتقدمة انسانيا وفكريا و روحيا  !!
,
وحتي لا نذهب بعيدا   ... ففي اللحظة التي  اغرق الناس في "حديث الكلب" عمداً،
شاهدنا تمرير عدة انجازات او قل -- سذاجات  تاجيل الانتخابات،  واتهام حماس بالا هاب،    ومقتل ثلاثة من خيرة الشباب تحت التعذيب بالمطرية بينهم  محامي  ثم تبرئة ما تبقي من اباطرة الدولة العميقة ثم مد مهرجان الاعدام للجميع في حق معارضي النظام ...!! وهكذا  يريدون من الاعلام ان يشرد الناس فيورط النظام  ، ويعمل علي الهاء  السذج بفيلم الموسم "  الارهاب  والكباب وذبح الكلاب " ..!!

 [email protected]