قال "مؤتمر الجزيرة" إن 1237 شخصاً قتلوا خلال شهر واحد منذ 20 أكتوبر 2023، وحتى الآن في بلدات وقرى عدة بشرق وشمال ولاية الجزيرة بالسودان، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وسط تقارير جديدة عن ممارسات قمعية وانتهاكات مستمرة.
ووثق تقرير مؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدني يضم نشطاء من المنطقة، وقوع الضحايا إما برصاص مليشيا الدعم السريع أو نتيجة للحصار الذي فرضته على مناطقهم والذي تسبب بانتشار الأوبئة.
وبلغ عدد القتلى في بلدة الهلالية وحدها 359 شخصاً، بينما شهدت تمبول مقتل 300 شخص، والسريحة 140، وقرية العقدة 57، ومدينة رفاعة 28.
إضافة إلى عمليات تهجير ممنهجة تمارسها مليشيا الدعم السريع ضد السكان المدنيين حيث تسببت في تهجير أكثر من 400 قرية من بين 514 في منطقة شرق الجزيرة.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في أبريل 2023، تعرضت مناطق عدة في السودان لانتهاكات جسيمة، طالت حياة آلاف المدنيين وخلفت ملايين النازحين واللاجئين.
كارثة في الهلالية
ونقلت تقارير عن "نداء الوسط"، وهو كيان مدني آخر، أن مدينة الهلالية تعيش تحت حصار منذ ما يزيد على 17 يوماً، حيث قتل أكثر من 300 شخص، بينهم أطفال ونساء.
وقال بيان "ندار وسط" ‘إن "وفيات بين الأطفال جراء تناول مواد غذائية مسممة ومياه غير صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى ضحايا القصف وإطلاق النار".
واضاف أنه يبدو أن هذا الحصار أُجبر السكان على البقاء في ظروف غير إنسانية، حيث يُحرمون من أبسط حقوقهم في البقاء على قيد الحياة.
دعوات دولية
وضمن ردود الفعل الدولية إزاء الوضع المتدهور، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش بياناً أدانت فيه انتهاكات مليشيا الدعم السريع، مطالبة بتدخل مجلس الأمن تحت رئاسة بريطانيا خلال نوفمبر لحماية المدنيين في السودان.
وأضافت المنظمة في بيانها، "تعرضت قرى مثل رفاعة، وتمبول، والسريحة، والأزرق، لممارسات "شنيعة" شملت قتل وجرح واحتجاز المدنيين واغتصاب النساء والفتيات، ما أثار قلقاً دولياً من تصاعد العنف ضد المدنيين".
ووفقاً للمنظمة، فرّ أكثر من 130 ألف شخص إلى مناطق أخرى في السودان، هرباً من الهجمات الانتقامية لمليشيا الدعم السريع.
دوافع العنف والتهجير
وتشير تقارير إلى أن اندلاع هذه الهجمات الأخيرة على الجزيرة جاء بعد انشقاق "أبو عاقلة كيكل"، قائد مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وانضمامه للجيش السوداني.
واعتبرت مليشيا الدعم السريع هذه الانشقاقات تهديداً، ما دفعها لتصعيد هجماتها الانتقامية ضد المدنيين. هذه الأحداث تضاف إلى حصيلة الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع منذ منتصف أبريل، وأسفرت عن أكثر من 20 ألف قتيل ونزوح نحو 13 مليون شخص، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة والسلطات السودانية.
وضع اقتصادي هش
في ظل هذه الظروف الكارثية، يعاني السودان أيضاً من تداعيات اقتصادية جسيمة. فقد أعلن بنك السودان المركزي عن طرح فئة جديدة من العملة السودانية (1000 جنيه)، وسط جدل حول قدرتها على حماية الاقتصاد من آثار الحرب.
وعبر عدد من الخبراء عن خشيتهم من تأثيرات هذه الخطوة على التضخم وسعر الصرف، خاصةً مع اتساع نطاق التزوير بسبب الانفلات الأمني. ومع غياب أطر أمنية فاعلة، تزداد المخاوف من استغلال الجماعات المسلحة للعملة الجديدة وتزييفها.