في تطوّر مأساوي جديد، أعلنت وكالة الأنباءالفلسطينية (وفا) خبر استشهاد لاعب منتخب فلسطين لكرة السلة، محمد شعلان، برصاص الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس، أثناء وقوفه ضمن طابور للحصول على المساعدات الإنسانية لإطعام أطفاله، منهم طفلته مريم التي تعاني من فشل كلوي وتسمم الدم.

هذا الاستهداف للبطل الرياضي ليس حدثًا متفرّدًا، بل جزء من موجة عنف تواصل القضاء على الحركة الرياضية في غزة،ما أعاد تسليط الضوء على الخسارة الحضارية المتجددة للقطاع الرياضي في ظل تدمير ممنهج ترك آلاف الرياضيين شهداء ومنشآت رياضية مدمّرة.
 

استهداف بالرصاص
ذكرت "وفا" أن عناصر الاحتلال أطلقت النار على شعلان أثناء محاولته الحصول على مساعدات إنسانية لإطعام أطفاله، بمن فيهم ابنته المريضة.

لاعب معروف بلقب "الزلزال"، مثّل أكثر من نادٍ محلي مثل خدمات البريج (معه توّج بلقب الدوري والكأس والسوبر)، وخاض مباريات دولية مع المنتخب.

استُشهد وهو يسعى لتوفير لقمة لأولاده، ما يكرّس مفهوم أن الرياضيين يعاملون كمواطنين عاديين في الصراع، ليس كسفراء للسلام أو رموز للرياضة.

الخبير في القانون الدولي الإنساني، الدكتور عبد المنعم صالح، يقول: "استهداف مدنيين أثناء تلقيهم مساعدات إنسانية هو انتهاكصارخ للقانون الدولي. وكون الضحية لاعبًا معروفًا يجعل أن الحادث جريمة رمزية مزدوجة: ضد الفرد وضد المجتمع المدني نفسه."
 

حصيلة الشهداء... الرياضة بلا ملاذ
ووفق بيانات رسمية من شبكة الجزيرة والتحليلالرياضي، فقد ارتفع عدد شهداء الحركة الرياضية إلى ما بين 662 إلى أكثر من 670 رياضيًا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

تشمل هذه الحصيلة لاعبي كرة القدم (أكثرمن 353)، إلى جانب الكشافة واللجنة الأولمبية، والرياضات الجماعية مثل الكرة الطائرة

(حسن زعيتر وإبراهيم قصيعة) ولاعبة الكاراتيه نغم أبو سمرة التي كانت ضمن المرشحات للأولمبياد، بالإضافة إلى هاني المصدر مدرب منتخب فلسطين الأولمبي، ورواد رياضات مثل أحمد للدالي في الدراجات البارالمبية.

استشهاد محمد شعلان وغيره من الرياضيين في غزة لا هو سقوط فردي، بل مدوّنة لعصر تنقلب فيه المنشآت الرياضية إلى ساحات للحزن، ويُقتل كل من حاول أن يمارس الرياضة كحق إنساني.

ما بين الجرافات والصواريخ، تضمن الرياضة الفلسطينية أن تحترف التحدي من أجل الغذاء والأمل. وإلى أن تتوقف المقتلة، سيبقى بناء الملاعب والفرق مستحيلًا، طالما أن الحياة نفسها تحت القصف.