أكد د.سرحان سليمان-المحلل الاقتصادي- أن المنح والمعونات وحتى القروض سواء كسلع بترولية أو مالية لن تحل مشاكل الاقتصاد المصري، ولن يكون لها مردود إيجابي على معيشة ودخل المواطن، هي فقط من أجل استقرار النظام الحالي بحل مؤقت لبعض مشاكله التي تفاقمت.

 
وقال في تصريح خاص لـ"الحرية والعدالة":النظام الحالي ليس راغبا في تطور اقتصادي لأنه لا يملك آلياته وأولها عدم قدرته على بناء استقرار سياسي، لأنه يعتمد على القمع الأمني وكبت الحريات، ما أدى إلى هروب الكفاءات خاصة الاقتصادية،
كما أن الاقتصاد المصري يعاني من عدم النمو فلم يتجاوز نحو 1% كنمو للناتج المحلى رغم زيادة السكان بمعدلات تقرب من 1,8% بالإضافة إلى زيادة رغبات المواطنين في تحسين معيشتهم.
 
وأضاف :"السيسي" يريد حل مشكلة الظلام، بينما الظلام لن يحل بالمعونات والمنح ولكن برؤية اقتصادية واستراتيجية واستغلال للموارد، وكل الموارد ستظل محبوسة في ظل الفساد وعودة رجال الأعمال وسيطرتهم على القرار، وغياب النزاهة والشفافية، وتزايد المحسوبية بشكل ملفت في المناصب والتعيينات.
 
وتابع المحلل الاقتصادي : الإمارات والسعودية والكويت لا تعطى منح مجانية بالمليارات، وإنما بالتأكيد لها غرض بالإضافة إلى غرض تثبيت نظام "السيسي" وعدم عودة الشرعية خاصة أن هناك ضغوطًا على تلك الأنظمة بترشيد المنح والمعونات التي لا يجنى شعوبها من ورائها شيئًا ، والسؤال إلى متى سيظل "السيسي" يعتمد على منح الإمارات والسعودية والكويت؟ وإلى متى لن ينظر "السيسي" إلى الشعب المصري كأهم مورد بدلًا من تجويعه وإفقاره وإرغامه على الهجرة أوحبسه في السجون والمعتقلات؟ .
 
وحذر "سرحان" من استمرارية هذا النظام في الاعتماد على العشوائية وعدم التخطيط، فليس لديه استراتيجية سوى الاعتماد على الدولة الأمنية لتكريس نظامه؟ مشددا على أنه لن يحقق ذلك استقرارًا ولن ينجم عنه نتائج سوى انهيار الاقتصاد وإفقار الشعب وبقاء الظلام منتشرا بمصر حتى لو أنار كل الشوارع والبيوت بنفط الإمارات.