أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال الكادر الطبي من الرجال، بالإضافة إلى جرحى ومرضى من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وذلك في إطار عملية الإبادة والتطهير العرقي التي تشهدها المنطقة منذ 22 يوماً. وفي بيان لها، أوضحت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال اعتقل جميع الكوادر الطبية من الرجال، إلى جانب عدد من الجرحى والمرضى. وأشارت الوزارة إلى أن النساء المحتجزات في إحدى غرف المستشفى يفتقرن إلى الماء والطعام، مما يزيد من معاناتهم في ظروف مأساوية. وناشدت وزارة الصحة المؤسسات الدولية والأممية بالتدخل العاجل لحماية المرضى والكوادر الطبية العاملة في المستشفى، وذلك في ظل الانتهاكات المتزايدة التي تتعرض لها المنشآت الصحية. وقد شهدت الأحداث تصاعدًا حادًا، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن انقطاع الاتصالات بالطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان إثر اقتحام الاحتلال. لاحقًا، وردت أنباء عن انسحاب جزئي لقوات الاحتلال من محيط المستشفى، تاركة وراءها دماراً واسع النطاق. من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها فقدت الاتصال بالمستشفى الذي تعرض للاقتحام، حيث تم اعتقال المئات من المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية. يأتي هذا التصعيد في وقت يستمر فيه التوغل والقصف الإسرائيلي على مختلف مناطق محافظة شمال غزة، في ظل مساعي الاحتلال لإفراغ المنطقة من سكانها عبر عمليات الإخلاء والتهجير القسري. في الخامس من أكتوبر الجاري، بدأ الاحتلال عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا، بالإضافة إلى مناطق واسعة شمال القطاع، حيث اجتاحتها القوات في اليوم التالي بحجة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة". وبدعم أمريكي، تواصل دولة الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على غزة لليوم 386 على التوالي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 143 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود. وتعكس الأرقام حجم الدمار الهائل والمعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، حيث تعاني المنطقة من مجاعة قاتلة أدت إلى وفاة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. مع استمرار القصف والاعتقالات، تبقى حياة المدنيين في غزة مهددة، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً لحماية حقوق الإنسان ووقف الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الفلسطينيون في ظل هذه الأزمة الإنسانية.