نشرت ميدل إيست مونيتور مقالاً يقارن بين مأساة الطفلة الفيتنامية كيم فوك عام 1972 ومصير الطفلة الفلسطينية هند رجب التي قُتلت في غزة يوم 29 يناير 2024. في الحالتين، سقطت طفلتان ضحيتين لحربٍ بلا رحمة، الأولى احترق جسدها بالنابالم الأمريكي، والثانية حاصرتها دبابات الاحتلال الإسرائيلي حتى الموت. الطفلتان كانتا في قلب النار، لكن كيم فوك نجت وأصبحت رمزاً لمعاناة الحروب، بينما لم يُكتب لهند النجاة.

ركضت كيم فوك عارية من شدة الحروق، والتقط صورتها مصور وكالة أسوشييتد برس، ثم نقلها بنفسه إلى المستشفى، لتبدأ رحلة علاج استمرت 17 عملية جراحية. أما هند، فاحتُجزت داخل سيارة كيا بيكانتو مع ستة من أفراد عائلتها لأكثر من ثلاث ساعات، وأُبيدت معهم جميعاً بعد استهدافهم من دبابة إسرائيلية، رغم مناشداتها المسجلة، ورغم معرفة العالم بمكانها، ورغم إرسال سيارة إسعاف لإنقاذها قُصفت هي الأخرى.

ما جعل كيم تنجو هو وجود مصوّر وثّق اللحظة، أما هند فكانت وحدها في الظلام، لا إعلام ولا شهود، بل دبابات تراقب وتستمع، ثم تطلق النار بدقة مميتة. سلطات الاحتلال أنكرت وجود قواتها في تلك اللحظة والمكان، رغم مطالبة وزارة الخارجية الأمريكية بتوضيحات، ثم اكتفت واشنطن بالصمت. الأمم المتحدة أشارت إلى أن ما جرى قد يرقى إلى جريمة حرب، بينما واصلت إسرائيل نفيها، واتهمت المنظمة الأممية بمعاداة السامية.

رغم كل هذا، لم تفتح أي تحقيقات جادة، وبقي القتلة بلا حساب. هند، بصوتها المرتجف، قالت في مكالمتها الأخيرة مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: "أنا خائفة جداً... أرجوكم تعالوا، أرجوكم اتصلوا بأحد لينقذني." لكن من يستطيع أن ينقذ طفلة في مواجهة دبابة تأتمر بقتل كل ما يتحرك؟

إذا كانت كيم فوك قد تحولت إلى رمز لمعاناة الأطفال من وحشية الحروب، فإن هند رجاب أصبحت دليلاً دامغاً على سقوط العالم أخلاقياً — عالمٌ يتشدق بالعدالة وحقوق الإنسان، ثم يصمت حين تُباد الطفولة في وضح النهار.
 

https://www.middleeastmonitor.com/20250424-echoes-of-burning-flesh-from-the-napalm-girl-to-hind-rajab/