أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عدة تعليمات مشددة للمديريات والإدارات التعليمية، وذلك من أجل مراجعة كافة الأمور المتعلقة بسلامة الطلاب وتأمينهم داخل المدارس في جميع أنحاء الجمهورية.

 

منع تسكين المراحل الابتدائية الأولى بالأدوار العليا

 

وجاء القرار الأول تأكيدًا لما طالبت به "نافذة مصر"، أمس، بعدم تسكين الأطفال وتلاميذ المراحل الابتدائية الأولى بفصول الطوابق العلوية في المدارس.

 

وأشار مصدر في الوزارة إلى أن هذه التعليمات تم صدورها بهدف منع تعرض التلاميذ من الأطفال الصغار لأي مخاطر، لافتًا إلى أن الأولوية في الصفوف الأرضية ستكون للأطفال، أما الأكبر منهم فسوف يكونوا في الصفوف العلوية.

 

وأكد المصدر، أن وزارة التربية والتعليم وجهت مديري المديريات والمدارس بحظر تسكين تلاميذ الصفوف الأولى في فصول الطوابق العلوية داخل مختلف المدارس على مستوى الجمهورية، موضحًا أن الوزارة حظرت التسكين بالطوابق العلوية تجنبًا لسقوط أي من التلاميذ أو محاولة أحدهم التسلق على الأسوار خلال اليوم الدراسي

 

يأتي هذا بعد سقوط التلميذة منة تامر فراج، وتبلغ من العمر 8 سنوات بالصف الثاني الابتدائي من الدور الثالث بمدرسة سيد الشهداء بالعجوزة محافظة الجيزة؛ مما أدى إلى وفاتها، الاثنين الماضي.

 

كما يأتي بعد حادث انهيار سور مدرسة المعتمدية الإعدادية (بنات)، التابعة لإدارة كرداسة التعليمية في محافظة الجيزة، أول أمس الأحد، والذي أسفر عن إصابة 15 تلميذة، ووفاة تلميذة في الصف الأول الإعدادي تدعى ملك محمد.

 

ويصدق المثل العاميّ الذي يقول "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" على وزارة التعليم، حيث إنها لم تتحرك إلا بعد وقوع الكارثة، ثم جاءت بعد حدوثها لتقوم بتعزية من أصابتهم وتواسيهم بكلمات طيبة.

 

تأمين الفصول ومراجعة ارتفاع أسوار الأدوار العلوية

 

وجاء القرار الثاني للوزارة تأكيدًا – أيضًا – لما طالب به موقع "نافذة مصر" أمس، من ضرورة تشكيل لجان تابعة للوزارة لتقوم بزيارة المدارس للتأكد من عملية تأمين الفصول، ومراجعة ارتفاع أسوار الأدوار العلوية، بالإضافة إلى تشكيل لجان هندسية بهيئة الأبنية التعليمية من أجل الإشراف على كل ما يخص عمليات الصيانة والترميم وتأمين الفصول والأسوار، وآلية دخول وخروج الطلاب، وتنظيم الفسحة المدرسية بما لا يُعرَّض أي طالب للأذى.

 

ومن جهته، قرر الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، صرف تعويض مادي لأسرة التلميذة منة تامر المتوفاة إثر سقوطها من طابق مدرسة سيد الشهداء بميت عقبة، وقدره 100 ألف جنيه.

 

غلق أي مدرسة يوجد بها خطر على سلامة الطلاب أو العاملين

 

وشددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في كتابها الدوري رقم 33 للمديريات بشأن إجراءات الاستعدادات للعام الدراسي الجديد 2022-2023، على الانتهاء من جميع أعمال الصيانة البسيطة، والشاملة العاجلة بالمدارس، وإعداد خطط متابعة فورية؛ لزيارة جميع المدارس من ديوان عام الوزارة، ومديريات التربية والتعليم، والإدارات التابعة لها على مستوى الجمهورية.

وطالبت الوزارة بإعادة مراجعة جميع الأبنية التعليمية، بما تشـمله من: تجهيزات مدرسية – فصول دراسية – أفنية - أثاث - معامل - حجرات أنشطة – دورات مياه – أسوار - طرقات – ملاعب - أدوات إطفاء الحريق، وغلق أي مدرسة يتبين من خلال المعاينة وجود خطر بها على سلامة الطلاب أو العاملين، مع التأكيد على عدم تركيب مراوح سقف، ومراجعة كافة التوصيلات الكهربائية.

