حازم سعيد :

 

تسريبات تلو تسريبات تظهر علينا بين الفينة والأخرى لتكشف عن فضائح وبلايا المجرمين الذين يطلق عليهم زوراً بالعسكر وهم في الحقيقة ميليشات من البلطجية في زي مهندم ، هم حقيقة : تنظيم من الخونة يمتلكون آلة قمع فتحكموا بها في المصريين بقوة القهر والسلاح .

 

الأمن القومي

لقدت أكدت التسريبات مجموعة من الرذائل التي يمكنك أن تطلق عليها فضائح ، من أهمها أنه إذا كانت حنفية العسكر مفتوحة هكذا على البحري ، فكيف يؤتمن أولئك الفاشلون على أمن مصر القومي ، تلك الشماعة التي يصدعوننا بها ليل نهار ويستخدمونها كذريعة لأكاذيبهم مثلما حدث مع رفح وإجلاء أهلها ، وكما يفعلون بسيناء ، وكما يحاكمون الرئيس الشرعي بحجة التخابر وكما يضربون ليبيا ، كيف يؤتمن هؤلاء الفشلة على أمن مصر القومي وهم  لا يستطيعون الحفاظ على أمنهم الشخصي في نقطة الصفر وفي المكان الذي يفترض أنه أأمن مكان في مصر حيث سدة الحكم ؟!!!!!

كشفت التسريبات في مجملها فضيحة أن كل شئ كان مدبراً من العسكر لتنفيذ أحلام عبده سيطرة والساعة الأوميجا ، كما كشفت النقاب عن الدور الخليجي المشبوه في التمويل ، وكشفت عن سرقة العسكر ( تنظيم الخونة ) لكل هذا التمويل ، وأوضحت كم الدسائس التي يحيكونها ضد ليبيا واستعدادهم للقيام بدور بلطجي المنطقة في ليبيا أو الخليج ، وغير ذلك من الفضائح التي وثقتها هذه التسريبات وسجلتها كشهادة للحاضر وللتاريخ .

 

تنظيم الخونة

بيد أني أرى أن من أهم الفضائح التي وثقتها التسريبات هو دعم تمرد ، وأنها لم تكن حركة سياسية ، إنما كانت تنظيماً عسكرياً أنشأه العسكر بتمويل إماراتي حتى يتربعوا على سدة حكم هذا البلد المنكوب بهم ، ولو تدبرت مسمى تمرد لعرفت فعلاً أنها تسمية عسكرية لا تنشأ إلا من قبل العسكر ، وعلى غرارها قرأت لأحد أصدقائي أنهم لا يصح أن نقول عنهم أنهم عسكر أو مجلس عسكري ، ولسوف أستخدم – نهجاً على درب صديقي – مصطلحه الذي سماهم به : " تنظيم الخونة " وهي أيضاً تسمية عسكرية في مقابل تسميتهم ، وأقترح على كل أصدقائي أن نسن هذه السنة الحسنة المستقاة من واقع التسريبات ودورهم في تمرد ، فلا يجوز لمثل هؤلاء المجرمين أن يقال عنهم عسكر أو جيش أو قوات مسلحة بل هم ميليشيات وتنظيمات خونة ، ولسوف أستخدم هذا المصطلح الثابت في كتاباتي بعد ذلك إن شاء الله فإذا قرأتها فاعلم أني أقصدهم هم والشرطة الملحقة بهم كخادم ذليل يلقون إليهم بالفتات فهم إذن " تنظيم الخونة " 

 

الآثمون

السؤال الذي يحيرني الآن هو كيف استطاع هؤلاء الخونة أن يؤمموا شرائح كاملة لتكون خدماً لهم وتابعاً ذليلاً ، وهل تعدم هذه المؤسسات بعد كل هذه الفضائح من يقف مع نفسه وينظر لها في المرآة ليتدبر كيف يعمل خادماً لهذا التنظيم الخائن ؟ عن منظومة الشرطة كاملة والقضاء والإعلام أتحدث ؟

كيف يستمر ضابط الشرطة خاصة من هم بالأمن الوطني أو المباحث العامة أو الأمن المركزي في حربنا نحن الثوار واعتقالنا وتلفيق القضايا لنا وفض مظاهراتنا بالقوة وهم يعلمون ويتقينون أنهم يعملون لصالح عصابة تسرق البلد بهذا الفجور ، ثم يستمروا - مقابل أقل الفتات - في دعمهم وخدمتهم وقتلنا واعتقالنا ؟ هل طمست قلوبهم لهذه الدرجة ؟!

