فعاليات لم تتوقف وثورة يخطها المصريون على أنغام الطرومبيطة ؛ وسلاحهم الشماريخ ؛ وهتافهم يزلزل أركان دولة الباطل ؛ ومنبرهم الحر هو جدران وحوائط بيوتهم وشوارعهم .
منذ الانقلاب العسكري الغاشم على مصر عصر يوم الأربعاء 3/7 والعسكر يحاول بشتى الطرق جر المصريين للعنف والحرب الأهلية ليكون لدي قائد الانقلاب المبرر القوي أمام العالم لإبادتهم وقتلهم .
وقد أدرك الثوار ذلك من اللحظة الأولى للانقلاب ، حيث قام الانقلابيون بمذابح متعاقبة بحق المصريين كان أشهرها وأشدها قسوة وإجرام مذبحة رابعة ، والتى سبقها وتﻻها العديد من المذابح .
وهنا بدأ الثوار يطورون ويبدعون في وسائل حراكهم الثوري السلمي ليشكل الحراك عقبة حقيقية لدى الانقلابيين بات يؤرق مضاجعهم ؛ وتنوعت تلك الوسائل لتأخذ أشكاﻻ عدة تضمن استمرار الحراك وتطوره .
حاولنا في " نبض النهضة " أن نرصد وسائل الثوار المبدعة لضمان استمرار الحراك وتطوره .
الجرافيتي

الجرافيتي هو " فن الكتابة على الجدران " وقد لجأ إليه الثوار منذ ثورة يناير إلى ما بعد الانقلاب العسكري وذلك للتعبير عن أرائهم بحرية ولتتحول الجدران إلى صوت الثورة ومنبر الثوار بعدما أغلقوا كل منبر حر يعبر عن صوت الثورة .
واعتبر ذلك الفن هو انعكاس لرؤية الثوار ولتطورات الوضع في مصر .
يقول احد فناني الجرافيت الذي كان يقدم رسومات جرافيت أثناء الثورة والمعروف باسم "ساد باندا" : أنه يكره السياسة ولكنه شارك في الثورة من خلال رسوماته.
وقد أبدع الثوار في فن الجرافيتي بشكل كبير وتطور مع الأيام وربما من أكثر الموضوعات التي تناولتها الكثير من رسومات الجرافيتي خلال الثورة المصرية هو الشهداء حيث صورهم البعض كملائكة بينما صورهم البعض الأخر يبتسمون.
كما استخدم الثوار الجرافيتي لبث روح الصمود والتحدي لدى الثوار ورفع الروح المعنوية ، وفي حاﻻت أخرى استخدموه كوسيلة لتسجيل الاحتجاج والتعبير عن الرأي مثل عبارة " يسقط .. يسقط .. حكم العسكر " ؛ كما استخدموه وسيلة لتفعيل دعوات الإضراب والعصيان المدني والدعوة للتوحد وربما كان الجرافيتي من أهم الوسائل للسخرية من الانقلابيين ولعل الكلمة الأكثر انتشارا هو لفظ " الهاشتاج " الذي تحول لشبح يطارد قائد الانقلاب أينما حل .
عندما أغلق الانقلابيون منابر الرأي وكمموا الأفواه ؛ تحولت الجدران لمنابر رأي مفتوحة في طول البﻻد وعرضها .
الطرومبيطة
من وسائل الثوار في الحراك الثوري السلمي والتى إشتهر شباب الأولتراس بالضرب عليها ؛ وهى تثير ضجة عالية خلال المظاهرات مما يسبب ضجة عالية ويثير حماس الشباب ؛ حتى أن بعض هتافات الثوار تناولت الطروبيطة " اضرب على الطرومبيطة .. واعملك زيطة ... "
هتاف شباب اﻻسماعيلية على صوت الطرومبيطة
تاجر آلات موسيقية : المظاهرات كانت سببا في ارتفاع أسعار الطرومبيطة .
