سلط الكاتب الصحفي الإسرائيلي "سيث فرانتزمان" الضوء على أهمية زيارة وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" لمصر، زاعما أنها ستعود بالنفع على المنطقة بأكملها.
وادعى "فرانتزمان"، في مقال صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن مصر شريك رئيسي للولايات المتحدة في قضايا مثل مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي؛ حيث تلقت البلاد 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة منذ عام 1978، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية.
وأشار الكاتب إلى أن زيارة "بلينكن" الرابعة للشرق الأوسط تأتي في وقت مهم: الهجمات في القدس والاشتباكات في جنين.
بالنسبة للولايات المتحدة بشكل عام، إصلاح العلاقات مع مصر والالتقاء بالركائز الإقليمية الرئيسية لنظام الأمن الأمريكي أمران ضروريان؛ حيث تتمتع مصر بعلاقات جيدة مع إسرائيل، لكن لها علاقات معقدة وصعبة مع الولايات المتحدة على مدار العقد ونصف العقد الماضيين.
وذكر "فرانتزمان" أن مصر في عهد "حسني مبارك" ونظامه القومي كانت حليفاً للولايات المتحدة، وعندما طُرد "مبارك" في عام 2011 خلال الربيع العربي، أصبحت مصر مركزًا للاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة. وحدثت تغييرات هائلة في مصر من 2011 إلى 2015: صعد الإخوان المسلمون لفترة وجيزة إلى السلطة بعد الانتخابات وانقلب عليها وزير الدفاع آنذاك "عبد الفتاح السيسي".
مصر أيضًا شريك رئيسي للسعودية والإمارات، لكنها أيضًا دولة قوية في حد ذاتها ولعبت دورًا رئيسيًا في المنطقة على مر التاريخ؛ فخلال الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت معارضًا رئيسيًا لإسرائيل. وفي وقت لاحق أصبحت شريك سلام.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، رسمت مصر مسارها الخاص: التواصل مع نظام الأسد والعمل عن كثب مع الأردن والعراق والخليج. وهي معنية بما يحدث في ليبيا وكذلك بأمن القرن الأفريقي.
ولفت الكاتب إلى أن هناك أصوات أمريكية تنتقد الحكومة المصرية الحالية، كما اعتقد بعض المصريين أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء من 2011 وحتى 2013 أدت إلى فوضى في المنطقة. هذا يعني أن هناك مخاوف متبادلة في القاهرة وواشنطن بشأن مسار العلاقات.
لفت "فرانتزمان" إلى أن الاجتماعات الأمريكية المصرية ستكون تحت الميكروسكوب عن كثب في المنطقة؛ حيث ستكون قطر وحماس والسعودية ودول الخليج، بما في ذلك شركاء "أبراهام" على اطلاع بكل جديد.
ستعبر الولايات المتحدة عن دعمها لعملية منتدى النقب وتناقش أيضًا التطورات في إثيوبيا والسودان. وستكون الموضوعات الأخرى على جدول الأعمال هي التجارة والاستثمارات الأمريكية في الاتصالات السلكية واللاسلكية في مصر.
وفي ختام مقاله، ذهب الكاتب إلى قول إنه "إذا عادت مصر لتكون شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة، ولأنها تلعب دورًا في علاقات إسرائيل مع الخليج، فمن المحتمل أن يضيف ذلك المزيد من الاستقرار في المنطقة".