نفس السؤال عن فئة القضاة الذين يحكمون علينا ( بالأمر المباشر من العسكر ) والإعلاميين المأجورين الأراذل الذين يبررون هذه الفضائح ؟ هل يوصل ذلك الفتات الذي يلقيه لهم تنظيم الخونة ، كل تلك النفوس لهذه الدرجة من الخسة وانعدام المروءة أو الرجولة أو النخوة أو الأخلاق أو الضمير أو الدين ؟ هل ينسى كل هؤلاء الله رب العالمين بهذه السهولة ؟ هل يتغافلون عن عقابه – وهو سبحانه شديد العقاب – لهذه الدرجة .

سبحانك أعوذ بك من ظلمة البصيرة ومن طمس القلوب .

 

استثمارها في الشارع

على المؤمنين المجاهدين ألا يكلوا أو يملوا فيقوموا بتوصيل محتوى هذه التسريبات صوت وصورة لكل من تستطيع أياديهم أن يوصلوها إليهم ، خاصة الذين يرجى منهم القيام بفعل ثوري والانضمام للثورة ، وكذلك فئة المترددين التي ينبغي أن تضم للحاضنة الشعبية للثورة . وليكن شعار كل ثائر : لن ينام جفني وهذه التسريبات لم تصل لمستحقيها .

وعليهم ألا ينشغلوا بأي أحداث يصنعها العسكر لإلهاء الناس وإشغالهم عن هذه الفضائح ، كالتفجيرات أو القضايا الإعلامية التي يصطنعها الإعلام المأجور التابع لتنظيم الخونة .

 

متى يفيق المستغفلون

أما المستعبدون المستغفلون الذين يكذبون مثل هذه التسريبات أو يبررونها لما يخدم انتمائهم السياوي الحاد فلا عزاء لهم ولا مواساة ، إنهم قطيع همل ينساقون مع كل حاشر لهم بالعصا ، ولعله أحد أخطائنا أنا ظننا أن هؤلاء يمكن أن يفهموا معنى الحرية أو الديمقراطية .

إنهم قوم أشربت دماؤهم بالعبودية فهي جينات تسري في كياناتهم ، ومثل هؤلاء لا يصلحون ولا حتى للانضمام للحاضنة الشعبية للثورة ، إنما هم غثاء سيسجدون لك لو ملكت القوة – مع أنك لا تحب ولا تتمنى إلا سجود البشر لله رب العالمين – فدعك من هؤلاء يا صاح ولا تنشغل بهم فشغلك بهم ملهاة مضيعة للوقت ، ودعهم لأحمد موسى وعكاشة يتلاعبون بهم كيفما شاؤوا وركز في هدفك وطريقك والفئة التي تحدث تغييراً أو في أقل درجاتها تصلح أن تكون حاضنة لثورتك .. والله معكم ولن يتركم أعمالكم .

 

كبسولات :

1. كيف لم تظهر تسريبات للرئيس الشرعي محمد مرسي ؟ وكيف عاش هذا الرجل المجاهد وسط مخابراتهم وحصونهم ثم لم يستطيعوا أن يمسكوا عليه ذلة واحدة أو خطأ هامشي فيخرجوه لنا ؟ حفظك الله يا رئيسي ورعاك ، لقد كنت أهلاً لأمانة وسدتها ولا زلت ، نصرك الله وردك لمكانك المستحق سالماً غانماً .

 

2. أريد أن أعرف رأي مغفلي حزب الزور والضلال الذين كتبوا الفترة الماضية ينتقدون الإخوان ، كيف ترون مصر في ظل هذه التسريبات ؟ خيبكم الله وخذلكم كما خذلتم الدماء المسفوكة للمسلمين وبعتوها بثمن بخس ، فلا دنيا حصلتم ولا آخرة ترجى لكم ...

 

3. في تكرار للمنظومة العلمانية الليبرالية في الطرح والتناول لثورتنا وقضايانا شاهدت حلقة ( من واشنطن ) على الجزيرة لمجموعة من المحللين السياسيين منهم خليل العناني وآخرين ، وكلهم في الهم سواء في تزييف التاريخ ، إنهم يلمحون دائماً عن سنة حكم الرئيس مرسي على أنها خروج عن الديمقراطية وأنها حكم فاشي أو فشل رغم أن الإخوان ومن أيدهم من الإسلاميين هم الفصيل الوحيد الذي راعى الديمقراطية وحافظ عليها ، العلمانيون يقدمون لنا كل يوم نموذجاً في قبح الخلق وعدم الإنصاف وفقدان المروءة وعدم الخجل من الكذب أو تزييف الحقائق ، إنه كره الدين يا عزيزي ولكنهم لا يعلنون !

===========

[email protected]

 

https://twitter.com/hazemsa3eed

 

https://www.facebook.com/hazem.saeed.752