أثار تحذير نقيب عام الفلاحين، حسين أبو صدام، من تسرب لحوم الحمير، إلى الأسواق، بسبب عمليات الذبح لتصدير جلودها إلى الصين بشكل كبير، مخاوف عديدة لدى المواطنين خوفًا من إمكانية بيع لحومها للمواطنين.
وانتقد نقيب الفلاحين، ما وصفه بتهافت بعض ضعاف النفوس، على ذبح الحمير، من أجل تصدير الجلود، وقال: "الصين بدأت تتهافت على جلود الحمير، يأخذون منها مواد يصنعون منها عقاقير غالية الثمن، ولكن العالم كله الآن ينادي بالاهتمام بالحمار، وهناك مزارع في أوربا للحمير يأخذون منها اللبن والجبن بأسعار مرتفعة والصابون".
وأضاف: "الحمار بعد الحصول على الجلد المفترض يدفن دفنًا صحيًا أو يباع لحدائق الحيوان؛ لكن إحنا مش هندفن رؤوسنا في الرمال، ممكن اللحوم دي تتسرب إلى المطاعم، ومسكنا أكثر من قضية الأيام الماضية من مباحث التموين؛ لذلك لازم يكون فيه رقابة على ذبح الحمار، بحيث لا يتسرب لحمه إلى الأكل" لأن أكله عندنا حتى حرام".
واقترح تصدير الحمير حي بدلاً من تصدير جلودها، قائلاً: "أنا أنادي بالتوقف عن تصدير الجلود، ونصدر الحمار حي، ونربي مواشي" لأن عندنا عجز اليوم في اللحوم الحمراء"، لافتا إلى أن التصدير بات أكثر ربحًا، لأن سعر الجلد بين 15 إلى 20 ألف جنيه، ويصل إلى 300 دولار في بعض الأحيان.
ولفت أبو صدام، إلى أن أعداد الحمير في مصر تراجعت من ثلاثة ملايين في فترة التسعينيات إلى أقل من مليون في الوقت الحالي، لأسباب عدة، أبرزها ارتفاع تكلفة تربية الحمار.
وقال في مقابلة تلفزيونية، "الفلاح اليوم لا يريد تربية الحمار، لأنه يأكل في اليوم بحوالي 100 جنيه، وفي الشهر بـ3 آلاف جنيه، في حين أن سعره كله لا يتخطى 5 آلاف جنيه".
وأوضح أن الفلاح بات يفضل تربية المواشي والأبقار، لافتًا أن تطوير الطرق وتوافر وسائل النقل كالسيارات والتوكتوك والجرارات الزراعية، أدت إلى تضاءل الحاجة إلى الحمار كوسيلة نقل حتى في المناطق الريفية.
ذبح الحمير
وفي فترات متلاحقة تصاعدت عمليات ذبح الحمير التي وجدت مذبوحة ووجدت ملقاة على قارعة الطريق في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، الرعب ومخاوف من إمكانية بيع لحومها للمواطنين في ظل ارتفاع أسعار اللحوم بشكل عام.
وانتشر على مواقع التواصل فيديو صادم لعدد من رؤوس الحمير التي ذبحت حديثاً وذلك بالحي الثاني عشر بمنطقة ابني بيتك في مدينة العاشر من رمضان.
وعبر متابعون عن أن تكون تلك الحمير قد ذبحت بهدف بيعها للمواطنين فيما تبين من خلال المقطع أن الحمير المذبوحة مسلوخة تماماً، وقد تكون عملية الذبح قد تمت بهدف الاستفادة من جلودها.
وأتت الواقعة لتعيد للأذهان وقائع مماثلة حدثت وتكررت كثيراً خلال الآونة الأخيرة في مصر، وأثارت المخاوف من انتشار عمليات الغش وبيع لحوم الحمير كبديل للحوم الماشية التي ارتفعت أسعارها بوتيرة كبيرة بسبب تحرير سعر الصرف وتفاقم أزمة الأعلاف.
وقبل شهور تداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو لحمارين منزوعي الجلد في إحدى قرى محافظة الشرقية أيضاً، وتحديدا بجانب أحد المصارف المائية في مدينة أبوكبير ما جعل الأهالي يطالبون السلطات بالتدخل خوفاً من بيع لحومهما في الأسواق.
