نشر موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني مقالا للدكتورة أميرة أبوالفتوح، عن الذكرى الثانية لمذبحة رابعة والنهضة.
وفيما يلي نص المقال:
«إنني لست قادرة على الكتابة عن ذكرى مذبحتي «رابعة العدوية» و «النهضة»، فضلا عن مذبحة مسجد مصطفى محمود، التي ينساها دائما المحللون والنشطاء، رغم حقيقة أن أكثر من 60 شخصا لقوا مصرعهم هناك.
كما أنني غير قادرة على الكتابة عن المجازر التي ارتكبت من قبل في مقر الحرس الجمهوري وحادثة المنصة بعدها، ومجزرة مسجد الفتح وسيارة الترحيلات.
قلبي لا يتقبل الكتابة عن هذه المجازر بعد مرور عامين في حين لم يتم الثأر بعد لدماء آلاف الشهداء. لقد أغرقت دماؤهم الأراضي المصرية لكن الأرض رفضت امتصاص دمائهم، بل تركتها لعنة تطارد القتلة في كل مكان.
هذه المجازر هي أيضا وصمة عار لجميع منظمات حقوق الإنسان في العالم التي لم تفعل سوى إصدار بيانات تدين هذه الأعمال، دون أن تعلن أنها جرائم حرب من أجل ملاحقة القتلة في المحاكم الدولية.
إن الذين لم يتأثروا لهذه المجازر، والذين لم يتخذوا إجراءات لمطالبة قادتهم باتخاذ موقف حازم ضد الانقلاب الذي تسبب في موت الآلاف من الأبرياء هم وصمة عار للأحرار في هذا العالم. بل هو أيضا عار وعلامة على ضعف جميع الكيانات التي شكلت قبل وبعد الانقلاب.
بات واضحا أيضا أن هذه كيانات وهمية لا تختلف كثيرا عن الأحزاب الوهمية في مصر، التي لا يتعدى دورها إصدار البيانات والإدانات والتهديدات، لكن لا يتم أي من هذا على أرض الواقع. ولم نر أي إجراءات إيجابية يتم اتخاذها على الساحة الدولية.
إنني أدرك أن دول العالم تتصرف على أساس مصالحها أكثر من التركيز على الأخلاق والمبادئ والقيم، وأن الدول الغربية، جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تآمروا ضدنا وخططوا للانقلاب، ودعموه بكل أنواع الدعم، بما في ذلك الدعم المادي والمعنوي.
ماذا فعلتم لإحباط هذه المؤامرات والدسائس التي لا تزال تحاك ضد مصر؟ ما استراتيجيتكم لمواجهة كل ما سيأتي بعد ذلك؟ ما رؤيتك للمستقبل على المدى القصير والطويل؟ كل هذه الأسئلة لهذه الكيانات تدور في أذهان كل مواطن مصري يرفض هذا الانقلاب الفاشي ويلتزم بالمسار الديمقراطي.
هؤلاء الناس لديهم آمال كبيرة لهذه الكيانات والتشكيلات، معتقدون أنها الجبهة الوحيدة التي سوف تكون قادرة على وضع مصر مرة أخرى على المسار الصحيح. مع ذلك، يشعر الناس بالاستياء عندما يسمعون عن وجود انقسامات وخلافات بين هذه الكيانات واستقالات في صفوفها.
هذه ليست المرة الأولى لخلافات بين أولئك الذين هم على نفس المسار ونفس الجانب؛ أولئك الذين جمعتهم دماء المصريين الطاهرة. لكن هذا هو وقت الوحدة. أحيي شهداء مذابح الانقلاب وأشعر بالخجل والعار أننا لم نثأر لهم حتى الآن. ربما سنحقق هذه العدالة في الذكرى الثالثة لهذه المذابح وسنكون قادرين على رفع رؤوسنا عالية».

