يعقد مجلس التعاون الخليجي غدًا الجمعة اجتماعًا في مدينة جدة بالسعودية تشارك فيه أيضًا مصر والعراق والأردن، في سياق حراك دبلوماسي يعكس مساعي الرياض لاستعادة العلاقات مع سوريا وإيران عقب قطيعة دامت لسنوات.

يأتي ذلك بعد الإعلان عن زيارة وفد من الجمهورية الإسلامية للرياض، ثم وصول وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدة، في زيارة هي الأولى منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

وقال دبلوماسي عربي في الرياض اشترط عدم الكشف عن اسمه، اليوم الخميس، إن "الغرض من الاجتماع تذليل الخلافات الخليجية حول سوريا قدر الإمكان".

وتقيم 10 دول عربية علاقات رسمية معلنة مع نظام بشار الأسد في سوريا، فيما تراجع 8 دول أخرى الوضع على ضوء الالتزام بقرارات جامعة الدول العربية، بينما يرفض فريق ثالث من 3 دول استئناف العلاقات مع دمشق في ظل عدم تحسن الوضع السوري منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011، بحسب بيانات رسمية.

وفي 12 نوفمبر 2011، جمّدت جامعة الدول العربية عضوية سوريا جراء قمع بشار عسكريًا للاحتجاجات المناهضة له التي طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة.

وفيما يلي نستعرض مواقف الدول العربية الـ21، بالتزامن مع حديث عربي رسمي متصاعد بشأن عودة بشار عربيًا، وزيارات عربية رسمية ذات صلة، وعشية اجتماع خليجي عربي الجمعة في السعودية للتباحث بشأن الملف السوري.

 

أولا - 10 دول تقيم علاقات

1 - تونس: قطعت علاقاتها مع نظام الأسد في 4 فبراير 2012، لكن في يوليو 2014 قرر الرئيس آنذاك الباجي قائد السبسي افتتاح مكتب قنصلي في دمشق، وفي العام التالي جرى تعيين ممثل له، وصولًا إلى قرار الرئيس الحالي قيس سعيد في 3 إبريل الجاري تعيين سفير في دمشق، بعدما اتخذت تونس خطوة مماثلة في وقت سابق. جاء ذلك في بيان مشترك للدولتين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا".

2 - سلطنة عمان: لم تقم بقطيعة تامة، واستقبلت مسؤولين من النظام السوري أبرزهم في مارس 2018 وزير خارجيته آنذاك وليد المعلم، وأعادت سفيرها إلى دمشق في 4 أكتوبر 2020، كأول دول خليجية تعيد تعيين سفير لها بدمشق منذ 2011.

وفي يناير 2022، التقى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مع الأسد في سوريا، وبعد شهرين استقبلت مسقط وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد.

وفي 21 فبراير الماضي، زار الأسد عُمان والتقى سلطانها هيثم بن طارق، في أول زيارة رسمية إلى مسقط منذ 2011.

3 - الأردن: طرد سفير سوريا في مايو 2014، لكن في منتصف أكتوبر 2018 فتح المعبر الحدودي الحيوي جابر- نصيب بين البلدين، وتطورت العلاقات أكثر باتصال الأسد مع الملك عبد الله الثاني في أكتوبر 2021، ولقاءات وزارية بين البلدين لتعزيز التعاون، مع طرح عمَّان مؤخرًا مبادرة لإنهاء تجميد مقعد سوريا في الجامعة العربية.

4 - السودان: عاد لتطبيع علاقاته مع سوريا بعد زيارة الرئيس السابق عمر البشير في ديسمبر 2018 لدمشق ولقائه الأسد، كأول رئيس عربي حينها يزور سوريا منذ 2011.

5 - الإمارات: أعادت فتح سفارتها بدمشق في ديسمبر 2018، بتمثيل قائم بالأعمال بعد إغلاق 7 سنوات، وتلاه تبادل زيارات رفيعة المستوى أحدثها زيارة الأسد لأبوظبي في مارس الماضي.

