قالت صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" الأمريكيتين إن أجهزة الاستخبارات في واشنطن رصدت مؤشرات قبل أيام على نية بريجوجين التحرّك ضد كبار مؤسسة الدفاع الروسية، قبل أن تعلن المجموعة التمرد على وزارة الدفاع بأيام!

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن المعلومات الاستخباراتية قُدمت للمسؤولين الأمريكيين يوم الأربعاء، 21 يونيو 2023، أي قبل أيام من تفجّر الصراع بين "فاجنر" والجيش الروسي.

وسبق للولايات المتحدة أن أشارت إلى أحداث وشيكة في روسيا، في 2022 بعدما حذرت أجهزة الاستخبارات أواخر عام 2021، من عزم فلاديمير بوتين على غزو أوكرانيا.

وللصدفة المقصودة، كان محمد بن زايد رئيس الإمارات متواجدا في موسكو في الفترة التي أشارت إليها الصحيفة الامريكية 21 يونيو الجاري يلتقي الرئيس بوتين، ويعلن أمامه أنه ما قصر في استدراك الصف الذي سيقف إلى جواره وسربت له "روسيا اليوم" مقطع فيديو وهو يشير إلى ضغوط غربية لإثنائه عن التجاوب مع الروس والتعاون معهم ولكنه أصر على رأيه وقرر رأيا نهائيا.

وذهب محمد بن زايد قبل أيام لروسيا وقال لـبوتين: "نحن معك ورفضنا الضغوط الغربية". وفر بوتين إلى سانت بطرسبيرغ تحسبًا لسقوط موسكو بيد "فاجنر"، و"بن زايد" لن يرسل بالطبع قواته لحمايته".

https://twitter.com/ahafsidz/status/1669834269097590787


وقالت تقارير إن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد له تعاون على جوانب مختلفة مع مرتزقة فاجنر في عدة دول عربية منها السودان وليبيا فضلا عن مالي وبعض دول إفريقيا والقرن الإفريقي، كما أنه يمول تسليحهم بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة ومنها صواريخ أرض أرض كالتي غنمتها قوات الحكومة الشرعية بطرابلس / ليبيا من فاجنر ومليشيات خليفة حفتر شرق ليبيا.

بحسب الصحف الامريكية أيضا دعمت فاجنر "بتمويل محمد بن زايد" قوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد مليشيات الدعم السريع وسجلت ذلك صحيفة (وول ستريت جورنال).
 

ومعروف للجميع علاقات محمد بن زايد برمضان قديروف القريب من الرئاسة الروسية والذي تحارب قواته (كتائب أحمد) ضمن صفوف الروس في حربهم على أوكرانيا ولهم آلاف في محيط موسكو لمهمة حماية العاصمة الروسية.
   
التغريدة الكاشفة لدور محمد بن زايد الذي من المرجح أن يكشف عن تفاصيله خلال الأيام القادمة كانت لمستشار محمد بن زايد السياسي الأكاديمي عبدالخالق عبدالله عبر (@Abdulkhaleq_UAE) وكانت بمثابة مديح لشريك محمد بن زايد (طباخ بوتين رئيس فاجنر) مقابل الخسف ب"بوتين" فقال الأستاذ بجامعة الإمارات في 24 يونيو تعليقا على الأحداث "زعيم مجموعة فاجنر الروسية الذي اعلن تمرده على الجيش ويسيطر حاليا على منطقة روستوف وفي طريقه الى موسكو: شعبيته عالية في روسيا .. يعتبر بطلا قوميا.. يتحدث باسم الناس البسطاء.. يحارب الفساد.. قواته تحضى باحترام وتقدير كبير.. أكد أن الحرب على أوكرانيا غير مبرور.. أصبح خائنا في نظر النظام.. رفع السرية".!!
 

وتساءل مراقبون في تعامل القوات الأمريكية هذه المرة عكس ما كشفوا عنه أثناء بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، حين رفع المسؤولون الأمريكيون السرية عن المعلومات الاستخباراتية، ثم نشروها في محاولة لردع بوتين عن الغزو، ولكنها أخيرا التزمت أجهزة الاستخبارات الصمت مع خطط بريجوجين الملقب بـ"طباخ بوتين"، بحسب نيويورك تايمز.


وبحثت الصحيفة عن سبب فقالت إنه ربما رأى الأمريكيون أن (بوتين) قد يتهمهم بتدبير انقلاب إذا أفصحوا عن تحركات بريجوجين، وقالت الصحيفة إنه "من الواضح أنهم لم يكونوا مهتمين كثيراً بمساعدة بوتين على تفادي هذا الانقسام الخطير والمحرج في دعمه".


