تعرض الرئيس الكيني ويليام روتو لرشق بالحذاء خلال خطاب جماهيري كان يلقيه في مقاطعة ميجوري غرب البلاد، في واقعة تعكس الاحتقان الشعبي المتزايد ضد السياسات الاقتصادية للحكومة وارتفاع تكاليف المعيشة.

وأظهرت مقاطع فيديو، جرى تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، لحظة قيام أحد الحاضرين برشق الرئيس روتو بحذاء أثناء حديثه عن وعود حكومته بخفض أسعار الأسمدة، وهو ملف بالغ الحساسية في بلد يعتمد قطاع كبير من سكانه على الزراعة.

في أحد المقاطع، يظهر روتو وهو يتفادى الحذاء بذراعه، دون أن يصاب بأذى، بينما واصل خطابه محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه. وقال في تلك اللحظة: «لقد قلنا إننا سنخفض أسعار الأسمدة، صحيح أم خطأ؟»، قبل أن يُفاجأ بالفعل الاحتجاجي الرمزي.

ورغم محاولة روتو امتصاص غضب الشارع، من خلال التراجع مؤخرًا عن زيادات ضريبية مثيرة للجدل، ودعوته المعارضة للمشاركة في الحكم، إلا أن الشارع الكيني لا يزال يغلي. وتتهم قطاعات واسعة من الكينيين الحكومة بالتقاعس عن مواجهة الأزمات المعيشية، وسط تضخم متزايد وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، ما يفاقم معاناة الملايين في الدولة الواقعة شرق القارة السمراء.

وأعلنت وزارة الداخلية الكينية، على لسان الوزير كيبتشومبا موركومين، أن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه بتورطهم في الواقعة، في وقتٍ لم تصدر فيه الرئاسة الكينية بيانًا رسميًا حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

الواقعة أعادت إلى الأذهان حادثة شهيرة وقعت في ديسمبر 2008، حين قام الصحافي العراقي منتظر الزيدي برشق الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش بالحذاء، أثناء مؤتمر صحافي في بغداد، احتجاجًا على الغزو الأميركي للعراق. ومنذ ذلك الحين، أصبح الحذاء رمزًا عالميًا للاحتجاج السياسي، خصوصًا في الثقافات التي تعتبر هذا الفعل إهانة قصوى.


الفيديو:
https://videos-cloudfront-usp.jwpsrv.com/681a93c4_c05778e95d5c6eb4bf043b5257dac7350e0f97bd/sites/8pxDXDFA/media/AzC6QqCK/versions/M4VFRPNU/manifest.ism/manifest-audio_0_CgSdu8Dn_T2XZ2g8Y=112059-video_0_CgSdu8Dn_RMs4XmvH=452860.m3u8