في غياب تام للشرطة، تبيت بعض المناطق في مختلف المحافظات في حالة رعب وذعر بسبب انتشار البلطجية والجريمة، فضلا عن الخلافات التي تشتعل بين العائلات، والتى تتحول سريعا إلى حرب شوارع تسلب المواطنين أمنهم، وسط تخاذل تام من جهاز الداخلية، الذي انشغل بقمع المظاهرات واعتقال المعارضين وتصفيتهم بعد انقلاب 3 يوليو 2013. 

كانت آخر الحوادث ما شهدته منطقة بشتيل بـ"إمبابة"، حيث تبادلت عائلتان الأعيرة النارية وزجاجات المولوتوف أكثر من 3 ساعات، ما منع الأهالي من الخروج من المنازل بسبب كثافة إطلاق النيران، ولإصابتهم بحالة من الذعر، بينما لم تستطع قوات الأمن السيطرة على الموقف إلا في وقت متأخر.

وتدخلت الشرطة أخيرا بعد أكثر من 3 ساعات تواصل خلالها ضرب الرصاص، ووفقا لتصريحات مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، أكد أن قوات الأمن استدعت قوات من الأمن المركزي ووحدات الانتشار السريع، وقامت بالقبض على المتورطين بالحادث.

وفي محافظة الدقهلية، نشبت مشاجرة بين عائلتين بقرية الجوابر التابعة لمركز ميت سلسيل، أمس السبت، تبادلت خلالها العائلتان الرصاص، وذلك بعد مصرع وليد محمد السيد العربي ''30 عاما''، حيث اتهم أهالي القتيل زوجته وأسرتها بقتله، لوجود خلافات بينهم، وتطورت المشادات إلى تبادل إطلاق الأعيرة النارية بين الطرفين.

وللصعيد النصيب الأوفر في حرب الشوارع، ففي المنيا أصيب 5 أشخاص في اشتباكات بين عائلتين بقرية شارونة، أمس السبت، والتي نشبت بسبب أولوية المرور.

أما محافظة قنا، فقد أصيب 3 مواطنين في اشتباكات وقعت، الأسبوع الماضي، بين عائلتين بقرية "الخوالد" في مركز شرطة "أبو تشت"، شمال المحافظة، بسبب خصومة ثأرية بين العائلتين.

كما وقعت مشاجرة بالشوم والعصي في مركز "دراو" بمحافظة أسوان بين عائلتين بسبب خلافات جيرة، ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص.

وفي أسيوط، قُتل 3 أشخاص وأصيب آخرون خلال اشتباكات مسلحة بين عائلتي عبد الجليل، وعبد الشافي، بقرية الحواتكة بمركز منفلوط، الأربعاء الماضي، بالأعيرة النارية، وذلك لوجود نزاع على قطعة أرض مساحتها 6 قراريط بين العائلتين.

وتطور الأمر إلى اشتباكات بالأسلحة النارية بين العائلتين، نتج عنه مقتل ثلاثة وإصابة آخرين من عائلة عبد الجليل.

وقبل عشرة أيام، أصيب 6 أشخاص في مشاجرة بالأعيرة النارية بين عائلتي "الدويشة" و"عرابي" بمنطقة غرب البلد في محافظة أسيوط أيضا، حيث تحولت المدينة إلى ساحة قتال، بعد اعتلاء عائلة الدويشة أسطح منازلهم وقيامهم بإطلاق وابل من الأعيرة النارية والخرطوش والحجارة على أهالي المنطقة، ما دفع الأهالي إلى إغلاق المحال التجارية خشية إصابتهم.

وفي منتصف الشهر الجاري، اندلعت اشتباكات بين عائلتي عبد الفضيل وأبو النور بمحافظة بني سويف بالطوب والحجارة والشوم؛ بسبب مشاجرة بين شباب العائلتين، مما أسفر عن إصابة 7 أشخاص، من بينهم حالة خطيرة تم تحويلها لمستشفى بني سويف العام.
 


الجريمة ترتفع والأمن يتراجع

ووفقا لتقرير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فإن معدلات الجريمة في مصر ارتفعت بدرجة كبيرة خلال النصف الأول من العام الحالي، خاصة جرائم القتل والسرقة بالإكراه وسرقة السيارات وحوادث الاغتصاب والتحرش، فيما تصاعدت حوادث الجنايات بصفة عامة في عدد كبير من المحافظات.

وكشف التقرير عن وجود أكثر من 500 ألف بلطجي ومسجل خطر في محافظات مصر، يرتكبون كل يوم شتى أنواع الجرائم بمقابل مادي، حيث تحولت "البلطجة" إلى "مهنة" ولديها قوة وعتاد لبث الخوف في نفوس الآمنين.

وأشار التقرير إلى أن هناك ما يقرب من 4 آلاف قضية موجودة داخل أدراج القضاء، من بعض الأهالي ضد شخصيات معروف عنها الإجرام، كما أن هناك نسبة مماثلة ترفض التقدم ببلاغات خوفا من بطشهم.

وتتخذ شركات مسمى "الاستيراد والتصدير" ستارا لها لتأجير البلطجي مقابل 500 جنيه في الساعة الواحدة، وذلك في عدة محافظات أبرزها "القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية".

ورصد التقرير تصدر العاصمة نسبة انتشار البلطجة، وأنها لم تعد مقصورة على الأحياء الشعبية، بل انتشرت في ما يسمى بـ"الأحياء الراقية" كمناطق المعادى والمهندسين والدقي، حيث قام بعض الأغنياء بتأجير بلطجية لحمايتهم من السرقة والتعديات.