"إنه نفس الشخص الذي اعتدى عليّ بالضرب أثناء زيارة السيسي لألمانيا، وأتمنى أن يكون اعتقاله بداية النهاية له ولكل من يمارس العنف والبلطجة ضد المصريين في الخارج."
بهذه الكلمات فجّرت الصحفية المصرية بسمة مصطفى مفاجأة مدوية عقب الإعلان عن توقيف أحمد عبد القادر المعروف باسم "ميدو".
تعليق بسمة لم يكن مجرد انتقام شخصي، بل إعادة فتح لملف مسكوت عنه: شبكات منظمة تستهدف المعارضين والناشطين خارج مصر، تنشر الرعب وتعيد إنتاج القمع خارج الحدود.
فهل يمثل القبض على ميدو تحولًا حقيقيًا أم مجرد مشهد عابر في مسرحية طويلة؟
الاعتداء في برلين.. ذاكرة الألم التي لم تُمحَ
واقعة برلين لا تزال محفورة في ذاكرة بسمة مصطفى، التي كانت تؤدي عملها الصحفي خلال زيارة عبد الفتاح السيسي لألمانيا، قبل أن تتعرض للضرب المبرح على يد ميدو وآخرين.
تقول بسمة إنها لم تكن وحدها، بل كان هناك عشرات النشطاء والصحفيين المستهدفين في وقفة سلمية قوبلت بعنف غير مبرر.
الناشط الحقوقي أحمد مفرح يؤكد: "هذه الاعتداءات كانت ممنهجة، ولم تكن مجرد تصرفات فردية، بل ضمن سياسة لإسكات الأصوات المعارضة خارج مصر."
ميدو.. رمز لشبكة الترهيب في أوروبا
اسم أحمد عبد القادر أو "ميدو" ظهر في أكثر من واقعة اعتداء على معارضين مصريين بالخارج، من ألمانيا إلى إيطاليا، وكان دائم الظهور في الصفوف الأولى لكل فعالية تشهد اعتراضًا على سياسات النظام.
الخبير الأمني السابق سامي غطاس يرى أن القضية أكبر من شخص: "هؤلاء ليسوا مجرد أفراد غاضبين، بل أدوات ضمن شبكات غير معلنة تموّل وتوجّه لضمان السيطرة على صورة النظام في الخارج."
أوروبا تتحرك.. الحصانة تتآكل
توقيف ميدو في هذه المرحلة يحمل رسالة مختلفة، إذ يأتي في ظل تصاعد الانتقادات الأوروبية لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ما دفع سلطات بعض الدول للتعامل بصرامة أكبر مع أي ممارسات عنيفة ضد المعارضين على أراضيها.
الخبير في العلاقات الدولية مهاب عادل يعلق: "التغير في المزاج الأوروبي جعل من الصعب التغاضي عن مثل هذه الحوادث، خاصة إذا ارتبطت بزيارات رسمية أو بمحاولات قمع حرية التعبير."
الجالية المصرية: بين الأمل والحذر
رغم الترحيب بخبر توقيف ميدو، إلا أن الجالية المصرية بالخارج تدرك أن الخطر لم يزُل بعد، فشبكات العنف ما زالت قائمة وربما تبحث عن بدائل.
الناشطة منى علاء من برلين تقول: "نأمل أن يكون هذا بداية تفكيك الشبكة، لكننا نحتاج إلى كشف كل من يقف وراء هؤلاء، حتى لا تبقى حياتنا مرهونة لقرارات أجهزة خارج حدود القانون."
الخاتمة: هل تكون هذه النهاية أم مجرد فصل جديد
اعتقال أحمد عبد القادر قد يكون أول مسمار في نعش شبكات القمع التي طاردت المعارضين بالخارج لسنوات، لكنه لن يكفي ما لم تكشف التحقيقات عن الجهات التي موّلت ونسّقت تلك الاعتداءات.
تصريح بسمة مصطفى لم يكن مجرد انتقام شخصي، بل صرخة نيابة عن كل ضحية تعرضت للعنف والبلطجة لأنها قالت "لا". السؤال الآن: هل نرى سقوط منظومة كاملة أم مجرد تبديل للوجوه؟