د/ محمد صبحي رضوان
 
كثيرا ما كنا نسمع قبل ثورة 25 يناير أن الناس كانت تنتخب الإخوان ( مجالس نيابية – نقابات ) ليس حبا فيهم ولكن بغضا في النظام وعلى رأسه بالطبع الحزب الوطني وصًدق الكثيرون هذه المقالة لدرجة أن البعض أثناء التحاور معهم كانوا يراهنون على صدق هذه المقولة من عدمه إذا ترك المجال وتساوت الفرص وزالت الضغوط عندها يستطيعون الحكم بالصدق على ذلك من عدمه .
 
وقبل أن أتعرض لتفنيد ذلك اذكر للقراء الأعزاء ما يلى :

في لقاء للأستاذ الدكتور محمد بديع ( المرشد العام ) مع الأخوان كان يذكرهم بأهمية الانتخابات ودورها في تقديم الخير لمصر ولشعبها من خلال التفاني في خدمة الناس عملا بالحديث الشريف (أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس،وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة،أو تقضي عنه دينًا،أو تطرد عنه جوعًا،ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام )

ثم حكى لهم الموقف التالي :
 
في إحدى انتخابات نقابة من النقابات حضرت أخت قبل موعد غلق اللجنة بساعة ونصف ولما أرادت أن تدلى بصوتها اخبروها انه لا يحق لها ذلك لأنها لم تسدد اشتراك النقابة فقالت لهم اننى قد سددت بالفعل وان المعلومة التي في الكشوف غير صحيحة فقالوا لها إن كان معك إيصال السداد فسنسمح لك بالإدلاء بصوتك فقالت لهم إن الإيصال بالبيت والبيت يبعد عن اللجنة مسافة ساعة  ذهابا وإيابا فما كان منها إلا أن أسرعت بتاكسي وأحضرت الإيصال وادلت بصوتها , عند هذا الحد والأمور عادية ولكن المفاجأة انه بعد الفرز وعند إعلان النتائج نجح مرشح الأخوان بفارق صوت واحد عن اقرب منافسيه ( لاتعليق عندي ) .

حكى احد المعلمين انه عندما كان الأخوان يديرون النقابة في التسعينات قبل أن يقوم جهاز امن الدولة بتأميم النقابات لصالح النظام السابق وفى احد الاجتماعات لاحظ أن احد الأخوان الأعضاء يخرج أكثر من مرة ثم يعود للاجتماع  ولما سأله عن ذلك قال انه يقوم ببعض الاتصالات الشخصية في أمر مهم فقال له لما لا تستعمل تليفون النقابة فغضب وقال إن مال النقابة مال عام ولا يجوز أن نسيء استخدامه فكان موقفا لايزال يحكى إلى الآن .

بالطبع المواقف المشابهه كثيرة لكنني سأكتفي بما سبق وسوف أترك للقارئ العزيز هل كان الناس ينتخبون الأخوان كرها في غيرهم أم ثقة واقتناعا بهم ؟ بالطبع نتيجة انتخابات الصيادلة الأخيرة ومؤشرات انتخابات المعلمين الحالية ( والبقية سيأتي بالخير أن شاء الله ) كلها تجيب على هذا السؤال .
 
وبحكم اننى كنت من بين القائمين على تنظيم وإدارة انتخابات الصيادلة في المركز الذي نتبعه  أطمئن الأخوان وغيرهم أن الأخوان يقومون بتنظيم على أعلى مستوى ويتفانون في أداء الرسالة بأقصى درجات التفاني . ومع ذلك  يقولونها بصدق انه إذا وجد من يؤدى الرسالة ويحمل الأمانة من غيرهم فمرحبا به فالأمر عندهم مغرم لا مغنم .
 
وأحسب أن الأخوان بهذه الأعمال يكسبون كل يوم أرضا جديدة بفضل الله وأن ما يقال خلاف ذلك هو مناف تماما للحقيقة ومغايرا بالكلية للواقع .
 
بقيت نقطة أخيرة أوجهها لأحبابي من الأخوان الذين يتعرضون للعمل العام ( نوابا أونقابيين أو من على شاكلتهم ) أقول لهم كونوا عند حسن ظن الناس بكم وتفانوا في خدمة وطنكم وعفوا عن المال العام وتذكروا قول ربكم ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين ) ولا تنسوا قول مرشدكم (أيها الإخوان المسلمين: ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع واكتشفوا الواقع في أضواء الخيال الزاهية البراقة ولا تميلوا كل الميل فتذروها كالمُعلقة ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها على ببعض وترقبوا ساعة النصر وما هي منكم ببعيد )
 
أسأل الله جل في علاه أن يوفق الأخوان وغيرهم من المخلصين لصالح هذا الوطن وأن يجري الخير والنفع على أيدي الجميع انه القادر على ذلك ونعم المولى ونعم النصير.