اعتبرعدد من النشطاء السياسيين المصريين، مبادرة حركة 6 أبريل -جبهة أحمد ماهر- للخروج من الأزمة الحالية، بأنها "خديعة تهدف إلى إنقاذ التنظيم العسكري من مصيره المحتوم".
وقال السياسيون تعليقا على المبادرة: "إنها للاصطفاف الانقلابي، فهي تعترف بالانقلاب كنظام شرعي وتحاول ارتداء عباءة الثورة، وأطلق عليها عدد من النشطاء مبادرة العار".
جاء ذلك في بيان أصدره عدد من النشطاء السياسيين، تعليقا على المبادرة التي قدمتها حركة 6 أبريل، قبيل ذكرى ثورة 25يناير، في ظل دعوة التحالف والقوى السياسية المعارضة للانقلاب، للتصعيد ضد حكم العسكر، وتوحيد قوى الثورة والعودة للميادين.
وأعلن النشطاء في بيانهم رفضهم للمبادرة، ووصفوها بـ "مبادرة الاصطفاف الانقلابي".
وقالوا في بيانهم الذي حصلت "نافذة مصر" على نسخة منه : "خرجت علينا بعد طول صمت، إحدى الحركات التي تدعي احتكار صكوك الثورة، بمبادرة لا تحمل إلا تثبيتاً للحكم العسكري، ونفس هذه الحركة بدأت بخدعة كبرى، بالقفز على أحداث لم تكن منظمة لها وسمّت نفسها بها"، في إشارة منهم إلى حركة 6 أبريل.
خديعة لإنقاذ العسكر
وأكد النشطاء في بيانهم أن "هذه المبادرة محاولة من محاولات الخديعة لإنقاذ التنظيم العسكري من مصيره المحتوم، فهي تعترف به كنظام شرعي مرتدية عباءة الثورة، وهي دعوة للاصطفاف بجانب هذا التنظيم العسكري والإقرار به، والشعب المصري منها براء".
وذكر النشطاء أن "هذه المبادرة مؤيدة للعسكر، وأن الشعب يرفضها رفضاً حاسماً"، مطالبين الجميع "بالاستمرار على طريق الثورة والمقاومة القادمة لا محالة، التي سيسقط معها كل أدوات الفساد وجذوره وتابعيه".
ووقع على البيان كل من "رئيس حزب الإصلاح السلفي، القيادي بتحالف دعم الشرعية عطية عدلان، وعضو الهيئة العليا لحزب الوسط عمرو عادل، ورئيس ومؤسس حزب البديل الحضاري أحمد عبد الجواد، ورئيس حزب الفضيلة محمود فتحي، وعضو المكتب السياسي للجبهة السلفية مصطفي البدري، وهاني شرف أحد ضباط 8 أبريل، والصحفي والإعلامي صابر مشهور، والناشط السياسي عبد الرحمن عز، كما وقع عليها الناشط عمار مطاوع، والناشط معتصم شندي، والتيار المدني الثوري، وحركة صحفيين من أجل الإصلاح".
المبادرة مرفوضة جملة وتفصيلاً
من ناحيته، شن رئيس حزب البديل الحضاري أحمد عبد الجواد، هجوماً حاداً على مبادرة 6 أبريل، واصفاً إياها بأنها "مبادرة العار، وأنها مرفوضة جملة وتفصيلاً، فمن غير المقبول مطلقا توجيه أي مبادرة لمن وصفهم بالخونة والقتلة السفاحين"، على حد قوله.
وأضاف في تصريحات صحفية أن "6 أبريل لم تعد حركة ثورية، وأنها كتبت شهادة وفاتها بنفسها"، مؤكداً أنه "لم يكن يتوقع لها هذا المصير، ولم يعتقد يوماً أنها ستنتهج هذا النهج الذي وصفه بالمخزي، خاصة أنه كان يكن لها مكانة خاصة في السابق".
عمرو وحقيقة المبادرة
وكان عمرو علي المنسق العام لحركة 6 أبريل كشف خلال مداخلته على قناة الشرق الفضائية، أن "الحركة ستقدم مبادرتها لكل الأطراف، ومنهم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وحكومته، مثلما سيتم تقديمها للتيار الإسلامي"، متهما في الوقت ذاته الحراك الثوري الحالي بأنه "يقتصر على الإخوان، وأن فيه مظاهر عنف وإرهاب للمواطنين"، على حد قوله.
وطالب عمرو "بمحاسبة قادة الإخوان مثل محاسبة قادة سلطة الانقلاب، لأنهم جميعا يتحملون مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع الراهنة"، على حد زعمه.
إلى ذلك، تتضمن مبادرة حركة 6 إبريل "ميثاق للمشاركة المجتمعية، عدالة شاملة، ترسيم العلاقات بين مؤسسات الدولة والمجتمع، ميثاق شرف إعلامي، حكومة إنقاذ".