 

وضع خطة للصيانة والإشراف اليومي

 

كما وجهت بوضع خطة تنفيذية للمنشآت التي تحتاج إلى صيانة بسيطة، وصيانة شاملة، وتنفيذ جداول الإشـراف اليومي، بجدية كاملـة، وبصفة خاصة في فترات: بداية اليوم الدراسي - الفسحة - موعد انصراف الطلاب، مـع اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيم دخول وخروج الطلاب، ومنع تدافعهم.

 

منع مندوبي المبيعات والدعاية والغرباء من دخول المدارس

 

حيث شددت على منع مندوبي المبيعات والدعاية والغرباء من دخول أي مبنى من المباني التعليمية أو عرض هدايا أو غيرها على العاملين بالمدرسة أو الإدارة وكذلك الطلاب.

 

نقل فصل طالب من ذوي الهمم من الدور الثالث إلى الأول

 

ومن ضمن الإجراءات التي تمت، أمس الاثنين، قيام مديرة مدرسة 25 يناير التابعة إدارة البساتين التعليمية بالقاهرة، بنقل فصل أحد الطلاب من ذوي الهمم يدعى محمد رامي مصطفى وهو مقيد بالصف الأول الإعدادي، من الدور الثالث إلى الدور الأول، ليكون سهلًا على الطالب وتجاوبه مع كافة المدرسين.  

 

وقالت ولي أمر الطالب وتدعى، سارة سيد، إن مديرة المدرسة تعترض على تواجد ابنها داخل المدرسة لكونه من ذوي الهمم، قائلة: “جايباه ليه وهو تعبان والفصل في الدور الثالث ادفعي 100 جنيه للعامل يطلعه.. ولو هتجيبه كل يوم هتدفعي 100 جنيه.

 

وتابعت: "خايفة ابني يكره المدرسة ويرفض يروح وهو من أوائل الطلاب.. نفسي المديرة والمدرسة كلها تتعامل معاه كأنه طالب طبيعي لا ينقصه شيء".

 

ويبدو أن الأحداث الأخيرة خلال اليومين السابقين جعلت مديرة المدرسة تراجع نفسها وتتصرف بناء على التفكير والعقل لا بناء على العناد، وقررت تكريم الطالب وأخيه داخل المدرسة لكونهما من المتفوقين، خلال دراستهم في الأعوام السابقة.

 

استراتيجية حل المشكلات

 

وما ينبغي لوزارة التعليم أن تمارسه عبر المديريات والإدارات التعليمية ومن ثم عبر المدارس، أن تعمل على استراتيجية حل المشكلات القائمة حلًا جذريًا، وليس حلًا لتسكين الرأي العام فقط حتى لا تعود المشكلة مرة أخرى بصورة أشد وبخطر أكبر.

 

واستراتيجية حل المشكلات هي طريقة منظمة يقوم من خلالها المسؤولون بالتفكير بحل مشكلة موجودة في المدارس وبين الطلاب، عن طريق إكساب المعلومات الخاصة بالمشكلة، وتحديد أفضل سبل الحل، والمهارات التي يتطلبها الحل حتى يتم علاج المشكلة من جذورها.

 

وقد يتم تجهيز بعض المدارس على نحو أفضل لاستيعاب مختلف أنواع المتعلمين، بمن فيهم الأطفال ذوو الإعاقات الخفيفة، التي يمكن التعامل معها داخل المدرسة، مثل التوحد، ومتلازمة داون، والإعاقة البصرية واضطراب السمع، فضلًا عن بطء التعلم.

 

كمتا ينبغي تدريب المعلمين وموظفي المدارس على تحديد الإعاقات وتقييمها، وإنتاج مواد تعليمية مساعدة مصممة خصيصًا لهؤلاء الأطفال، فضلًا عن خطط التعلم الفردية للتوفيق بين الاحتياجات الفردية للطلاب.

 

وفي ديسمبر 2020، قام وفد من يونيسف برئاسة ممثلها السيد جيريمي هوبكنز بزيارة العديد من المدارس العامة وكذلك المدارس المجتمعية، وصرّح السيد جيرمي هوبكنز، ممثل يونيسف في مصر، بقوله: "إننا سنواصل مساندة التعليم الشامل، على أساس أنه حق لكل طفل، بغض النظر عن الاحتياجات الخاصة التي يمكن أن تعيق حصوله على تعليم جيد، وأن يتم إعداده للحياة والمستقبل على نحو أفضل."

 

وأضاف السيد هوبكنز: "كلما كانت المدارس أكثر شمولًا، وكلما زادت إمكانية تطويع سبل التدريس لتتلاءم مع الاحتياجات المتنوعة كلما زادت استفادة الأطفال، ليس فقط من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن تناسب جميع الاطفال".