بعدما وصل المواطن المصري الأمريكي شريف عثمان الضابط السابق بالجيش المصري، إلى الولايات المتحدة الأربعاء بعد إطلاق سراحه من الحجز في الإمارات العربية المتحدة، حيث كان محتجزا منذ 6 نوفمبر الماضي.


غرد تغريدة نشرها أحدهم باسمه على "تويتر"، وذلك بعد الافراج عنه وعودته،  فاكتشف تسليمه للإمارات (كبش فداء) وتوعده من لم يسمهم برد الصاع صاعين؟!


وكان نصر التغريدة المحذوفة فيما يبدو قوله أو ما نسب إليه (ولم ينفه إلى الآن) : "بعتوني وقمتوا بتسليمي وتركي ككبش فداء للصريين في الإمارات ولولا أني احل الجنسية الامريكية لقاموا بترحيلي إلى مصر .. لن أصمت كثيرا وسوف أرد الصاع صاعين في الوقت المناسب".


وقال عثمان عبر (FREE Sherif Osman): "كان من الرائع لم شملي مع خطيبتي الجميلة ، والمساعدة في شفاء بعضنا البعض مما مررنا به، كان التحدي يفوق قدرتنا ، ولكن الكثير من الأبطال تدخلوا للمساعدة في إنقاذ حياتي وجعل هذه اللحظة ممكنة".


واحتجز عثمان في دبي أثناء زيارته لشقيقته، المقيمة في الإمارات، ووالدته التي كانت في زيارة من مصر.


وخلال فترة احتجازه، خشيت جماعات حقوقية من تسليمه إلى نظام السيسي، الحليف المقرب من الإمارات، حيث قد يواجه السجن والتعذيب.


وعبرت نحو 27 منظمة حقوقية منها العفو الدولية عن تضامنها مع عثمان وقالت إن "المسؤولين الإماراتيين لم يقدموا مذكرة توقيف أو يشرحوا له أو لعائلته المذهولة سبب اعتقاله، وتم اقتياده في سيارة لا تحمل علامات".


وأضافت أن الإمارات كانت تستجيب لطلب من الإنتربول من نظام السيسي، ولكن الإمارات أوضحت لاحقا أن مذكرة التوقيف تم تعميمها من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب، وهي مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية".


ولم يزر عثمان مصر منذ ما قبل انتفاضة 2011، وأثار اعتقاله في الإمارات موجة من الخوف في المجتمع الواسع من المنفيين المصريين، بما في ذلك العديد من العاملين في منظمات حقوق الإنسان التي تخطط لحضور مؤتمر COP28 في دبي.


وأثناء احتجازه، لم يسمح لعثمان بمقابلة محاميه، ومنعته السلطات الإماراتية من التوقيع على وثيقة توكيل رسمي.


وكان عثمان، وهو ضابط سابق في الجيش المصري، واحدا من ثلاثة منفيين دعوا إلى احتجاجات مناهضة لحكومة السيسي في مصر في 11 نوفمبر، واعتقل مؤيد آخر للاحتجاجات، وهو الصحفي البارز حسام الغمري، مرتين من قبل السلطات التركية منذ أواخر أكتوبر، ولا يزال رهن الاحتجاز.


عريضة حسام الغمري


وتحت عنوان (أنقذوا حياة المعارض المصريّ حسام الغمري)، نشر موقع العرائض الحقوقية (Chande.org) عريضة للتضامن جمعت حتى الآن نحو 370 توقيعا من اصل 500 توقيع ترفع للرئيس أردوغان قام بعرضها ضابط أمن الدولة السابق شريف صبري والمقيم بالولايات المتحدة، وأحد الثلاثة الذين دعوا لمظاهرات 11/11.


وقالت العريضة إن حسام الغمري المعارض المصريّ، والمقيم إقامة دائمة بتركيّا، يواجه اليوم خطرًا حقيقيًّا، فسلامته الشخصيّة وحياته باتتا مهدّدتين! 


وأضافت أن "الغمري" إعلاميّ مصريّ عمل في العديد من المنصّات الإعلاميّة، ولديه قناته الخاصّة على موقع "يوتيوب"، عبّر عن رأيه بصراحة في نظام الحكم في بلاده مصر، وانتقد علنًا سجن عشرات الآلاف من المعارضين رجالًا ونساءً بل ومن القاصرين والناس العاديّين الّذين لا نشاط سياسيًّا منتظمًا لهم، هؤلاء الّذين سُجنوا في ظروفٍ مروّعة، وتعرّضوا لمحاكماتٍ تفتقر إلى أدنى المعايير الحقوقيّة، بل إنّ بعضهم لم يُعرض على أيّ محكمة أصلًا، وبعضهم لا تعترف الحكومة المصريّة بوجودهم في سجونها رغم توفّر الدلائل على ذلك. حسام الغمري يواجه اليوم الخطر الّذي لطالما رفع الصوت في وجهه.


