شهدت الساحة المصرية خلال الأيام الماضية جدلًا واسعًا حول الطبيبة وسام شعيب، أخصائية النساء والتوليد، التي أصبحت حديث الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول فيديو لها تتحدث فيه عن قضية اجتماعية حساسة تتعلق بالقيم الأسرية وظاهرة حمل المراهقات.
وفي حين تلقت الطبيبة دعمًا من مؤيدي طرحها، الذين وصفوا جرأتها بأنها خطوة نحو زيادة الوعي، تعرضت أيضًا لانتقادات شديدة بتهمة إفشاء أسرار مرضاها ومخالفة أخلاقيات المهنة، وصولًا إلى تحويلها للتحقيق من قبل نقابة الأطباء المصرية، واحتجازها من قبل السلطات.
الحدث:
ظهر الفيديو لأول مرة عبر صفحة الطبيبة وسام شعيب على "فيسبوك"، وتحدثت فيه عن حادثة حصلت في عيادتها تتعلق بمراهقة حامل في شهرها الثامن، جاءت برفقة أفراد من عائلتها يدّعون أنها متزوجة حديثًا.
اعتبرت شعيب أن هذه الحادثة مؤشر على أزمة عميقة في التربية الأسرية، مؤكدة أن هدفها من الفيديو كان توجيه المجتمع نحو وعي أكبر بالمخاطر الأخلاقية التي تواجه الشباب.
www.facebook.com/watch/?v=544414578205399
ردود الفعل المتباينة:
لم يمر الفيديو مرور الكرام؛ فقد أثار نقاشًا حادًا بين مؤيدين ومعارضين.
فريق من المتابعين أبدى إعجابه بصراحة الطبيبة وشجاعتها في مناقشة القضايا الحساسة، مشيرًا إلى أن حديثها يمثل ناقوس خطر من شأنه أن يدفع الأسر إلى توعية بناتهم بأهمية الأخلاقيات.
في المقابل، انتقد البعض الطبيبة معتبرين أن ما فعلته انتهاك صارخ لأخلاقيات المهنة، وأنه كان عليها احترام سرية الحالات التي تعالجها وعدم إفشاء تفاصيل قد تقود إلى الإضرار بالمرضى.
https://www.facebook.com/semsema.ana.1466/posts/2680235932156878
التداعيات القانونية والمهنية:
بناءً على عدة شكاوى، أعلنت نقابة الأطباء أنها ستحقق مع الطبيبة شعيب بتهمة التشهير بالمرضى، إضافة إلى طرح قضايا شخصية قد تمثل إساءة لمهنة الطب.
ووفقًا للنقابة، تُعد أخلاقيات الطبيب محورية في ممارسة المهنة، وأن خرق تلك الأخلاقيات عبر منصات التواصل الاجتماعي لا يمكن التغاضي عنه.
كما أشارت النقابة إلى أنها ستحاسب أي طبيب يسيء استخدام مكانته المهنية ويخرق قوانين آداب المهنة، مؤكدة أن العقوبات قد تصل إلى شطب اسم الطبيبة من سجل الأطباء، ما يعني منعها من ممارسة المهنة.
دفاع الطبيبة وردها على الانتقادات:
من جانبها، أوضحت الطبيبة وسام شعيب أن الهدف الأساسي من حديثها كان التوعية وليس التشهير، مشيرة إلى أنها لم تفصح عن أي معلومات خاصة بالمرضى مثل الأسماء أو العناوين.
واعتبرت أن الحديث عن القضايا الحساسة، مع تجنب الإفصاح عن التفاصيل الشخصية، لا يعتبر انتهاكًا للخصوصية، بل هو وسيلة لتنبيه المجتمع حول مشاكل اجتماعية قد تتفاقم.
www.facebook.com/watch/?v=1227685448564932
رأي المختصين والمسؤولين:
تباينت آراء المسؤولين بشأن تصرف الطبيبة، حيث أكد الدكتور مصطفى جاويش، وكيل وزارة الصحة الأسبق، أن الطبيبة لم تُخلّ تمامًا بأخلاقيات المهنة، إذ تجنبت الإفصاح عن أي معلومات شخصية، ولكنها خانها أسلوب الطرح.
ولفت جاويش إلى أن التركيز يجب أن يكون على معالجة المشكلة الاجتماعية، وليس تصعيدها إلى أزمة جنائية، مطالبًا نقابة الأطباء بتوفير دعم للطبيبة بدلًا من تسليمها للنيابة العامة.
استمرار القضية وتداعياتها المحتملة:
ومع استمرار التحقيقات، تواجه الطبيبة وسام شعيب احتمال منعها من ممارسة المهنة.
وعلى الرغم من تحويل القضية للنيابة العامة، إلا أن نقابة الأطباء مستمرة في دراسة الموقف بهدف وضع حد لأي تجاوزات قد تؤثر على سمعة المهنة.
وفي الوقت ذاته، يسود بين أفراد المجتمع ووسائل الإعلام ترقب لنتائج التحقيق، حيث يرى البعض أن القضية قد تمثل سابقة لفرض ضوابط جديدة على المحتوى الطبي المنشور عبر وسائل التواصل.