دخل إضراب المعتقلين بمركز شرطة منيا القمح في محافظة الشرقية يومه الخامس، احتجاجًا على سوء معاملة سلطات الانقلاب للمعتقلين وذويهم، في أثناء الزيارات، وتوزيعهم على عنابر الجنائيين.

وفشلت قوات أمن الانقلاب في فك الإضراب، رغم اعتدائها بشكل وحشي  على المعتقلين، مستخدمة الضرب والتعذيب الممنهج، الذي شمل إحراق الملابس والصعق بالكهرباء، ما تسبب في عدد من الإصابات، ومنعت سلطات الانقلاب العلاج عن المصابين استمرارا في التنكيل والانتهاكات التي ترتكب بحق المعتقلين.

من جانبها ناشدت أسر المعتقلين منظمات حقوق الإنسان، بالتدخل لوقف نزيف الانتهاكات والخروقات، التي ترتكب بحق ذويهم، والسعي في رفع الظلم الواقع عليهم، ذاكرين معاناتهم داخل السجون، والمعاملة السيئة التي شملت الحبس مع الجنائيين في زنازين ضيقة، وهو الأمر الذي يتسبب في زيادة معاناتهم.

يضاف إلى هذا أن زيارات سجن منيا القمح، ﻻ تتعدى الخمس دقائق من خلف الأسلاك،  وتتخللها انتهاكات وامتهان لكرامة المعتقلين، في شكل يتنافى مع أدنى حقوق الإنسان المنصوص عليها في القوانين الدولية. 

المعتقلون في منيا القمح بالشرقية أكدوا استمرار إضرابهم، حتى يتم الحصول على حقوقهم في أماكن احتجاز منفصلة عن الجنائيين، وإلغاء زيارة السلك، حيث يستطيعون لقاء أهليهم وذويهم، ومد فترات الزيارة لساعة على الأقل، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة، وعدم التعنت في دخول الدواء والغذاء المناسب لحالتهم الصحية، وتحسين دورات المياه، وتوفير مياه صالحة للاستهلاك الآدمي.

وفي سياق متصل، تواصل سلطات الانقلاب جريمة الإخفاء القسرى لأكثر من 10 من شباب مدينة "أبو كبير"؛ ليتجاوز بعضهم أكثر من 30 يومًا اختطاف، دون الإفصاح عن أماكن احتجازهم، ومن هؤلاء المختطفين جهاد عبد الغنى، ومحمد سليم، ورامي شوقي، ومصعب أحمد وحازم محمد، وفتحي أحمد، والحشات عبد القادر، وعبد الرحمن عبد السلام، وأحمد محمد يونس، وأحمد ربيع، ومحمد يونس .

وسط أنباء تؤكد وجودهم داخل سلخانات التعذيب بمقر أمن الدولة، في معسكر قوات الأمن المركزي بالزقازيق، لإجبارهم على الاعتراف بتهم ملفقة؛ ليجمعوا بين الأمرين مرارة الاعتقال ومرارة الإخفاء، بما يتنافى مع الآدمية وحقوق الإنسان، وهو ما يدخل ضمن جرائم الانقلاب.

بينما يستمر إضراب "رامي نوفل" -المحامى المعتقل عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين بمركز شرطة كفر صقر- احتجاجا على سوء مكان الاحتجاز، الذي لا يتعدى غرفة تابعة للساحة الشعبية بمدينة كفر صقر، مساحتها لا تزيد عن 12 مترًا، يتكدس بها أكثر من 40 محتجزًا، ما بين جنائي ومعتقل سياسي، في ظروف احتجاز أقل ما توصف به أنها مأساويه، ويزيد من المعاناة إصابته بالسكر، منذ اعتقاله في نهاية شهر يوليو الماضي.