واعتبرت العريضة المقدمة أن حسام الغمري من الأصوات الّتي طالبت بحكم ديمقراطيّ، وانتقدت التفرّد بالحكم والقرار في مصر ما أودى بالاقتصاد إلى الهاوية، إذ تراجع الجنيه المصريّ بمستويات قياسيّة أمام الدولار، وارتفعت المديونيّة إلى مستويات غير مسبوقة، وعانت فئات واسعة من الشعب المصريّ معاناة هائلة.


الترحيل إلى مصر


وقالت العريضة إن حسام المتهم بالتعبير عن الرأي بانتقاده الحكومات والأنظمة والزعماء ليس خطأً يستوجب المحاسبة، لكنّ حسام اليوم المقيم إقامة دائمة ومستقرّة مع عائلته في تركيّا، تمّ إلقاء القبض عليه بناءً على طلب من الأجهزة الأمنيّة المصريّة بدعوى تحريضه على قلب نظام الحكم، وهو مهدّد اليومَ بالترحيل إلى مصر حيث يواجه مصيرًا أسود يمكن توقّعه اعتمادًا على تجارب معارضين آخرين واجهوا أشكالًا من التعذيب الرهيب، حتّى أنّ بعضهم أُعدم خارج نطاق القانون.


وأضافت العريضة أن "حسام  محتجز حاليًّا بسجن "أجري" إلى حين البتّ في قرار ترحيله، وهو مضرب عن الطعام اعتبارًا من يوم 24 ديسمبر 2022، وحالته الصحّيّة في تدهور مستمرّ، لتُضاف معاناته الجديدة إلى معاناته بسبب اعتقالِ السلطات المصريّة ولدَه الطالب بالسنة النهائيّة في كلّيّة الهندسة، وإخفائِه من نهايات أكتوبر 2022 في ما يبدو سلوكًا عقابيَّا مضاعَفًا للوالد المعارض الّذي حرِم من رؤية ولده أصلًا منذ ثماني سنوات!


واشارت إلى أن أكثر من 11 عامًا مرّت على انتفاضة الشعب المصريّ مطالبًا بالحرّيّة والكرامة، واليوم، ورغم تبدّلات كثيرة في الواقع المصريّ، يجد المواطن المصريّ نفسه في مهبّ الريح بلا حماية قانونيّة، ولا احترامٍ لحقوقه الأساسيّة.


إدانة خاشقجي


وذكرت العريضة الدولة التركية بإدانتها لمقتل الصحفي جمال خاشقجي وقالت "إنّ الدولة التركيّة الّتي اعتبرت –عن حقّ- حادث اغتيال جمال خاشقجي في سفارة بلاده على أراضيها مساسًا بهيبتها مطالَبةٌ اليوم بالوقوف إلى جانب الحقّ، فلْندعُ بإصرار كلّ من له سلطة قانونيّة شرعيّة لاستخدامها في حفظ حقوق  المواطن المصريّ حسام الغمري".


وأوضحت أن المطالبة هي أيضا للمؤسّسات الدوليّة والرأي العامّ العالميّ بتسليط الضوء على أوضاع السجناء والمعتقلين والمختفين قسريًّا في السجون المصريّة من مختلف التوجّهات السياسيّة والفكريّة، ولنطالب الحكم المصريّ نفسه بوضع حدٍّ لممارساته غير القانونيّة وغير الإنسانيّة بحقّ معارضيه، انتصارًا لإنسانيّتنا ودفاعًا عن كرامتنا.


وقال "صبري": "لقد نجحنا بتكاتفنا في إنقاذ معارضٍ آخر هو شريف عثمان من الترحيل إلى مصر، واليوم بإمكاننا أن  نكون سببًا في إنقاذ حسام الغمري (وآلافٍ غيره) ولكنّ الوقت يمضي، فلنبادر حتّى لا نتأخّر أكثر ممّا يُحتمل، ولْنُعلِ أصواتنا فإنّ الأصوات المتّحدة قادرةٌ على التأثير".