مع قدوم عيد الأضحى، المعروف بعيد اللحمة والمشهور بالأضاحي والإقبال على شراء أنواع البهائم للمستطيع في هذا الوقت تحديدا دون أي وقت آخر طوال العام، تضاعفت المعاناة بتضاعف أسعار اللحوم عما كانت عليه قبل أشهر قليلة.
قال موقع (ميدل إيست مونيتور) البريطاني في تقرير له "من يستطيع شراء اللحوم في مصر اليوم؟!" وثق فيه ارتفاع سعر الكيلوجرام من اللحم البقري في الأسواق المصرية بنسبة 100% منذ شهر يناير الماضي، حتى وصل أخيرًا إلى 350 جنيهًا ، وتجاوزت الأسعار في بعض أحياء القاهرة 400 جنيه وبعض قطع اللحم الممتازة بلغ سعرها 450 جنيهًا  في ظل تزايد المخاوف من أن يصل سعر اللحوم إلى 500 جنيه للكيلوجرام في عيد الأضحى، وسط موجة تضخم غير مسبوقة أصابت جميع السلع والخدمات في البلاد.

ووثق التقرير أن العظام المستخرجة من الذبيحة زاد سعرها وكانت تُمنح مجانًا في الماضي، وأن عظام الظهر تباع من سبعة إلى عشرة جنيهات للكيلوجرام الواحد، بينما وصل سعر عظمة الرجل “الماسورة” إلى 30 جنيهًا.
وتداول ناشطون صورا تسببت في جدل واسع بعد أن أعلنت لمؤسسة خيرية توزيع عظام الماشية على الأسر ذات الدخل المحدود في محافظة الإسكندرية، وتتفاخر بفوائد العظام على الصحة.

ورصد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مسح أجراه على الأسر المصرية في شهر نوفمبر الماضي تسبب الغلاء في إجبار 93% من الأسر المصرية على خفض استهلاكها من اللحوم والدواجن والأسماك.
ولم يكن الحرمان من اللحوم والأسماك فقط، بل إن 90% من الأسر قلّ استهلاكها من الطعام عامة. و75% من الأسر قلّ استهلاكها من الأرز والبيض والزيت والفاكهة.

وانخفض متوسط استهلاك الفرد من اللحوم في مصر سنويًّا من 10.7 كيلوغرامات في عام 2017 إلى 7.3 كيلوغرامات في عام 2020.
تداعيات موجة التضخم الخارجية بسبب كورونا والحرب في أوكرانيا، هي الأسباب التي دأب على تكرارها السيسي، لكن (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء) رأي أن "المواطن يعاني غلاء اللحوم منذ سنوات وقبل الحرب في أوكرانيا".
ولفت مراقبون إلى أن أسعار اللحوم لا تتجاوز من 6 إلى 7 دولارات للكيلوغرام في أوكرانيا التي تدور رحى الحرب المزعومة على أرضها، وفي سوريا التي يُضرب السيسي بها المثل في مصر في الانهيار.

تصريحات "الحلالي"
 
أثارت أزمة اللحوم في مصر دون غيرها من دول العالم اهتمام الصحف العالمية، بعددما دعا أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، في تصريحات تلفزيونية إلى أنه يمكن "التضحية بالطيور بدلًا من العجول والخراف في ظل ضيق الوضع المادي"، بحسب ما صرح.
وسبق ودعا الذراع تامر أمين، إلى أكل لحوم الحمير في ظل الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم. وزاد الطين بلة، تأييد مسؤول التثقيف الغذائي في المعهد القومي للتغذية الحكومي الصحفي أمين بقوله إن المعهد لا يعترض شريطة أن يكون هناك إجماع مجتمعي على هذه المسألة، وهذا المسؤول هو صاحب فكرة علاج كورونا بما سمّاه الشَّلَولَو.
 

فواكه اللحمة

فواكه اللحم الاسم المتداول للكناية عن "الكرشة" التي تباع بسعر 100 جنيه ولحم الرأس بسعر 250 جنيهًا واللسان بسعر 250 جنيهًا  والكوارع بسعر 200 جنيه.
وهي تتاشبه في سلسلتها الغذائية من الكائنات التي يجوز ذبحها  مع درجة أقدام الدجاج التي ارتفع سعرها في السوق المحلية إلى 30 جنيهًا  للكيلوغرام، والأجنحة 55 جنيهًا والرقبة 75 جنيهًا أما لحوم الدجاج فوصل سعرها إلى 82 جنيهًا للكيلوغرام.

تقرير دولي
المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، (أمريكي) أجرى مسحا غذائيا لأكثر من 6 آلاف أسرة في جميع أنحاء مصر عبر الهاتف، وبحث عن تغير العادات الاستهلاكية وأسباب التغييرات في الاستهلاك.
ووجد المعهد الأمريكي أن 85% من الأسر عن تقليل استهلاك اللحوم بسبب ارتفاع الأسعار.
وجاء في تقرير الدراسة أن مصر معرَّضة بشكل خاص لارتفاع أسعار الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا بسبب اعتمادها على الواردات الغذائية من الخارج.
وبالتالي فإن مصر، وأي دولة أخرى، ستكون في مأمن من الغلاء إذا كان لديها اكتفاء ذاتي من الغذاء.