وتداول رواد مواقع التواصل فيديو لحمير مذبوحة ومسلوخة في إحدى مدن محافظة المنيا جنوب القاهرة، وقبلها ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، شمال القاهرة، القبض على عصابة تخصصت في ذبح الحمير واستغلال جلودها في أغراض تجارية.
وفي واحدة من الحوادث الضخمة، أبلغ مواطنون مباحث التموين، والطب البيطري، عن مزرعة بقرية منشأة الجمال التابعة لمركز طامية، وضبط 80 رأس حمار مذبوح مجهزة لتوزيعها على المطاعم ومحلات الجزارة، كما تم ضبط 1100 حمار حي كانت معدة للذبح، وتم التحفظ على المضبوطات وتحرير محضر، وإخطار النيابة العامة للتحقيق.
الحمير حلال!
وسبق لمسؤولين عن الرقابة البيطرية وأطباء طمأنة المواطنين، أن لحوم الحمير آمنة وغير مضرة بصحتهم واعتبرتها كأنها دعوة للتغذي عليها .
وساند هذه الحملة أن نشرت وسائل الإعلام المحلية العلامات التي تساعد المواطنين على التفريق بأنفسهم بين لحم الحمير ولحوم الماشية الأخرى.
وفي هذا السياق، زعم حسين منصور، رئيس هيئة سلامة الغذاء التابعة لوزارة الصحة السابق، إن لحم الحمير مثله مثل أي لحوم أخرى إذا اتبعت الإجراءات السليمة أثناء الذبح، مشيرا إلى أن تداول لحم الحمير والكلاب في الأسواق المصرية ليس جديدا، ولكن الجديد تداوله عبر "التواصل الاجتماعي".
وقال لطفي شاور الرئيس السابق لإدارة التفتيش على المجازر بوزارة الصحة، إن لحوم الحمير ساهمت في سد الفجوة الغذائية في مصر خلال السنوات الأخيرة!.
وأضاف شاور -في تصريحات صحفية- أن المواطنين خدعوا كثيرا، وتناولوا لحوما مجهولة المصدر، بسبب رخص ثمنها، منوها إلى عدم وجود أي ضرر صحي من تناول لحوم الحمير.
وأكد شاور أن غياب الرقابة الحكومية هو السبب في انتشار عمليات ذبح الحمير في مص.
أما مصطفي عبد العزيز، نقيب البيطريين الأسبق، فقال إن تناول لحوم الحمير لا يسبب خطورة على صحة الإنسان.
وزعم -في تصريحات صحفية- إلى أن الكثيرين يعتبرون أكلها محرما، رغم عدم ورود تحريم واضح عن أكلها في القرآن الكريم.
وأوضح أن الأشخاص الذين تناولوا لحوم الحمير يجب ألا يقلقوا، قائلاً: "متخافوش ولا هتنهقوا ولا هيحصلكم أي حاجة.
ومن بين العلامات التي أشارت إليها التقارير الصحفية، لون اللحم والدهن قبل الطهي، وطعمه ورائحته بعد الطهي.
وأضاف حسين منصور في مداخلة هاتفية تلفزيونية أنه من المستحيل التفريق بين لحوم الحمير والقطط والكلاب واللحوم العادية إذا تم فرمها، مشيرا إلى أن مشكلة لحم الحمير فقط أنه مخالف للشريعة ومقزز وممنوع ذبحه قانونا.
وكانت دار الإفتاء المصرية نشرت على موقعها الإلكتروني، قتوى أكدت فيها أن أكل لحم الحمير جائز شرعا مع الكراهة.
وأضافت الدار، في الإجابة عن سؤال وردها من أحد المواطنين، إن بعض المالكية يجيزون أكل لحم الحمير، بينما تحرمه باقي المذاهب استنادا لحديث أنس بن مالك، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا فنادى: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية (الحمر الأهلية هي الحمير التي تعيش وسط الأهالي لاستخدامات الركوب وجر العربات)، فإنها رجس، فأكفئت القدور وهى تفور باللحم".
وبسؤال نافذة مصر لعدد من الفقهاء والعالمين بالأمور الشرعية قالوا أن ما ذهب إليه الجمهور من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة بأنه لا يجوز أكل تناول "الحمر الأهلية".
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال {أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية وأذن في لحوم الخيل}.
وفي رواية لمسلم لمسلم وحده قال { أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمار الأهلي}.