وعن سبب آخر، أشارت إلى أن ربما "تم اعتبار المعلومات التي تفيد بأن الخلاف المرير بين بريجوجين، ومسؤولي وزارة الدفاع الروس، خطيرة ومثيرة للقلق، إذ يُعرف بريغوجين بوحشيته، ولو أنه نجح في إطاحة المسؤولين لكان على الأغلب زعيماً يصعب التكهن بتصرفاته".


وعن توابع ذلك أوضحت أن المسؤولين خشوا "احتمال أن تنحدر إحدى الدول المسلحة نووياً ولها عداوة مع الولايات المتحدة إلى فوضى داخلية، تحمل معها مجموعة جديدة من المخاطر".


واستدركت أنه ليس واضحاً بالضبط متى علمت الولايات المتحدة بخطط بريجوجين، وأن المسؤولين في المخابرات الامريكية كشفوا عن خطط فاجنر وزعيمها لمسؤولي الإدارة والدفاع، الأربعاء ويوم الخميس 22 يونيو، مع ظهور تأكيد جديد على تحركات بريجوجين أبلغ مسؤولو المخابرات مجموعة محدودة من قادة الكونجرس.


وبحلول الجمعة والسبت الماضيين، صعّد بريجوجين تمرده بشكل كبير، وأطلق تحركاً عسكرياً لقواته إلى موسكو، وصفته الحكومة الروسية بأنه محاولة انقلاب، ويوم السبت 24 يونيو، استدعى مقاتليه ووافق على الفرار إلى بيلاروسيا.

 

وفي الأشهر الأخيرة تابع مسؤولو الاستخبارات العداء المتنامي بين بريجوجين وقادة وزارة الدفاع الروسية، وأمضوا وقتاً طويلاً في تحليله.

وقالت صحيفة (واشنطن بوست) كلاما مشابها وأكدت أن "الولايات المتحدة علمت بالانتفاضة في روسيا قبل أيام ، ولم تكن السلطات على حين غرة".

وأضافت الصحيفة "منعت السلطات الروسية الوصول إلى مصادر الأخبار الرئيسية والمعلومات من مجموعة مرتزقة فاجنر بينما كانت تتجه نحو موسكو يوم السبت ، مما زاد من الارتباك مع ازدهار الشائعات والمعلومات الخاطئة حول الأحداث".

ونسبت الصحيفة الامريكية إلى مسؤول استخباراتي غربي بارز قوله إن تمرد مؤسس فاجنر "يفجيني بريجوجين" أحدث شرخاً كبيراً في العلاقة مع الرئيس بوتين "لا يمكن رتقه" مشيراً إلى أن "بريجوجين" يدرك جيدا أنه لا يمكنه العودة أبدا إلى المكانة التي كان عليها من قبل.

حيث خلصت أجهزة الاستخبارات إلى أنه علامة واضحة على التوترات الداخلية التي سببتها الحرب في أوكرانيا، والصعوبة التي تواجه روسيا في تزويد قواتها بما يكفي من الذخيرة، ونسبت لأحد المسؤولين أن ذلك مؤشر "على تدهور مسار الحرب لكل من "فاجنر" والجيش النظامي الروسي".

وأظهرت تقارير استخباراتية أن الولايات المتحدة اعترضت اتصالات بين كبار القادة العسكريين الروس، يناقشون فيها كيفية التعامل مع طلبات بريجوجين المستمرة لمزيد من الذخيرة.

وانتهى تمرد "فاجنر" على الجيش بعد وساطة قادها رئيس بيلاروسيا،  ألكسندر لوكاشينكو، وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن رئيس بريجوجين وجميع مقاتليه غادروا السبت المقر الرئيسي للجيش الروسي في مدينة روستوف بجنوب البلاد.

وأعلن الكرملين، أن قائد مجموعة "فاجنر" سينتقل إلى بيلاروسيا، ضمن اتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه، وأضاف أنه "سيتم إسقاط الأحكام الجنائية ضده". لافتا إلى أن مقاتلي فاجنر الذين لم يشاركوا في التمرد سيوقعون عقوداً مع وزارة الدفاع، ولن تتم مقاضاة المقاتلين الآخرين.

ودأب بريجوجين منذ أشهر على اتهام وزير الدفاع سيرغي شويجو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، بمنع الذخيرة عن مقاتليه والتضحية بهم، كما تحدث عن ممارسات ترقى إلى الخيانة، وتفجَّر الصراع الأخير بعدما اتهم برجوجين الجيش الروسي بقصف قواته من الخلف في أوكرانيا.