استقبلت مؤسسة قضايا المرأة، ثلاث شكاوى من نساء يفدن بتعرضهن للتحرش الإلكتروني والجنسي من شخص أشارت له بحروف اسمه الأولى، قالت إنه ينتسب إلى الطريقة التيجانية، وتطابقت الأحرف الأولى مع اسم صلاح الدين التجاني، الذي انتشرت مؤخرًا شهادة على فيسبوك لسيدة تتهمه بالتحرش الإلكتروني والتلاعب النفسي بها لسنوات منذ طفولتها. بيان المؤسسة أوضح أن الثلاث اللائي تواصلن معها طلبن الدعم القانوني اللازم والتدخل الفوري لحمايتهن من «التهديدات المستمرة التي يتعرضن لها من الشيخ وأتباعه»، مؤكدًا أن المؤسسة ستطلع على كافة الإثباتات والملابسات، وتقدم الدعم اللازم للشاكيات ولن تتهاون في الملاحقة القانونية لكل من يحاول تهديدهن، أو ترهيبهن، أو ابتزازهن، أو أهانتهن بأي شكل. وفي حين أكد بيان المؤسسة على سرية بيانات الشاكيات وسرية إثباتاتهن بعد الإطلاع والمراجعة لتقديمها للجهات القانونية المختصة، قال مصدر في «قضايا المرأة» لـ«مدى مصر» إن المؤسسة في مرحلة جمع الأدلة، لافتًا إلى أن القاسم المشترك بين الشكاوى الثلاث هو تطابق طريقة الاستدراج، «كانت نفس طريقة الكلام مع البنات»، بحسب المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته. وتصدر اسم صلاح الدين التجاني وطريقته فيسبوك، منذ 12 سبتمبر بعد منشور الفتاة التي قالت إنها وأهلها سبق وانتسبوا لطريقته منذ سنوات، وأنه أرسل لها مواد جنسية في محادثة إلكترونية، بخلاف أشارتها لتلاعبه بها نفسيًا، وهو ما احتاجت سنوات لتخطيه. بعدها نشرت أم الفتاة دفاعًا عن التجاني، الذي ينتسب لطريقته عدد من المشاهير، قائلة إن ابنتها تعاني من المرض النفسي، في منشور تداوله مؤيدو «الشيخ»، لتتوسع ساحة الجدل حوله وحول الطريقة، وحول التقاليد الصوفية وممارسيها، خصوصًا مع شهرة عدد من أتباع التجاني. بعد أيام من اتساع الجدل، وبالتزامن مع بيان قضايا المرأة، تبرأت مشيخة الطريقة التجانية في مصر، اليوم، من صلاح الدين التجاني، الذي وصفته بأنه «مسلم عامي غير عالم يدعي المشيخة ويزعم لنفسه الدرجة العليا فيها»، واتهمته بأنه «غرر بأشبال المسلمين غير الفاهمين في منطقة إمبابة» بزعمه حمل لواء الطريقة التجانية، فيما أشارت إلى سابق إعلانها في عامي 2017 و2019 عن اعتباره معزولًا عن أي مسمى تابع للطريقة التجانية، وأنه لا يمثل إلا نفسه، وأنه غير مسموح له بممارسة أي نشاط خاص بها وذلك «لعدم أهليته وفساد معتقده وانحرافه عن الطريقة وتحريفه لأصولها»، مشددة على أن «الجهة المعتمدة الوحيدة في مصر للطريقة هي الزاوية التجانية الكبرى بالمغربلين، والتابعة للمجلس الأعلى للطرق الصوفية». «الوطن» أشارت ، اليوم، إلى أن فصل التجاني من «التجانية» في عام 2000 كان لمحاولاته المتكررة الانقلاب على شيخ الطريقة والسيطرة عليها، وأضافت أنه دشن «الطريقة الصلاحية التيجانية» في إمبابة، وقدّم أوراق اعتمادها إلى المشيخة العامة للطرق الصوفية، التي رفضت إشهارها في 2017، معتبرة الطلب سلوك غير صوفي، وخروج على الأعراف والتقاليد الصوفية، ومخالف للقانون 118 لسنة 1976، الخاص بالطرق الصوفية ولائحته التنفيذية.