وثق فلسطينيون فرحتهم بالانسحاب المخزي للصهاينة من جنين، عبر مسيرات في الضفة الغربية وغزة ومخيمات اللجوء خارج فلسطين، فضلا عن فرحة الناشطين العرب التي سجلوها بمنصات التواصل الاجتماعي بانسحاب قوات الاحتلال من مدينة جنين بعد تلقيه ضربة موجعة، وذلك بعد مقاومة ضارية كان أبرزها الكمائن التي نفذها ضد جيش الاحتلال أعضاء كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وشهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ، وتفجير عبوات في جنود الصهاينة أدت إلى مقتل جندي صهيوني على الأقل وإصابة عدد آخر لم يتم الإعلان عنه من جانب جيش الاحتلال.

وقالت كتائب القسام بالضفة الغربية، إنها اشتبكت من المسافة صفر مع جيش الاحتلال داخل أزقة مخيم جنين، وأكدت وقوع إصابات، موضحة أن عناصرها خاضوا اشتباكات عنيفة وفجروا عبوات ناسفة في آليات جيش الاحتلال بمدينة جنين.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها إلى 12 شهيدا، وذلك بعد العثور على جثمانِ شهيد بشارع حيفا في جنين.

وبالمقابل اتهم الناشطون "أبو ظبي" بدعم القمع الصهيوني للفلسطينيين وذلك بعدما كتب مستشار محمد بن زايد الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، تغريدة دعا فيها إلى إعادة النظر في الموقف من التطبيع مع الصهاينة؟!

وقال عبد الخالق عبد الله على "تويتر": رحم الله شهداء جنين وقلوبنا مع المهجرين من منازلهم قسرا وجورا في مخيم جنين والتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقاوم بكل شجاعة الاجرام الاسرئيلي على كل شبر من فلسطين".

وأضاف، "قضية فلسطين قضية ضمير وحان وقت أن تجمد 6 دول عربية علاقاتها مع حكومة إسرائيلية بلا ضمير وعلى وشك ارتكاب نكبة ثانية".

واستعرض (عبد الله)، صورا لشهداء جنين الذين ارتقوا جراء العدوان الأخير، ولقطات تُظهر تهجير المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم.

وكتب: "رحم الله شهداء جنين وقلوبنا مع المهجرين من منازلهم قسرا وجورا في #مخيم_جنين والتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقاوم بكل شجاعة الاجرام الاسرئيلي على كل شبر من فلسطين. قضية فلسطين قضية ضمير وحان وقت ان تجمد 6 دول عربية علاقاتها مع حكومة اسرائيلية بلا ضمير وعلى وشك ارتكاب نكبة ثانية".

وردا على تلك التغريدات الإماراتية المؤيدة للفلسطينيين كتب ناشط: "نفسي أصدقكم"، وأضاف آخر: "تجميد العلاقات لا يفيد بل قطعها نهائيا وتصحيح الخطأ ونسيان الديانة الإبراهيمية من أساسها"، 

وقال أحمد: "غير مستبعد أن يكون هذا التعسف والظلم بمباركة إماراتية لم نسمع حتى الآن تصريح إماراتي يدعو لما ذكرت".

المثير للدهشة، أنه قبل أيام قليلة من العدوان الصهيوني على جنين، شاركت الإمارات في مؤتمر الأسبوع السيبراني 2023 الذي عقد في جامعة تل أبيب.

وندبت حكومة الإمارات رئيس الأمن السيبراني على رأس وفد الإمارات المشارك في المؤتمر، ونشرت صحف محلية إماراتية أن الوفد اطلع على أحدث الاتجاهات العالمية في مجال الأمن السيبراني، وبحث أوجه التعاون المحتملة، وفرص الاستثمار الثنائية.

الشراكة الاقتصادية بين الإمارات ودولة الاحتلال دخلت حيز التنفيذ، والتي تخفض أو تلغي الرسوم الجمركية على أكثر من 96 % من أنواع المنتجات، والتي تمثل 99% من القيمة الحالية لتجارة السلع بين أبوظبي وتل أبيب.

الاتفاقية الموقعة في 31 مايو 2022، صُمِّمت بهدف رفع مستوى التجارة بين الجانبين لأكثر من عشرة مليارات دولار بحلول نهاية العقد الحالي، صعودا من 1.3 مليار دولار المسجلة في 2021، وأعلنت الإمارات تطبيع العلاقات مع الصهاينة في 2020، ومنذ ذلك الوقت أفصحت أبو ظبي عن ارتمائها بأحضان الصهاينة، ورعاية مشروع تطبيع وُصف بأنه شديد الخطورة، ويقوم على أنقاض إقامة دولة فلسطينية، ويستبدل نظرة الإسلام للصهاينة بديانة جديدة أسماها ابن زايد ب"الابراهيمية".