27/ 10 / 2008
شروق برس – صابر عيد
 
 على الرغم من قلة عدد الجالية الإسلامية في هونج كونج إلا أنها استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تحرز العديد من الانتصارات للإسلام والمسلمين حيث وصل بهم الأمر إلى تخصيص يوم الأحد من كل أسبوع للدعوة إلى الإسلام والتعريف به لغير المسلمين والذين يدخلون فيه أفواجاً .الزيادة المطردة في أعداد المسلمين وأنشطتهم في المدينة جعل الحكومة الرسمية تحترم الشعائر الإسلامية حيث ذكرت صحيفة "ساوث شاينا مورنينغ بوست" أن بعض مستشفيات "هونج كونج" قد بدأت في تقديم الوجبات التي تشتمل على اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية للمرة الأولي .

 

وقالت "فيفان ونج" منسقة هيئة المستشفيات في إقليم "نيو تريتوريز وست" أنه بملاحظة اختلافهم (المسلمين) في الثقافة الغذائية، قررنا تقديم وجبات بها لحوم حلال" و ذكرت الصحيفة أن تلك المبادرة أطلقتها أربع مستشفيات في إقليم "نيو تريتوريز" و من الممكن أن يتم تعميم تلك المبادرة في كل أنحاء البلاد.
 ويأخذ العمل الإسلامي في هونج كونج شكلا منظما حيث أن هناك عدد من الهيئات الإسلامية يضمها اتحاد المنضمات الإسلامية وتشرف هذه الهيئات على المساجد والتعليم الديني ،كما أن هناك عدد من المدارس الابتدائية الإسلامية ، وتوجد كلية هونج كونج الإسلامية وهي في مستوي المدارس الثانوية ، ، وتهتم مناهجها بالدراسات الإسلامية والعربية . ولا يغفل مسلمو المدينة الجانب الإسلامي  حيث يصدرون مجلة "هونج كونج" الإسلامية ، وتقيم الهيئات الإسلامية مسجد كولون ويضم مسجداً ومركزاً إسلامياً وتوجد في البلاد الجمعية الباكستانية الإسلامية ، والجمعية الهندية الإسلامية والجمعية. وقد وصل الإسلام هذه المنطقة مبكراً ،عندما رحل التجار العرب إلى جنوب شرقي الصين في وقت مبكر ، ففي القرن الهجري الأول وصلت السفارات الإسلامية إلى كانتون المجاورة لهونج كونج ، وتوالت هجرة المسلمين إلى المنطقة ، فهاجر إليها مسلمون من جزر الهند الشرقية ومن الملايو ، ولا يمكن فصل تاريخ الإسلام في جنوب الصين عن تاريخه في منطقة هونج كونج ، وكانت ملجأ للمسلمين الصينيين ، في حالة اندلاع الانتفاضات داخل الصين ، وهاجر إليها كثير من المسلمين إبان الانتفاضة الشيوعية بالصين ، ولم تغلق الحدود بينها وبين الصين الشعبية إلى سنة (1370 هـ - 1950 م ) حيث وصل عدد المسلمين فيها الى حوالي 25 ألف نسمة. ومع تطور ميناء هونغ كونغ ازداد عدد البحارة والتجار المسلمين القادمين من الهند، وماليزيا، وسريلانكا، وبر الصين الرئيسي إلى هونغ كونغ، وأقام بها كثيرون منهم  وكان أول ما فعلوه هو اختيار المكان المناسب للمأكل والملبس وأداء الصلاة، وقد اختاروا شارع موهلوه بحي تشونغهوان  ليكون مكانا خاصا للسكن وأداء الصلاة خلال بقائهم في هونغ كونغ، وأخيرا أصبح موهلوه مرادفا للمسلمين القادمين من الهند. وليس غريبا أن تعلم أن مسلمي هونج كونج كانوا يؤدون صلاة الجمعة وعيدي الفطر والأضحى في الخلاء، ومع زيادة عدد المسلمين القادمين من خارج هونغ كونغ بدأ التفكير في تأسيس منظمة لجمع وإدارة الأموال الخيرية وتنظيم النشاطات الدينية، فتأسست جمعية الأوقاف  في عام 1850. ووفقا لاتفاق وقع بين بريطانيا ومسلمي هونغ كونغ في 2 سبتمبر عام 1850، حددت السلطة البريطانية قطعة من الأرض للجمعية الإسلامية لبناء مسجد، وصلاحية استخدامها 99عاما ابتداء من 3 لديسمبر عام 1849. ومع إقامة المسلمين في هونغ كونغ حددت الحكومة في 5 يوليو عام 1870 قطعة من الأرض لتكون مقابر إسلامية، وأنشأ المسلمون بجانب المقابر مسجدا بسيطا هو مسجد آيتشيونداو حاليا، وبسبب توسيع الطريق نقل مسجد آيتشيونداو إلى رقم 40 بشارع آيتشيونداو بحي وانتساي في عام 1981، وهو يتسع لحوالي  500 إلى 600 مصل. في تجارة التحف  من أجل تسهيل حياة الجنود المسلمين أنشئ مسجد صغير داخل سجن تشيتشو بالطرف الجنوبي لهونغ كونغ. كما  أنشأ مسلمو هونغ كونغ مسجداً بجانب مقابر تشايوان الإسلامية، ومع تزايد عدد المسلمين بهونغ كونغ وكثرة النشطات الإسلامية أسست المنظمات الإسلامية المتنوعة