رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير ما اعتبرته “انتهاكات” شهدتها الدورة 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي أقيمت في الفترة من 24 يناير حتى 6 فبراير الماضي، تحت شعار “نصنع المعرفة.. نصون الكلمة”، تضمنت “منع دور نشر من المشاركة في المعرض دون إبداء أسباب، إضافة إلى مصادرة عدد من الكتب”.

وفي تقرير صدر 23 مايو 2024 بعنوان “إقصاء من دون إبداء أسباب”، أوضحت المنظمة الحقوقية أن داري نشر “الكتب خان” و”تنوير” أبلغتا بعدم مشاركتهما بالمعرض قبل يوم واحد من انطلاقه، قبل أن تعود “الكتب خان” وتعلن عودتها بعد “تجاوز المشكلة دون التعليق على ملابسات الأمر”

ويرصد التقرير تكرار الأمر نفسه مع دار نشر “ديوان العرب” التي أعلنت منعها، ثم عودتها “لكن دون إيضاح أسباب الإقصاء أو المشاركة”

وركز التقرير على استمرار منع دار نشر “تنمية” للعام الرابع على التوالي، ناقلًا عن مسؤول داخل الدار، لم يسمه لأسباب أمنية، سعي الدار إلى المشاركة، معلقًا “لا نعلم السبب الحقيقي وراء المنع من المشاركة في معرض الكتاب هذا العام أيضًا ولا نعلم أسباب ما حدث معنا من البداية”

وجاء منع “تنمية” جاء بعد محاكمة مؤسسها خالد لطفي والحكم عليه بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ، على خلفية اتهامه بإفشاء أسرار عسكرية، وإذاعة أخبار وبيانات ومعلومات كاذبة.

وتعود وقائع القضية إلى 2018 عندما نشرت “تنمية” كتاب المؤرخ الإسرائيلي يوري بار جوزيف “الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل”، بالاتفاق مع الدار العربية للعلوم في لبنان.

وعاد التقرير إلى لائحة تنظيم المعرض في دورته الـ54، وقال “نجد أن البند الـ12 ينص على: منح إدارة المعرض الحق في قبول أو رفض اشتراك أي دار نشر دون إظهار أسباب للمعلنين بعد عرضها على رئيس المعرض، وهو ما يسمح لإدارة المعرض بالتعسف في مشاركة أي دار نشر حتى لو لم ترتكب أي مخالفة من المخالفات الواردة في لائحة المعرض، حيث لا قواعد تنظم هذا الأمر غير رأي إدارة المعرض”

ويعتبر التقرير أن الدور الممنوعة من المشاركة لم ينطبق عليها أي من أسباب إلغاء الاشتراك المنصوص عليها في لائحة المعرض، مبينًا حالات الإلغاء في “عرض كتاب محل نزاع قضائي، أو عرض كتاب مُزوّر أو منسوخ أو مُقلّد، أو عرض كُتب مخالفة لحرية الفكر والإبداع، وكذا المبادئ التي فرضها القانون المصري، والآداب العامة، أو المساس بالأديان، أو مخالفة شروط التوكيلات اللازمة داخل المعرض بالنسبة لدور النشر، أو عقد ندوات داخل مقرات البيع، أو مخالفة الشروط التصميمية داخل الجناح”

وفيما يخص الكتب المصادرة خلال المعرض، قال التقرير إن أربعة كتب للصحفي أنور الهواري، تمت مصادرتها هي “في انتظار الحرية، الديمقراطية أو الاضمحلال، ترويض الاستبداد، والديكتاتورية الجديدة”، ناقلًا عن الهواري أنها المصادرة الثانية، بعد مصادرة كتابي “ترويض الاستبداد” و”الديكتاتورية الجديدة” في النسخة 54 من المعرض

ويشير التقرير إلى أن المصادرة طالت كتاب حريم السياسي للكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي، ويتناول “قراءة حديثه للتراث الإسلامي”، وفقًا للتقرير.

وفي 2023 صادر معرض كتاب الرياض نفس الكتاب، بزعم أنه يتضمن بعض الإساءة إلى النبي وإلى نسائه، حسب وسائل إعلام مغربية.