في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وحرب متزايدة في الشرق الأوسط، برزت حادثة طابا المصرية كنقطة توتر جديدة تثير العديد من التساؤلات والتكهنات. ويأتي ذلك بعد الإعلان عن إسقاط طائرة مسيرة فوق مدينة طابا، التي تقع على الحدود المصرية الإسرائيلية، ما أدى إلى انتشار العديد من الروايات والتفسيرات حول الحادثة، خصوصاً في ظل تعقيدات الوضع الأمني والسياسي في المنطقة. موقف المسؤولين المصريين والإسرائيليين من جانبه، أكد النائب المصري مصطفى بكري، في تصريحات إعلامية، أن الوضع خطير، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الرابعة التي تقع فيها حادثة داخل الحدود المصرية منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة "حماس" في السابع من أكتوبر. وأضاف بكري أن الجميع ينتظر نتائج تحقيقات الجهات المصرية المعنية لمعرفة التفاصيل الكاملة. على الجانب الإسرائيلي، صرح أيوب القرا، وهو مسؤول إسرائيلي سابق، لموقع "الحرة" أن "التخمين داخل الأوساط الإسرائيلية يشير إلى أن الحوثيين في اليمن، وهم أنصار إيران، قد يكونون وراء إرسال الطائرة المسيرة". وأضاف القرا أن الطائرة كانت تمثل خطراً على مصر وإسرائيل، ما استدعى إسقاطها فوق مدينة طابا المصرية. تحليل الخبراء والمواقف الرسمية في تحليل لهذه الحادثة، يرى الخبير العسكري المصري سمير راغب أن الطائرة المسيّرة قد تكون قادمة من اليمن أو من إحدى القطع البحرية في البحر الأحمر، وأن مسارها كان باتجاه مدينة إيلات الإسرائيلية مروراً بطابا. وأضاف راغب أنه من الممكن أن تكون الطائرة قد تعرضت للإعطاب من قبل الجيش الإسرائيلي قبل وصولها إلى إيلات، مما أدى إلى سقوطها في الأراضي المصرية. ورغم هذه التكهنات، حسم الجيش الإسرائيلي الجدل بتأكيده أن "التهديد الجوي كان قادمًا من البحر الأحمر"، ما يعزز فرضية انطلاق الطائرة من جانب الحوثيين في اليمن. الصمت الحوثي وتداعيات الحادثة على الرغم من هذه الاتهامات، لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب الحوثيين بشأن الحادثة. وقد حاول موقع "الحرة" التواصل مع عدد من المصادر المقربة من جماعة الحوثي للتعليق على الحادثة، إلا أنهم رفضوا التعليق. وفي المقابل، يرى الباحث السياسي اليمني نبيل بكيري أن فرضية تورط الحوثيين في إطلاق الطائرة باتجاه إسرائيل ضعيفة للغاية، مشيرًا إلى أن المدى الجغرافي بين اليمن وإسرائيل يجعل من الصعب تنفيذ مثل هذه العملية. كما يعتبر بكيري أن هذه الحادثة قد تكون محاولة لإظهار إيران كطرف يحرك المشهد العسكري في المنطقة من خلال وكلائها.