23/11/2010

عبد الحليم الكناني:

ما علاقة الدين بالسياسة ؟ !!!
              الدين طهارة ونقاء ، والسياسة مكر  ودهاء !!!
وما دخل رجال الدين بالعمل السياسي ؟
  من أخرج هؤلاء من طهارة المساجد الى رجس النوادي والمجالس !!!

وهؤلاء الإخوان المسلمون ؟!!!
                   هل هم جماعة دينية أم حزب سياسي ؟
  لم لا يعلمون الناس  نواقض الوضوء وشروط الصلاة ، ويتركون لنا الحكم والتغيير والإصلاح

وهذا الشعار العجيب [ الإسلام هو الحل ] ؟؟؟!!!
ما سمعنا به في آبائنا الأولين
ما نراه إلا  تسترا  وراء الدين ؟ !!!
وإن هي إلا شعارات يخدرون بها الجماهير ؟!!!.
 
تساؤلات مكررة
تطرح مع كل انتخابات
يطرحها رجال النظام ، وفلاسفة النظام ، ووسائل إعلام النظام !!!
وكأنها معضلة التاريخ التي لم تجد حلا حتى الآن
وإجابات مكررة
يتكفل بها رجال النظام ، وفلاسفة النظام ، ووسائل إعلام النظام !!!

ورغم أن طرح هذه التساؤلات يكشف عن حالة غريبة من  ضحالة الثقافة الشرعية ، وسطحية الفهم للإسلام نفسه .
كما أنها تكشف عن علمانية التصور للدين لدى السادة طارحي التساؤلات من قيادات النظام ، ومفكري النظام ، وفلاسفة النظام  .
ولم يسأل أحدهم مرة واحدة .. ما حكم الإسلام ؟ وما رأي علماء الإسلام ؟.
فهم حكام فلا يسألون ، وهم فلاسفة فلا يسألون ، ولا إلى علماء يرجعون . 
إلا أننا لن نبخل عليهم [ وعلى كل من انخدع بدعايتهم ] بكلمة حق وشهادة صدق طرحها عالم من أجل علماء مصر في العصر الحديث ،ألا وهو فضيلة الشيخ :

محمد حسنين مخلوف

 مفتي مصر الأسبق وعالمها الجليل الذي حاز ثقة واحترام علماء العالم الإسلامي كله.
يبين فيها وجه الحق في هذه المسألة مستمدا حكمه وفتواه من فهمه العميق وفقهه الدقيق لديننا العظيم وشريعته الغراء .

[ اعتراف بأثر دعوة الإخوان المسلمين ]
يبدأ فضيلة المفتي حديثه بالثناء المستحق على مؤسس دعوة الإخوان المسلمين الأستاذ البنا رحمه الله فيقول :
" الشيخ حسن البنا أنزله الله منازل الأبرار .. من أعظم الشخصيات الإسلامية في هذا العصر ، بل هو الزعيم الإسلامي الذي جاهد في الله حق الجهاد , واتخذ لدعوة الحق منهاجاً صالحاً , وسبيلا واضحا , واستمده من القرآن والسنة النبوية , ومن روح التشريع الإسلامي , وقام بتنفيذه بحكمة وسداد , وصبر وعزم , حتى انتشرت الدعوة الإسلامية في آفاق مصر وغيرها من بلاد الإسلام واستظل برايتها خلق كثير.

[ الإسلام دين شامل لكل نواحي الحياة ]
ثم يتطرق فضيلته للقضية المحورية في الموضوع وهي شمولية الإسلام لكل مناحي الحياة فيقول :
" يقول الأستاذ [البنا] بحق ما نقوله نحن , ويقوله كل من درس الإسلام , وأحاط خبراً بالقرآن , أن الإسلام دين ودنيا , وسياسة ودولة
والمسلم الحق هو الذي يعمل للدين والدنيا معاً , فقد جاء القرآن بالعقائد الحقة , وبالأحكام الراشدة في العبادات والمعاملات ونظم الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية , وجاء بالأوامر والنواهي وما يصونها من العقوبات والزواجر , وألزم المسلمين كافة العمل بها , وإقامة الدولة على أساسها .
 فإذا دعا حسن البنا إلى ذلك فقد دعا إليه الله ورسوله , ودعا إليه الصحابة والتابعون وسائر الأئمة والفقهاء وزعماء الإسلام في كل زمان ".

[ الإخوان المسلمون والعمل السياسي ]
ويرد فضيلة المفتي على الشبهات المثارة حول دعوة الإخوان واشتغال رجالها بالعمل السياسي فيقول :
" يعيب عليه البعض أنه توغل في السياسة , وقد نوهت بالرد على ذلك في عدة أحاديث أذعتها في مناسبات شتى , فالسياسة الراشدة من صميم الدين , والصدارة فيها من حق العلماء بل من واجبهم , الذي لا يدفعهم عنه أحد , وما أصيب العلماء بالوهن والضعف وما استعلى عليهم الأدنون وتطاول عليهم الأرذلون إلا من يوم أن استكانوا لأولئك الذين يحاولون احتكار السياسة , ويستأثرون بالسلطان في الشعوب والأمم الإسلامية قضاء للباناتهم واغتصاباً للحقوق ".

[ لا يصح فصل الدين عن السياسة ]
 ويشير فضيلته الى حقيقة هامة تميز الإسلام دين الله الشامل عن غيره من الأديان فيقول :
" وإذا صح فصل الدين عن السياسة أو بعبارة أخرى الحجر على رجال الدين في الاشتغال بسياسة الدولة _ بالنسبة لسائر الأديان _ فلا يصح بالنسبة للدين الإسلامي الحنيف , الذي امتاز على غيره بالتشريع الكفيل بسعادة الدين والدنيا معا ، وقد كان الأئمة في مختلف عهود الإسلام أعلام دين وسياسة .

[ هل احتكر العلمانيون السياسة والحكم ]
ويستنكر فضيلته ما يقوم به مثيرو تلك الشبهات ومروجو تلك الشائعات فيقول :
"فما بال الناس اليوم ينكرون على علماء المسلمين أن يعنوا بشئون الشعوب الإسلامية , ويغضبوا لكرامتها , ويجاهدوا لإعزازها , وتبصير الناس بما يموه به الاستعماريون من حيل , ويدبرون من فتن ويدسون من سموم ، وما الذي خولهم حق احتكار السياسة والحكم ؟!

[ بل المشاركة السياسية واجب على العلماء والدعاة ]
ويختم فضيلته كلامه بالقول الفصل :
" إن من حق العلماء وأعني بهم القائمين بالدعوة إلى الله , لا خصوص حملة الشهادات العلمية الرسمية أن يمثلوا في كل شئون الدولة وخاصة في السلطة التشريعية , حتى لا يشرع في الدولة الإسلامية ما ينافي أحكام الإسلام , وأن يكون للتشريع الإسلامي الذي لهم به اختصاص واضح الأثر الأول في التشريع والتنفيذ ".
[ مجلة الدعوة - السنة الأولى _ العدد الثالث - 13 فبراير 1951م ]