الألعاب النارية والشماريخ
واصل الثوار إبداعهم في إطار الحراك الثوري السلمي لرد الاعتداء المتواصل على الثوار من قبل داخلية الانقلاب .
ومن أبرز وسائل التصدي للداخلية كانت الألعاب النارية والشماريخ والتي ربما ارتبطت في الماضي باﻷولتراس في مباريات كرة القدم ؛ لكنها اليوم تحولت لسلاح الثوار في المواجهة ؛ ويبدو أثرها القوي في لفت أنظار الأهالي وإثارة روح من البهجة والشعور بالقوة لدي الثوار ؛ كما استخدمها الثوار لمواجهة قوات أمن الانقلاب وردعهم .
انسحاب المدرعات من أمام الثوار بعد صدها باﻷلعاب النارية
-
-
إبداع الثوار فى مسيرات دعم الشرعية
تعتبر الفعاليات الثورية هي أقوى وسائل الحراك الثوري السلمي المبدع لإسقاط الانقلاب ؛ وقد حاول الانقلابيون إيقافها بشتى الطرق وفشلوا ؛ فقد استخدموا الغاز المسيل للدموع والخرطوش بل والرصاص الحي لمواجهة الثوار وفشلوا ، وابتدعوا قانون التظاهر لإرهاب الثوار وإيقاف حراكهم وفشلوا أيضا .
وتنوعت الفعاليات بين مظاهرات ليلية ونهارية ووقفات احتجاجية وإعتصامات أمام مؤسسات حكومية .
وأبدع الثوار في شكل الفعاليات لتظهر فعاليات يحمل الثوار أكفانا لتعبر عن الصمود والتحدي ومواجهة الموت بكل شجاعة ، وانطلقت فعاليات ارتدى الثوار فيها الملابس البيضاء ووضعوا القيود في أيديهم تعبيرا عن التضامن مع المعتقلين ؛ وخرجت فعاليات في النيل على مراكب شراعية .
وفعاليات بالسيارات والدراجات البخارية وفعاليات 7 الصبح وفعاليات داخل الحرم الجامعي .
وهكذا تنوعت أماكن وأشكال الفعاليات لتصبح وبحق من أكبر المشاكل التى تؤرق الإنقلابيين .
إبداع الثوار في الفعاليات
مسحراتى الثورة
واصل الثوار إبداعهم المناهض للانقلاب و في رمضان خرجت فعاليات 《 المسحراتي 》 قبيل الفجر توقظ الناس للسحور بهتافات مناهضة للانقلاب العسكري .
وارتدى الشباب الجلباب الأبيض وامسكوا بالطبلة وعلت الهتافات المناهضة للانقلاب مع صوت طرق الطبول لتوقظ النائمين وتنبه الغافلين أن استيقظوا فقد حان وقت السحور وحانت معه لحظات الوعي واليقظة لإنقاذ بلادنا من حكم عسكري فاشي يجر البلاد للهاوية .
حركة شباب ضد الانقلاب تدشن " مسحراتي الثورة "
فيما صرح منسق حملة " مسحراتي الثورة " زياد محمد قائلا : في تقليد لأجواء رمضان حيث يقوم المسحراتى بإيقاظ النائمين الغافلين قبل لحظة الإمساك والتي لن يمكنهم بعدها من تناول الطعام والشراب وأقصى ما يمكن أن يفعلوه إن لم يستيقظوا على نداءات المسحراتى هو النظر إلى الطعام والشراب بحسرة وخيبة أمل ، من هنا جاءت فكرة مسحراتى الثورة لإيقاظ الغافلين قبل أن تأتى لحظة يتندموا فيها على حرية كانت فى متناول أيديهم فغفلوا عنها حتى ضاعت منهم ، وعلى كرامة تفلتت من بين أصابعهم فصاروا أذلة مهانين ، ووطن كان مقبلًا عليهم بخيراته فصار لافظًا لهم آثرًا خيراته على قلة من أبنائه.
