في مشهد يثير الغضب الشعبي، يستمر عبد الفتاح السيسي في سياسة الهروب إلى الأمام، محاولًا التغطية على فشله الذريع في إدارة أزمات مصر الداخلية عبر استعراضات خارجية لا علاقة لها بمصلحة الشعب.

لقاءه الأخير مع رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام لم يكن سوى حلقة جديدة من مسلسل "بيع الدور المصري مقابل الدولارات"، وهذه المرة عبر التورط في مهمة نزع سلاح حزب الله مقابل حصة في سبوبة إعادة الإعمار بلبنان.
 

أزمات الداخل تشتعل.. والسيسي يلهث وراء الخارج
مصر اليوم تواجه انهيارًا اقتصاديًا مخيفًا، أسعار تتصاعد بلا رقيب، فقر يلتهم الطبقة المتوسطة، وبطالة تقتل الأمل. ورغم ذلك، يصر النظام على الانشغال بقضايا لا تمس المواطن.

الخبير الاقتصادي د. أحمد عابدين يقول بوضوح: "هذه المناورة الخارجية ليست سوى ستار لإخفاء عجز الدولة عن حل أزمات الخبز والكهرباء والدين الخارجي الذي بلغ أرقامًا كارثية".
 

التورط في ملفات لا شأن لنا بها.. لمن؟ ولماذا؟
ما علاقة مصر بنزع سلاح حزب الله؟ هل أصبحت القاهرة ذراعًا لأجندات دولية مقابل حفنة من الدولارات؟
الباحث السياسي د. ياسر الحوطي يصف ذلك قائلاً: "هذه مغامرة سياسية خطيرة.. مصر لا تملك رفاهية التورط في نزاعات معقدة بينما تغرق في وحل اقتصادي واجتماعي.. السيسي يبيع الدور المصري بثمن بخس".
 

وهم التأثير.. والسقوط الحقيقي في الداخل
يبدو أن السيسي يحاول صناعة صورة زائفة لدور إقليمي، بينما الواقع أن مصر فقدت مكانتها عربيًا وأفريقيًا منذ سنوات.

د. سامح شكري، أستاذ العلاقات الدولية، يعلق ساخرًا: "مصر اليوم عاجزة عن ضبط سوق البيض والدواجن، فكيف تقنع العالم أنها قادرة على نزع سلاح مليشيا عقائدية مدججة بالسلاح؟ إنها مهزلة سياسية بامتياز".
 

الشعب يُدفع الثمن.. بينما النظام يجني الدولارات
كل هذه التحركات الخارجية ليست لوجه الله، بل وراءها عقود إعادة الإعمار والسبوبات التي يسيل لها لعاب السلطة.

الخبير السياسي د. هشام حسني يقول: "النظام الذي أفلس داخليًا يريد الآن أن يموّل نفسه عبر لعب دور المرتزق السياسي في المنطقة.. لكن الثمن سيدفعه المواطن المصري من قوته ومستقبله".

وأخيرا فإن ما لا يدركه السيسي أن صورته الخارجية لن تطعم المصريين ولن تخفض الأسعار، ولن توقف الانهيار المستمر في الصحة والتعليم والخدمات.

وترى د. منال شمس الدين: "مصر لن تقوم بدور حقيقي إلا بعد أن تعيد إعمار نفسها أولاً.. أما سبوبة الإعمار الخارجي فلن تكون سوى صفقة فاشلة على حساب الشعب".