أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن حكومته ستسخر كافة إمكاناتها في الفترة المقبلة لنهضة الاقتصاد وتأهيل مناطق الزلزال.

جاء ذلك في خطاب ألقاه بالمجمع الرئاسي التركي في العاصمة أنقرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، أمام حشد كبير من أنصاره عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية.

 

قوة ديمقراطية تركيا

وتقدم أردوغان بالشكر إلى جميع أفراد الشعب سواء الذين صوتوا لصالحه أو انتخبوا أيا من المرشحين أو الأحزاب الأخرى، "ليثبتوا قوة ديمقراطية تركيا".

ومشيرًا إلى أن قرار الشعب "جاء لصالح عصر تركيا في واحد من أهم الانتخابات" في البلاد، ذكر أردوغان أن الناخبين أعلنوا خيارهم بخصوص السلطة التشريعية في الجولة الأولى من الانتخابات بمنح الأغلبية لتحالف الجمهور.

 

حل مشاكل الأسعار والفائدة والتضخم

وأوضح أردوغان أن المسألة الأهم في الأيام القادمة هي حل مشاكل زيادة الأسعار الناجمة عن التضخم.

وبين أن هذه المسألة ليست بالأمر الصعب بالنسبة لحكومته، مستشهدا بخفض الفائدة إلى 4.6 بالمئة والتضخم إلى 6.2 بالمئة عندما كان رئيسا للوزراء.

ولفت إلى خفض الفائدة في الوقت الحالي إلى 8.5 بالمئة، مؤكدًا أن التضخم سيهبط بدوره.

 

بناء اقتصاد إنتاجي

وأضاف: "سنواصل سياسة الاستقرار، والتخطيط لبناء اقتصاد إنتاجي يقوم على أساس الاستثمار وخلق فرص العمل".

وأوضح أن حكومته تعمل على تأسيس إدارة مالية "تحظى بالاحترام على الصعيد الدولي"، وتخطط لإنشاء اقتصاد إنتاجي "يركز على الاستثمار والتوظيف".

 

إعادة بناء المدن المدمرة جراء الزلزال

وأردف: "تضميد جراح منكوبي زلزال 6 فبراير وإعادة بناء مدننا المدمرة ستكون في مقدمة أولوياتنا، وكذلك سنسخر كل وقتنا وطاقتنا للعمل وإنجاز المشاريع وتقديم الخدمات".

 

الاجتماع وترك الخلافات

وحول نتائج الانتخابات، قال أردوغان: "لم يخسر أحد اليوم، فالفائز 85 مليون مواطن، حان الوقت لنجتمع ونتحد حول أهدافنا وأحلامنا الوطنية".

وأضاف: "تركيا وأمتنا بكل أطيافها وديمقراطيتنا هي الفائزة. قلنا إن الجميع سيكسب عندما نفوز، وفي المقابل الخاسر الوحيد هو من لديهم سيناريوهات قذرة بخصوص بلادنا، ومطاياهم التنظيمات الإرهابية والمرابون".

وشدد الرئيس التركي على عدم استيائه أو امتعاضه أو غضبه تجاه أي كان، مشيرًا إلى ضرورة ترك النقاشات والخلافات المتعلقة بفترة الانتخابات.

وأعرب أردوغان عن احترامه الدائم لإرادة الشعب، مبينا أن الفائز في هذه الانتخابات هو تركيا والديمقراطية.

وأوضح أن الكثير من زعماء العالم بدءًا من دول الخليج وحتى بريطانيا وروسيا اتصلوا به مهنئين في أعقاب إغلاق صناديق الاقتراع، لافتا أن هذه الاتصالات سوف تستمر.

 

الإعلام والإرهاب

وأشار إلى مساعي الإعلام والمجلات الغربية إلى وضع العراقيل أمام انتخابه، مضيفًا: "ألم تعد المجلات الألمانية والفرنسية والبريطانية أغلفتها وتكتب من أجل تدمير أردوغان؟ ها هم أولاء قد خسروا".

وعن مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس التركي العزم على تعزيزها من أجل القضاء على التهديدات الأمنية في جنوب البلاد.

وأشار إلى اعتزامه استخدام القنوات السياسية والدبلوماسية بفعالية أكبر وتوجيه التطورات الإقليمية بشكل صحيح واللجوء إلى أساليب متعددة بهدف مواصلة إبعاد التنظيمات الإرهابية عن حدود تركيا.

 

عودة اللاجئين السوريين

وتطرق إلى مسألة عودة اللاجئين السوريين قائلاً: "وفرنا الإمكانية لعودة نحو 600 ألف شخص إلى المناطق الآمنة في سوريا حتى اليوم".

واستطرد: "سنضمن عودة مليون سوري إضافي في غضون سنوات قليلة من خلال مشروع سكني جديد ننفذه مع قطر".

وبين أن العودة الطوعية لطالبي اللجوء هي جزء من سياسة حكومته بما يتوافق مع مطالب الشعب، مضيفًا: "من واجبنا تلبية هذه المطالب لمواطنينا بالطرق التي تليق ببلادنا وأمتنا".

 

مركز دولي للطاقة

وشدد الرئيس التركي على السعي إلى تحويل بلاده لمركز دولي للطاقة، من خلال رفع مستوى الاستثمارات في هذا المجال إلى المستوى العالمي.

وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار مجددًا، في رسالة التهنئة بالفوز بالانتخابات، إلى مسألة إنشاء مركز دولي لتوزيع الغاز الطبيعي في منطقة تراقيا شمال غربي تركيا، وهو مقترح سبق للرئيس الروسي طرحه.

وذكر أن بلاده ستعمل مع روسيا للإقدام على هذه الخطوة، وستصبح تراقيا "مركزًا دوليًا لتوزيع الغاز".