أفاد موقع "ذا ناشيونال" أن العلاقات بين مصر وإسرائيل وصلت إلى مرحلة من التوتر الشديد تقارب العداء العلني، وسط تصاعد الشكوك بشأن نوايا الطرفين، خاصة في ظل الحديث عن إعادة توطين فلسطينيي غزة في شبه جزيرة سيناء وتعزيز القاهرة لقواتها قرب الحدود.

وذكرت مصادر مطلعة أن صفقة سلاح حديثة عقدتها مصر لشراء نظام دفاع جوي صيني متطور أسهمت في تأجيج المخاوف الإسرائيلية. وبدأت وسائل إعلام إسرائيلية موالية للحكومة بإثارة القلق بشأن تعاظم القوة العسكرية المصرية.

بدأ التوتر بين البلدين منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، وازداد حدة بعد استيلاء إسرائيل في مايو الماضي على شريط حدودي داخل الأراضي الفلسطينية المحاذية لمصر، ما اعتبرته القاهرة خرقًا خطيرًا لاتفاقية السلام الموقعة عام 1979.

تصاعد الخلاف أيضًا بعد تبني إسرائيل اقتراحًا أمريكيًا يقضي بإعادة توطين سكان غزة في مصر والأردن، وتحويل القطاع لاحقًا إلى منتجع ساحلي، ما أثار غضب المصريين.

لم يتواصل القادة في القاهرة وتل أبيب بشكل مباشر حول تدهور العلاقات. حكومة بنيامين نتنياهو، حسب المصادر، سرّبت عبر وسائل إعلامها قلقها من التعزيزات العسكرية المصرية في سيناء، ومن دوافع صفقات السلاح الأخيرة.

الموساد نقل احتجاجات إسرائيلية متكررة إلى القاهرة بشأن ما تعتبره بنى تحتية عسكرية غير مصرح بها في مناطق بسيناء، وذلك خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية وقطرية.

نتنياهو اشتكى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحشد العسكري المصري، وطلب تدخله للضغط على القاهرة.

في خطوة غير معتادة، لم تعلن المؤسسة العسكرية المصرية رسميًا عن صفقة HQ-9B الصينية، وترك الأمر للواء متقاعد كشف عنها في مقابلة تلفزيونية. بالتزامن، بدأت مناورات جوية مصرية صينية في منتصف أبريل وتستمر حتى نهاية الشهر.

القوات المسلحة المصرية، التي تتبع سياسة شديدة السرية، دأبت على الترويج في السنوات الأخيرة لصفقات أسلحة ضخمة شملت حاملة طائرات، غواصات، مقاتلات ومنظومات صاروخية.

الخبير خالد عكاشة، المقرب من الحكومة، صرّح بأن مصر تتعامل مع المستجدات في المنطقة بحكمة وضبط نفس، لكنها لا تستبعد استخدام القوة لحماية مصالحها.

اتسمت البيانات الرسمية الصادرة عن الخارجية المصرية اتسمت بحدة غير معتادة تجاه التصرفات الإسرائيلية، سواء في غزة أو في لبنان وسوريا. وبعد استيلاء إسرائيل على ما يسمى "ممر فيلادلفيا"، أعلنت مصر دعمها لقضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

بررت إسرائيل احتلال الممر الحدودي بالحاجة لمنع تهريب الأسلحة لحماس عبر الأنفاق، وادعت أن لها الحق في إبقاء قواتها هناك كما سمحت سابقًا لمصر بنشر قوات لمحاربة الإرهاب في سيناء.

القيادة المصرية تواصلت برسائل حازمة عبر وسائل الإعلام الرسمية وشخصيات عسكرية متقاعدة تحذر من نقل الفلسطينيين إلى سيناء، وتستعرض القدرات العسكرية المصرية.

ويذكر الخطاب الإعلامي الموالي المصريين بحرب 1973، وينشر رسائل وطنية عبر حسابات على مواقع التواصل تروّج للثقة في السيسي والجيش.

على الأرض، نفذت مصر تدريبات عسكرية مكثفة شملت الجيش الثالث، بمشاركة عشرات الآلاف من الجنود ومئات الآليات، ورفعت حالة الاستعداد في وحدات غرب القناة. وزير دفاع حكومة الانقلاب عبد المجيد صقر طمأن المصريين بجهوزية القوات لمواجهة أي تهديد.

وقال أحد المصادر: "الهدف إيصال رسالة ردع للعدو المحتمل حتى لا يُقْدم على تصرفات متهورة، مما يسهم في حماية السلام".

في المقابل، أرسلت مصر رسائل تهدئة للجمهور الداخلي، حيث أكد السيسي أن السلام خيار استراتيجي، فيما رفضت دار الإفتاء فتاوى تحض على الحرب ضد إسرائيل، زاعمة أن دعم الفلسطينيين يجب أن يكون في إطار مصالحهم، بعيدًا عن مغامرات قد تضر بهم.

لكن السلام ظل باردًا، حيث استمرت العلاقات الأمنية والاستخباراتية، دون أن ينعكس ذلك على العلاقات الشعبية، بينما حافظت إسرائيل على مكانتها كخصم محتمل في عقيدة الجيش المصري.

https://www.thenationalnews.com/news/mena/2025/04/21/egypt-and-israel-near-point-of-open-hostility-but-not-outright-conflict/