تصريحات واقوال:

الباحث السياسي/ أحمد فهمي:

قبل العام 1948م في فلسطين، ومع توسع نشاط العصابات الصهيوينة مثل "آرجون، شتيرن" في الهجوم على القرى الفلسطينية من أجل تهجير أهلها، لجأ بعض الفلسطينيين في تلك الفترة إلى تحفيز المجتمع الدولي على التدخل، فقاموا بعرض الفظائع التي ترتكبها تلك العصابات لكن بصورة تضمنت قدرا من المبالغة مع ذكر التفصيلات.

ونشطوا في ترويج هذا الأمر، لكنهم اكتشفوا لاحقا أن هذا الأسلوب جاء بنتيجة عكسية، فقد تحولت حملتهم لتصبح "حملة تخويف" لسكان بعض القرى التي لم تكن هجمات الصهاينة قد بلغتها بعد، فبدأوا في النزوح الجماعي خوفا مما يسمعونه، فسهُلت المهمة على تلك العصابات.

البعض الآن في غمرة حماسته لفضح أساليب القمع الانقلابية، يتوسع في سرد حكايات القمع وتفصيلاتها، وهذا خطأ.

أعلم تماما أنه لا توجد مبالغات، بل ما يخفى من الحقيقة أكثر مما يظهر، لكن.

تعاملنا مع هذه الوقائع يجب أن يكون تعاملا حقوقيا إعلاميا، يعني بالقدر الذي يكشف مستوى القمع كما ونوعا من أجل توظيفه في الضغط السياسي، مع الحذر من قطع الخيط الرفيع بين الضغط والتخويف.

التعامل الحقوقي مع تلك الأحداث يركز على الجانب المعلوماتي الإحصائي التوثيقي، مع رصد الجانب الإنساني العاطفي بانتقائية وموضوعية، وليس بالاسترسال في نشر التجارب الشخصية الكاملة بما تتضمنه من انعكاسات نفسية لحظية.