قال المهندس محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية بحكومة السيسي إن الوزارة تقوم بشكل مستمر بمتابعة الأمطار على منابع النيل، وأن ذلك يأتي في ظل عجز مائي يبلغ 54 مليار متر مكعب من المياه حيث الفارق بين إيرادات مصر من المياه تبلغ 60 مليار متر مكعب فقط، والاحتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب.
وشدد متحدث الري، أن 80% من الكوارث الطبيعية في العالم مرتبطة بالمياه، وأنه "يتم سد جزء من الفجوة من خلال إعادة استخدام المياه واستيراد بعض السلع الزراعية".
وقال متحدث الري: "مصر تواجه تحديات كبيرة بشأن المياه، وأنفقنا عشرات المليارات على تبطين الترع والتحويل للري الحديث، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص 50 مليار دولار، ومن المقرر أن تصل إلى 100 مليار دولار لتحسين المنظومة المائية".
وكرر المتحدث باسم وزارة الري ما سبق وحكى عنه في مايو 2021، من أن العجز الكلي لمصر في المياه يصل إلى 54 مليار متر مكعب”، وأن مصر تعاني الفقر المائي، ونوه بأن نصيب الفرد في مصر من المياه، هو أقل من المعدل العالمي المقبول، فالمعدل العالمي يصل إلى 1000 متر مكعب، لكن نصيب الفرد في مصر هو 500 متر مكعب، وهذا يعني أننا لدينا حالة من حالات الفقر المائي.
واختتم غانم: يجب أن يعي الناس أن كمية المياه التي تمتلكها مصر محدودة، وهذا يستلزم منا ترشيد استهلاك المياه، لأننا لا نملك رفاهية إهدار المياه، ويجب أن يكون لدينا وعي بهذه النقطة، سواء في استخداماتنا المنزلية وغيرها.
نصيب أقل
ولكن باحثين وخبراء حذروا من تضاؤل نصيب مصر إلى ما دون 20 مليار متر مكعب من المياه، حيث أوضح الباحث هاني إبراهيم عبر "تويتر" أنه لاحظ في يونيو 2021، تراجع المناسيب مع تغير رتب الجفاف، وأنه "لو كان السد بيضم 49.3 مليار متر مكعب عند منسوب 625 م وحصل جفاف واصبح ايراد النيل الازرق السنوي 35 مليار هتمرر ال 35 مليار + 1.2 مليار من المخزون فى السد وتخفض المنسوب ل 624 م لو استمر الجفاف كذا سنة ووصل 20 مليار".
وأوضح أن "مصر سوف تفقد 123 مليار متر مكعب خلال 20 سنة بسبب السد الكارثي" وأن "حجم فواقد السد فى الملء الاول الكامل للسد تصل الى 15 مليار متر مكعب لملء 49 مليار تحتاج اثيوبيا لكمية 64 مليار متر مكعب" وأن "ملء 50 مليار متر فى السد الكارثي تعني فقدان نفس الكمية من السد العالي".
أما خبير السدود د محمد حافظ فقال ان العجز المائي بعد اكتمال سد النهضة، سينخفض من ٤٩ مليار متر مكعب الي ٢٠ مليار متر مكعب من المياه، وأن السبب كان تنازل العسكر عن النيل وهو يعلم بعدما وافقوا السيسي علي اتفاقية الخرطوم ٢٠١٥.
فرحة صهيونية
ومن جانبهم، يعتبر الصهاينة انحسار نصيب مصر من نهر النيل فرصتهم تجاه القاهرة، وقال الباحث الإسرائيلي "أوفير وينتر"
في تقرير له : "إن أزمة سد النهضة وضغط العجز المائي الذى ستعانى منه مصر في المستقبل سيؤدى بها إلى اللجوء لإسرائيل وبالتالي تحسين العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون والتحول عن السياسة الباردة التي كانت تتعامل بها مصر مع "إسرائيل".
واضاف أن "الحلم الأسمى الذى كان يراود إسرائيل منذ عام 1949م بتوصيل فرع النيل إليها والاستفادة منه، هذا المطلب الذى كان يقابله رفض مصري قاطع، لم تكتفي إسرائيل بمساعدة إثيوبيا فنيا وماديا لبناء السد، بل تعهدت كذلك بالدفاع عنه عسكريا".
أضرار صحية
ورأى د. عصام حجي أن مصر تعاني من عجز مائي سنوي يقدر بـ31 مليار متر مكعب، وتحاول أن تسد العجز عبر تدوير مياه الصرف الصحي والزراعي، وهذا يؤدي إلى أضرار صحية للمواطنين، كما يتم منع المحاصيل التي تستهلك مياه بنسبة كبيرة..
وأضاف في دراسة حديثة أجرتها جامعة ساوث كاليفورنيا الأميركية وكان باحثا في تحقيقها، أن العجز المائي الناجم عن ملء سد النهضة يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار جزء متقلب سياسياً من العالم عن طريق تقليل الأراضي الصالحة للزراعة في مصر بنسبة تصل إلى 72٪.
وتوقعت الدراسة أن تصل الخسائر الاقتصادية للزراعة إلى عجز بقيمة 51 مليار دولار، وستؤدي خسارة الناتج المحلي الإجمالي إلى دفع البطالة إلى 24 ٪.

