في سوق دائما ما يشهد إقبالا واسعا من المواطنين الذين يتهافتون على شراء حلوى المولد النبوي الشريف، غاب ذلك منذ اغتصاب عبدالفتاح السيسي للسلطة في مصر، حيث تدهورت الأحوال الاقتصادية للمواطنين، وسيطر الركود على جميع السلع والمنتجات، نظرا لعدم قدرة قطاع كبير من المصريين تحمل هذه الأعباء.

ومن بين القطاعات التي تضررت من ارتفاع الأسعار منتجات حلوى مولد النبي، فسيطر الركود على مبيعات شوادر حلاوة المولد، والتي تصدر بعد دفع التجار مبالغ للمسؤولين للتصريح بإنشائها وفق مدة زمنية محددة، وتسبب ارتفاع الأسعار في ضعف إقبال المواطنين على الشوادر، ما تسبب في أضرار بالغة للتجار.

 

الركود يضرب مبيعات حلوى المولد النبوي

مع اللحظات الأخيرة في موسم المولد النبوي الشريف لم تتغير حركة البيع، بسبب عزوف المواطنين عن شراء الحلوى والذي تغيرت قناعة التجار الذين تحججوا في بداية الموسم وأرجعوا ذلك العزوف لارتفاع الأسعار حيث تفاجأوا أنه بعد أن قاموا بتخفيض الأسعار حتى أصبحت أقل من ثمنها، إلا أن المواطنين لم يقبلوا على الشراء.

وقال أحد التجار في تصريحات صحفية في بادئ الأمر ظننا أن الركود الذي ضرب تجارة الحلوى ناتج عن ارتفاع الأسعار، لكن بعد أن تم تخفيضها، لم يتحرك البيع، نظرا لعدم قدرة المواطن لشراء أي مستلزمات ترفيهية، فالمواطن تزايدت عليه أسعار السلع الأساسية والتي أطاحت بجميع الأموال التي يجنيها خلال الشهر، لذلك لن يستطيع دفع جنيه إضافي لشراء الحلوى.

 

عزوف المواطنين

تشهد أسواق حلوى المولد عزوف الأهالي عن الشراء بسبب ارتفاع الأسعار خاصة في المحلات الشهيرة، كذلك شهدت (الفروشات) بالشوارع الشعبية ذلك العزوف على الرغم من البيع بأسعار بسيطة تناسب الجودة المتوسطة للحلويات وأنواعها الشعبية، وتتماشي مع الدخول البسيطة للطبقة الفقيرة.

 

التجار يشكون الركود رغم تخفيض الأسعار

يقول "ياسر" أحد بائعي حلوى المولد، في تصريحات صحفية إن الإقبال ضعيف، مشيرًا إلى أنهم يقدمون منتج جيد وبسعر في متناول الجميع لتحريك الركود بالسوق.

وأضاف أن إقامة شوادر الحلوى تكون قبل المولد بـ 10 أيام لخلق حالة من البهجة والفرحة ولكي لا يكون هناك ازدحام في ظل كورونا هذا العام.

وأوضح أن سعر كيلو المشكل يتراوح بين 50، 55، وكيلو المخصوص بـ 120 جنيه، بالإضافة إلى العلب التي تختلف محتوياتها وتبدأ من 55 وحتى 200 جنيهًا، مع الحفاظ على بيع العروسة والحصان الذي يقبل على شرائه الأطفال.

وعلى جانب آخر أوضح " إسلام" أحد العاملين في شادر بيع حلوى المولد، في تصريحات صحفية أن نسبة الشراء ما زالت ضعيفة مقارنة بالأعوام الماضية، لكن هذا العام نفترش منذ 10 أيام وننتظر زيادة الإقبال.

 

الدولار العامل الأكبر في الركود

أرجع  مسؤول شعبة المواد الغذائية في الاتحاد العام للغرف التجارية عمرو عصفور ركود بيع حلوى مولد النبي بأنّ سعر الدولار "أصبح المحدد الأساسي للحالة الاقتصادية لجميع المواطنين".

 وأضاف في تصريحات صحفية أنّ "المصانع تعتمد على شراء معظم مستلزمات الإنتاج والمواد الغذائية من الخارج بالدولار، ومنذ أوقف البنك المركزي استيراد تلك المنتجات، ومنها السكر وعسل الحلويات من الهند وتركيا والمكسرات ومكسبات الألوان والطعم التي تحتاجها الحلويات، أصبحت الخامات شحيحة وأسعارها تتزايد وفقاً لندرتها في مخازن التجار".

وأكمل عصفور زيادة الركود مع وجود حالة من الغلاء الكبير في أسعار البيع إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وحلول فترة دخول المدارس التي وجهت معظم نفقات الأسر إلى تخصيص المصروفات لها من ملابس وكتب وأدوات مدرسية، تزامناً مع حلول المولد النبوي.

 

بسبب الغلاء موسم مولد النبي لم يعد أولوية

وأوضح أنّ "معظم الناس يتجهون إلى التقشف الشديد، رغم أنّ هذه المناسبة عزيزة على الأسر، إلا أنّ أولوياتهم تختلف الآن، فالأهم عندهم المأكل والمدارس والملابس ودفع الفواتير الشهرية من غاز وكهرباء وتنقلات، لذلك حركة البيع في أسواق الحلويات ضعيفة للغاية"، ويشير إلى أنّ "هذه الأعباء دفعت الناس إلى عدم توجههم للشراء، سواء من القطاع الخاص أو ما تبيعه (أمان) أو القوات المسلحة".

 

ارتفاع الأسعار أفقرت المصريين

لم يعد المصريين قادرين على شراء احتياجاتهم الأساسية ما يجعل المناسبات الاحتفالية مجرد كرنفال ظاهري، ينظرون إليه من الخارج ولا يستطيعون الاقتراب منه، حيث سجلت أسعار السلع الغذائية في مصر ارتفاعات متتالية مع بداية ‏عام 2021، وصلت ذروتها في بعض السلع كالزيت الذي زادت أسعاره منذ بداية العام الجاري حوالي 100%، والدقيق 30% والسكر 25%.

وحذر عدد من المتابعين لأسواق السكر والزيت والقمح في مصر من حدوث ‏أزمة سلعية وهو ما بدأ يظهر جليا الآن باختفاء الأرز من الأسواق، ما ينذر بكارثة حيث أن المواط يعتبر الأرز أحد الوجبات الرخيصة اليومية.