قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، إن العملية العسكرية على جنين كان لها أهداف خفية، تتمثل في تمكين السلطة الفلسطينية في المستقبل، والعودة إلى بسط سيطرتها على المنطقة.

وذكر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي "تساخي هنيجبي"، أن الكيان يسعى لتعزيز مكانة السلطة، لكنه في نفس الوقت لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 

الجيش الصهيوني يدعم السلطة الفلسطينية

وأشار "هنيجبي" إلى أن السلطة طالبت الاحتلال مرارًا بعدم اقتحام المناطق المصنفة A، إلا أن "الحكومة الإسرائيلية ترفض ذلك طالما لا تقوم السلطة بعملها كما يجب"، وفق ترجمة وكالة "صفا".

وأضاف "السلطة تقاعست عن أداء دورها في منطقتي جنين ونابلس، وبالتالي لم يكن لدى الجيش خيار سوى تنفيذ هذه العملية".

وبشأن إعلان السلطة وقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل" بسبب العدوان على جنين، رأى "هنيجبي" أن ذلك "قرار مؤقت فقط".

ولفت إلى أن من بين أهداف اقتحام جنين "عدم تحويل جنين إلى مدينة تأوي المطلوبين في الضفة الغربية".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت وصول حصيلة شهداء العدوان الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية، إلى 12، بينهم 4 أطفال وفتية، مضيفة أن هناك نحو 120 جريحًا، بينهم 20 بحالة خطيرة.

فيما أشارت فصائل المقاومة إلى أنها نصبت كمائن للجنود والآليات بعبوات شديدة الانفجار، تخللها إطلاق نار وإلقاء وتفجير أكثر من 10 عبوات ناسفة في آليات قوات الاحتلال، قُتل على إثرها جندي صهيوني، وأُصيب العديد من جنوده، كما أسقطت 4 طائرات مسيّرة.

 

140 عملاً مقاوماً بالضفة والقدس خلال 24 ساعة

ومن جهته، رصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” 142 عملاً مقاوماً بالضفة والقدس، شملت اشتباكات في جنين، و16 عملية تفجير عبوات ناسفة، والتصدي للمستوطنين وتحطيم مركباتهم.

ونفذ مقاومون 5 عمليات إطلاق نار خارج جنين، وأعطبوا آليتين عسكريتين، وألقى الشباب الثائر زجاجات حارقة ومفرقعات نارية في 20 موقعاً.

وأصيب 5 مستوطنين في البلدة القديمة بالقدس رشقا بالحجارة، كما أصيبت مجندة بزجاجة حارقة وأحرقت مركبة للاحتلال في سلوان، وفقًا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام".

واندلعت النيران في مركبة مستوطنين جرّاء استهدافها بزجاجات حارقة قرب بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، كما ألقيت عبوات ناسفة على قوات الاحتلال في حاجز بيت إيل قرب البيرة في رام الله.

واندلعت مواجهات في 58 نقطة بالضفة المحتلة، بينما انطلقت مظاهرات ومسيرات في مختلف المحافظات دعماً ونصرة لجنين.

وعمَّت المواجهات عدة محاور في مدن القدس ورام الله البيرة وجنين وطولكرم وقلقيلية ونابلس وبيت لحم والخليل وسلفيت.

وتصدي الشباب الثائر للمستوطنين في عدة مناطق بالقدس وقلقيلية وسلفيت، كما حطموا ثلاث مركبات للاحتلال.

 

حصاد المر

وأثبتت العملية الفدائية، التي تبنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقالت إن منفذها هو الشاب عبد الوهاب خلايلة (20 عامًا) من بلدة السموع في الخليل جنوبي الضفة، حكمة توارثتها الأجيال، وهي أن "من يزرع الرياح يحصد العواصف، وأن من يزرع الحنظل حتمًا لن يحصد إلا المُر".

وأشادت الفصائل الفلسطينية بالعملية الفدائية، واعتبرتها "ردًا أوليًا وطبيعيًا" على جرائم الاحتلال ومجازره في جنين بشمالي الضفة الغربية المحتلة، داعيةً إلى المزيد من العمليات التي تؤلم "إسرائيل".

ورأى كتاب ومحللون مختصون بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي، أن جرائم الاحتلال في الضفة الغربية ولاسيما جنين "صبت الزيت على النيران الكامدة في الصدور، ودفعت الفلسطينيين، الذين سئموا وهم التسوية، إلى الرد".

 

نتنياهو يغرق في أزقة جنين

الكاتب والمحلل المختص بالشأن الفلسطيني ذو الفقار سويرجو، أكد أن "هذا الإرهاب والعنف الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في الضفة بالتأكيد سيقابل بالمزيد من العمليات الفدائية وتوجيه الضربات في كل الأماكن التي توجع الاحتلال".

وتابع "على الرغم من الضوء الأخضر الذي منحته الإدارة الأمريكية، لكن يبدو أن نتنياهو بدأ يغرق في أزقة جنين، وآلية انتهاء العدوان باتت صعبة قبل تفجر الأوضاع في ساحات أخرى".

ورأى أنه "في حال تمادى نتنياهو في العدوان على جنين وأهلها؛ فإن المقاومة في غزة في حالة استنفار وتُراقب الوضع، ومن الممكن توسع الساحات والجبهات".

 

تصاعد المقاومة في الضفة

الكاتب والمحلل المختص في الشأن الإسرائيلي، محمد أبو علان، أشار إلى أن العدوان على جنين والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في المخيم بمثابة "صب الزيت على النار".

ولفت أبو علان إلى أن "كثيرًا من العمليات النوعية للمقاومة كانت عقب جرائم ارتكبها الاحتلال وعلى وجه الخصوص في مخيم جنين".

وأكد أبو علان أن "كل الشواهد تقول إن الرسم البياني للمقاومة بالضفة في تصاعد رغم تزايد جرائم الاحتلال ومستوطنيه".

ونوّه إلى أن "سرعة الرد على العدوان في جنين وفي قلب الكيان رسالة أيضًا أنّ شعبنا لن يُعدم وسائل المقاومة والدفاع عن النفس، ولن يثنيه الإجرام الإسرائيلي، وأن الأمر سيرتد على نتنياهو وحكومة المستوطنين".

وختم "قبل أسبوعين كانت عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عيلي" وأول أمس عملية طعن في "بني براك" قرب تل أبيب واليوم عملية دهس وطعن في "تل ابيب".. المقاومة تقول إن عملياتها مستمرة ولا تعمل بردات الفعل فقط".