الزي الموحد
كنوع من جذب الانتباه وإيجاد شكل جديد للحراك بدأ شباب الأولتراس في ارتداء ملابس موحدة ومميزة تحمل شعارات ثورية وأصبح لكل أولتراس لبسه المميز وكذلك بدأ شباب الأولتراس في عمل حركات موحدة ميزت أولتراس الثورة عن غيره وأضفت على الفعاليات جو من الحماسة والثورية .
أولتراس مصر السياسي بزيه الموحد يشعل المسيرة ويضفي روحا من الحماس على المشاركين .
الهتاف
كان للهتاف دورا كبيرا في تفعيل الحراك الثوري السلمي فقد انطلقت ثورة يناير بهتاف الثوار " عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية " ثم تطور الهتاف ليصبح " الشعب يريد إسقاط النظام " فقد أدرك الشعب أن القضية ليست مبارك فحسب بل هي قضية نظام بأكمله ولابد من إسقاطه ؛ وبعد تنحي مبارك وتولي المجلس العسكري حكم البلاد ظهر هتاف جديد لم يكن موجودا من قبل " يسقط .. يسقط .. حكم العسكر " ربما لم يكن الغالبية من الشعب تدرك مفهوم ذلك الشعار ﻷنهم كانوا لا يدركون أن الجيش هو الحاكم الفعلي للبلاد ؛ ولكن بعد انقلاب السيسي على الرئيس الشرعي للبلاد تصدر ذلك الهتاف الفعاليات وأصبح هو الهتاف الرئيسي في الفعاليات وأصبح يعبر عن حالة الغضب الشعبي من ترك الجيش للحدود وتوليه حكم البلاد وتوجيه رصاصاته لصدور أبناء الشعب المصري لا صدور الأعداء ومن هنا أصبح الهتاف هو المعبر الأوضح عن نبض الثورة والثوار ، وكان للداخلية النصيب الأكبر من الهتافات نظرا لجرائمهم المستمرة بحق الشعب المصري ومنها الهتاف الخاص بالأولتراس " كان دايما فاشل في الثانوية .. " وهتاف " الداخلية بلطجية " ولأن الهتاف هو المعبر عن رفض الثوار لكل مؤسسات الدولة الفاسدة فقد كان للقضاء والإعلام نصيب وفير من تلك الهتافات " قولي يا قاضي إزاي بتنام .. وانت بتدي برئ إعدام " " الشعب يريد تطهير الإعلام "
وبالتالي أصبح الهتاف هو صوت الثورة النابض والمعبر عن روح الحراك المشتعل .
الشارة

كان للشارة نصيب كبير في تفعيل الحراك والتعبير عنه بلغة الإشارة ؛ فعندما خرج الثوار في يناير رفعوا شارات النصر لتعبر عن تفاؤلهم ويقينهم في نصر الله .
ولكن بعد مجزرة فض ميدان رابعة العدوية احتلت الشارة الصدارة في التعبير عن روح الثورة وارتفع الأصابع الأربع تجسيدا لتلك الجريمة اللانسانية بحق الشعب المصري ؛ وتأكيدا على القصاص للشهداء .
بل وتحولت شارة رابعة إلى رمزا للصمود وشارة للأحرار في العالم بأكمله .
وبذلك أظهرت الثورة المصرية إبداعا ساهم في استمرار الحراك الثوري واشتعاله وفي ذات الوقت حافظت على سلميته .
وﻻزال إبداع الثوار متواصلا لتطوير حراكهم الهادف لإسقاط الانقلاب .
وكل يوم يخرج المزيد من الإبداعات ليسطر الشعب المصري ثورته على ألحان الطرومبيطة وبهتافات الأولتراس وعلى نيران الألعاب النارية والشماريخ ليعلنوا #الثورة .

