20/02/2009

بارك الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نجاح الوساطة القطرية بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في توقيع اتفاق حسن نوايا وبناء ثقة لتسوية مشكلة دارفور، داعيا الدوحة إلى تكرار وساطتها تلك على المستويين الفلسطيني والصومالي.

وبحسب موقع إسلام أون لاين فقد أكد الشيخ القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية أن مشكلة دارفور "سببها فتن ومؤامرات استغلها الغرب ونفخ فيها لتزداد اشتعالا واستمرارا للوقيعة بين السودانيين"، محذرا من خطورة الفتنة، مستشهدا بقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".

وقال العلامة القرضاوي: إن قطر "قامت بدور مشكور ومأجور ومقدور عند الله وعند الناس في التقريب بين الإخوة المتمسكين بالعروبة والإسلام".

ووصف القرضاوي توقيع الاتفاق بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة يوم الثلاثاء الماضي بـ"الأمر الكبير الذي يحسب في ميزان أمير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) ودولة قطر والمسئولين فيها".

واعتبر الاتفاق خطوة أولى لتحقيق المصالحة بين السودانيين "الحريصين على عروبتهم وإسلامهم"، ومنتقدا في الوقت ذاته الفصائل السودانية التي قاطعت الحوار الأخير في الدوحة، قائلا: "من باع نفسه لإسرائيل فليذهب للجحيم".

وكان عبد الواحد محمد نور، زعيم فصيل الفور في حركة تحرير السودان، قد أعلن قبل أيام عن قيامه بزيارة إلى إسرائيل "للاطلاع على أوضاع اللاجئين السودانيين هناك"، وتعهد في حال توليه الحكم في السودان بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وافتتاح سفارة لها في الخرطوم، وقنصليات في المدن السودانية الرئيسية.

ووصف العلامة القرضاوي دارفور بأنها "بلد القرآن التي عملت على نشر وحفظ كلام الله في السودان كله وأكثر إفريقيا"، وقال إن أهل دارفور كانوا أفارقة عربهم القرآن وصاروا يتكلمون العربية وأصبحوا من أهلها.

إلى الصومال وفلسطين

وطالب الشيخ القرضاوي قطر بأن تقوم بوساطة مماثلة لإصلاح ذات البين بين الفصائل الفلسطينية "وجمعها على كلمة سواء"، مؤكدا أنه لا يجوز للفلسطينيين "أن يختلفوا ويتقاتلوا والعدو محيط بهم".

كما طالب المسئولين في قطر بالقيام بوساطة بين الفصائل الصومالية المتحاربة، وقال: "أمام قطر دور هام ينتظره أهل الصومال لتحقيق الصلح بينهم".

وأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا قبل أسبوعين طالب فيه الدول العربية والإسلامية وكذلك جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بمساندة الصومال وقيادته الجديدة، بما من شأنه أن يعيد الاستقرار إلى هذا البلد المضطرب الذي يعاني حربا أهلية منذ عام 1991، وقال الاتحاد إنه مستعد لرعاية حوار بين الحكومة الجديدة في مقديشو وفصائل المعارضة الصومالية "في أقرب وقت ممكن".

وقال العلامة القرضاوي في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع: إن الإصلاح بين أي فريقين مسلمين مختلفين ومتحاربين من أفضل الأعمال التي يزيد أجرها على أجر الصلاة"، مستشهدا في ذلك بحديث للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قال فيه: "‏ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ‏‏ذات البين‏ ‏وفساد ‏‏ذات البين‏ ‏الحالقة".

رسول الجهاد والسلام

وفي شأن آخر واصل القرضاوي ما بدأه في الخطب السابقة من حديث عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، باعتباره "رسول الجهاد والسلام".

ووصف النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنه "كان المجاهد الأول والمسالم الأول"، مشيرا إلى أنه (عليه الصلاة والسلام) "كان يسعى للسلام حينما يجب السلام ويلجأ للحرب حينما تجب الحرب".

وأوضح القرضاوي أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان قائدا عسكريا من الطراز الأول أحسن استخدام كل أدوات الحرب المادية والمعنوية، مؤكدا أن كل حروب النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الأعداء "كانت حروبا أخلاقية لم تنتهك فيها حرمة ولم يقتل فيها إنسان مسالم لا علاقة له بالحرب".