بقلم: د. عز الدين الكومي

انتهت المهزلة الانتخابية لبرلمان الدم تحت عنوان- لم يحضر أحد- وهذا ما اعترف به عبيد البيادة فى الداخل والخارج.

وهنا تذكرت ماقاله الشيخ محمد حسين يعقوب بعد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعد ثورة يناير2011 أطلق على الاستفتاء غزوة الصناديق!

على أنه يمكن القول بأن سبب عزوف الشعب عن هذه المهزلة والتى انتهت بفضيحة عابرة للقارات بسب حالة السخط العام التى تسود أوساط المصريين بسبب تردى الأوضاع الإقتصادية وموجة الغلاء والأزمات والكوارث التى يعانى منها الناس جميعا وبلا استثناء اللهم إلا القضاء الشامخ وجلاوزة الشرطة وعسكر كامب ديفيد وإعلام فاهيتة والأذرع الإعلامية!

ولا ننسى شعور مؤيدى النظام الانقلابى بخيبة أمل كبيرة بعد الفشل فى كل فناكيش العسكر بدءًا بالعلاج بالكفتة وانتهاءً بترعة مميش والنقص الحاد فى الإحتياطى النقدى مما يهدد بإعلان إفلاس الدولة.

كما أنه من الواضح عدم تشجع عسكر كامب ديفيد لفكرة البرلمان من الأساس ولكن الرغبة فى الحصول على الشرعية الزائفة وإكتمال خارطة الطريق الدائرى لتبيض وجوههم أمام وكلاء الانقلاب فى الخارج جعلهم يرضخون لهذه الفكرة بعد مماطلات وممانعات ومماحكات وتفصيل قوانين من ترزية النظام الانقلابى والتأكد من القوائم الموحدة تحت إشراف الأجهزة الأمنية.

لأن عسكر كامب ديفيد لا يولي الشعب أي اهتمام حيث أعلن أعوانه فى أكثر من مناسبة - بيكم أو من غيركم البرلمان هيتعمل- كما ردد ذلك غربان الفضائيات والكائنات الفضائية الليلية!

أحد قادة شرطة العسكر أعلن أنه أحتل المدارس أماكن اللجان بقوله: احتلينا المدارس من امبارح ولا يوجد ناخبين فى الأرض المحتلة فظننت أنه يتحث من رام الله أو نابلس!

وكما صرح أحد داعمى النظام الانقلابى معلقا على فضيحة الصناديق بقوله: لم تعرض انتخابات حقيقية على الناس ولا فرصة لاختيار بل مجرد "طبخة" مسمومة تدور فيها حرب الفلول ضد الفلول وحرب الفاسدين ضد الفاسدين وبنظام انتخابي فردي يهدر غالبية الأصوات ويعطي الأولوية لجماعات المال والبلطجة والعصبيات ولا يفرز سوى برلمان مختار لأقلية الأقلية وهو ما دفع الناس إلى مقاطعة تلقائية فعلا نحن أما مشهد لحرب داحس والغبراء!.

كما أن اكتشاف شريحة كبيرة من الشعب كذب وخداع عسكر كامب ديفيد وأنهم لايعملون لمصلحة الشعب ولايقدمون شيئا له سوى الأزمات الطاحنة والأوبئة والمصائب كن له أثر كبير فى العزوف عن الذهاب للجان.

زد على ذلك أن هذا برلمان لا يخص ولا يمثل المواطن وأنه بوابة لعودة نظام المخلوع وكل فلول الحزب الوطنى المنحل الذى يؤسس لمرحلة جديد من الفساد قد تستمر لمدة عقود قادمة وهناك إرهاصات للإعلان عن ميلاد حزب حاكم جديد سيولد من رحم برلمان الدم سيضم كل أومعظم أعضاء الحزب الوطنى المنحل مع عدد من من لواءات الجيش والشرطة وكل المنافقين والمنافقات والعاهرات.

فأدرك الشعب أن انتخابات برلمان الدم لا تأتى سوى بالفلول وأتباع الثورة المضادة فقرر الشعب أنه لن يذهب لمنح شرعية لفلول مباك ومليارات ساويرس والكنيسة حتى أن الشعب المصرى دشن ونظم أوسع عملية عصيان مدني تلقائي فى تاريخه وبعشرات الملايين هذا العصيان المدنى الشعبى أوضح كذب ونفاق الإعلام الانقلابى والأذرع الإعلامية والشؤون المعنوية لحزب العسكر الحاكم فكانت فضيحة الصناديق الخاوية!

وهذا المشهد أعاد للأذهان مشهد برلمان أحمد عز فى 2010 والذى كان بمثابة الشرارة التى انطلقت منها ثورة الخامس والعشرين من يناير.

انفض المولد وخرج حزب النور منه هذه المهزلة خالى الوفاض وبخفى حنين ولم يجد ما يعلق علية خيبته وفضيحته سوى شماعة الإخوان!