دخلت المواجهة بين إسرائيل وإيران يومها الرابع الذي شهد هجوما جديدا وصفته طهران بأنه "الأقوى والأكثر تدميرا"، ففي حين أكدت مصادر إسرائيلية مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات ليرتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ فجر الجمعة إلى 32 قتيل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن "الكيان الصهيوني لن يتمكن من هزيمتنا بالقتل والاغتيال".
وشهدت مناطق إسرائيلية، من بينها حيفا وكريات جات وتل أبيب، سقوط صواريخ إيرانية جديدة ضمن جولة تصعيد متواصلة بين طهران وتل أبيب، تخللها تدمير مبانٍ واندلاع حرائق وإصابات بشرية، في حين استمر الجيش الإسرائيلي في اعتراض الصواريخ، وطلب من السكان مغادرة الملاجئ بعد انحسار التهديد.
وأظهرت الصور التي بثتها وسائل إعلام إسرائيلية اندلاع حرائق كبيرة في مدينة حيفا إثر إصابة مبنيين بصواريخ إيرانية. كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بوقوع إصابات في كريات جات، وسط أنباء عن وجود عالقين تحت الأنقاض.
الجيش الإسرائيلي أكد أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت عدداً كبيراً من الصواريخ، إلا أن بعضها أصاب أهدافًا مدنية، مشيرًا إلى أن بعض القذائف أطلقت من غرب إيران، في ردّ إيراني على الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية ومنصات إطلاق في مشهد ومناطق أخرى.
استهداف مراكز حساسة في إسرائيل
في المقابل، تحدثت مصادر إيرانية عن استهداف ما وصفته بـ"مراكز اتخاذ القرار" داخل إسرائيل، بما في ذلك مواقع عسكرية وسكن قيادات بارزة. ولم تؤكد إسرائيل تلك المزاعم، معتبرة إياها جزءًا من حملة دعائية، لكنها أقرت بتصاعد التهديد من الترسانة الصاروخية الإيرانية، فيما أفاد مراقبون بأن الجيش الإسرائيلي لا يزال في حالة تأهب قصوى، وسط توقعات بموجات صاروخية إضافية.
الموقف الأمريكي
وعلى الصعيد السياسي، نفت الإدارة الأميركية دعمها لأي خطة إسرائيلية تهدف إلى تغيير النظام في طهران، رغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن العمليات العسكرية الجارية قد تؤدي إلى "تغيير النظام الإيراني"، واصفًا إياه بـ"الضعيف".
وقال مارك كيميت، نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، إن تغيير النظام الإيراني ليس من أولويات السياسة الأميركية، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تسعى لتغيير الأنظمة بالقوة، بل تدعم المسارات السياسية القائمة على الانتخابات الحرة.
فيما اتهم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الولايات المتحدة والدول الأوروبية بدعم الهجمات الإسرائيلية على بلاده، معتبرا أن مواقف الغرب "منحازة بشكل أحادي لصالح إسرائيل".
وقال عراقجي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني مساء الأحد، إن "تشجيع واشنطن وبعض العواصم الأوروبية للعدوان الإسرائيلي يُعد خطأً تاريخيا ستكون له تداعيات كبيرة على مستوى العالم"، مشددا على أن "الحرب التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة".
كما أضاف: "سنهيئ الأرضية للعودة إلى الدبلوماسية والمفاوضات في حال توقف العدوان الإسرائيلي"، مؤكداً على أن استمرار الهجمات يقوّض أي مساعٍ سياسية.
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "سلامًا قريبًا" بين إيران وإسرائيل ما زال ممكنًا، رغم التصعيد المستمر، مضيفًا أن واشنطن تتابع الاتصالات لاحتواء التصعيد وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
تحذيرات من فوضى إقليمية في حال انهيار النظام
مجلة "فايننشال تايمز" كانت قد حذّرت من أن انهيار مفاجئ للنظام الإيراني قد يفتح الباب أمام فوضى إقليمية، فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن واشنطن تخشى فقدان السيطرة على التوازنات في المنطقة إذا سقط النظام دون انتقال منظّم.
المشهد إلى أين؟
وبين تصريحات التصعيد وحديث الوساطات، يبقى مستقبل المواجهة غامضاً، في ظل مخاوف من توسع رقعة الحرب لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية، وسط غياب مؤشرات حقيقية على قرب التوصل إلى وقف إطلاق نار أو تسوية شاملة.