6 - البحرين: أعلنت في ديسمبر 2018 "تواصل العمل في سفارتها لدى سوريا واستمرار الرحلات الجوية بين البلدين دون انقطاع"، بعد نحو 6 أعوام من سحب سفيرها من سوريا في 2012.

7 - موريتانيا: قررت في 12 مارس 2020 تعيين سفير لها بدمشق في أول إجراء من نوعه منذ 2011، وتلتها بشهر تهنئة من رئيس البلاد محمد ولد الغزواني للأسد بالعيد الوطني السوري، وبعد نحو عام جرى اعتماد أوراق سفير موريتاني بسوريا.

8 - الجزائر: لم تجمد علاقاتها مع النظام السوري، ومن أبرز الداعمين لعودته إلى مقعده بالجامعة العربية.

9 - العراق: لم يجمد أيضًا علاقاته مع النظام السوري ومن الداعمين لعودته إلى مقعده بالجامعة العربية.

10 - فلسطين: لم تقطع العلاقات، استنادًا إلى أن "الموقف الفلسطيني القائم على الاحتفاظ بعلاقات إيجابية مع النظام ومع كل الأطراف السورية المدنية"، بحسب الموقف الرسمي.

 

ثانيًا - 8 دول تراجع الوضع

1 - السعودية: سحبت سفيرها من دمشق في 2011، وأغلقت سفارتها في مارس 2012.

لكن الأربعاء، استقبلت المملكة المقداد، في أول زيارة من نوعها منذ 12 عامًا، وأعلن الجانبان "ترحيبهما ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين".

2 - مصر: قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، في يونيو 2013، وأبقت على تمثيل منخفض عبر قائم بالأعمال، مع استمرار تواصل محدود لاسيما على المستوى الأمني.

وشهدت العلاقات أول اتصال هاتفي من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بالأسد خلال كارثة الزلزال في 6 فبراير الماضي، وتبادل وزيرا خارجية مصر والنظام السوري زيارات.

وتصر القاهرة على أن الزيارة لدمشق "إنسانية"، وأنها تلتزم بـ"القرارات الدولية والعربية لإيجاد حل للأزمة السورية"، لكنها وفقًا لمراقبين أقرب إلى استئناف العلاقات بشرط توفر إجماع عربي.

وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد قام بزيارة إلى مصر قبل أسبوع أجرى خلالها محادثات مع نظيره المصري سامح شكري، في خطوة جديدة تؤشر لاستعادة العلاقات بين بعض الدول العربية وبشار الأسد. وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ أكثر من عشر سنوات.

3 - لبنان واليمن وليبيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر: تعيد تقييم الوضع على ضوء التطورات، مع الالتزام بما يصدر عن الجامعة، ومراعاة مصالحها مع عواصم فاعلة في صنع القرار العربي.

 

ثالثًا - 3 دول ترفض التطبيع

1 - قطر: تلتزم بقرار تجميد العلاقات في 2011 وسحبت سفيرها في 2012، وتؤكد أن موقفها ثابت وتلتزم بالإجماع العربي وتلبية مطالب الشعب السوري، وهي الدولة الوحيدة التي تستضيف سفيرًا للائتلاف السوري المعارض.

2 - الكويت: تلتزم بقرار 2021، ونفت في نوفمبر 2018 صحة أنباء عن إعادة فتح سفارتها في دمشق، وعلى الرغم من دعمها للشعب السوري في كارثة زلزال 6 فبراير الماضي إلا أنها لم تتواصل مع الأسد، وفقًا للمعلن.

3 - المغرب: قطع علاقاته الدبلوماسية مع الأسد صيف 2012، ولا توجد مواقف معلنة تخل بذلك الموقف، مع تقارير غير رسمية عن رفضه استئناف العلاقات في ظل الوضع الراهن.

وقبل أكثر من عقد من الزمن قطعت دول عربية عدة، خصوصًا الخليجية منها، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في دمشق، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا.