شهدت منطقة غيط العنب بمحافظة الإسكندرية صباح اليوم حادثًا جديدًا من حوادث انهيار العقارات المتهالكة، حيث أدى سقوط سقف غرفة بالعقار رقم 29 بشارع أغادير إلى إصابة ثلاث سيدات من قاطني المبنى، وسط حالة من الذعر بين الأهالي والمارة.
العقار المنكوب، وفق المعاينة الأولية، مكوّن من دور أرضي وثلاثة طوابق علوية على مساحة لا تتجاوز 60 مترًا، وهو واحد من آلاف المباني العشوائية التي تنتشر في المنطقة، والتي بُنيت دون تخطيط هندسي سليم أو متابعة دورية من أجهزة الأحياء.
شهادات الأهالي: "الانهيار كان متوقعًا"
يؤكد الأهالي أن الحادث لم يكن مفاجئًا بالنسبة لهم، فالمبنى، كسواه من عقارات المنطقة، يعاني من تصدعات وتآكل في الجدران والأعمدة منذ سنوات، لكن شكاواهم المتكررة لم تلق أي استجابة من المسؤولين.
وقال أحد سكان الشارع: "نعيش وسط قنابل موقوتة من الأسمنت، كل يوم ننام على خوف أن ينهار السقف فوق رؤوسنا، والمسؤولون لا يرون ولا يسمعون".
ويشير سكان غيط العنب إلى أن العقار المنهار ليس حالة فردية، بل جزء من أزمة ممتدة، حيث تنتشر مئات المخالفات البنائية التي شُيّدت على أعين المسؤولين دون أي تدخل جاد لإيقافها أو إزالتها.
أزمة العقارات بالإسكندرية: ملف مفتوح منذ عقود
حادثة غيط العنب تعيد إلى الأذهان سلسلة الانهيارات المتكررة في الإسكندرية خلال السنوات الماضية، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين. ويرى خبراء في الإسكان أن السبب الرئيسي يعود إلى انتشار البناء العشوائي وضعف الرقابة وغياب خطط الترميم والصيانة، فضلًا عن التكدس السكاني الذي يدفع الأهالي للعيش في عقارات مهددة بالسقوط لعدم وجود بدائل سكنية آمنة.
ويطالب أهالي المنطقة بسرعة إخلاء العقارات الآيلة للسقوط، وتوفير مساكن بديلة تحفظ كرامة السكان، بدلًا من الانتظار لحين وقوع الكارثة التالية.