قال حسن القبانى -منسق حركة صحفيون من أجل الاصلاح-" إن هناك خطابات شتى في لحظات مهمة من عمر الثورة المصرية تدور بين فريقين أحدهما يتبني إقصاء الإسلاميين تماما من المشهد الثوري بالإكراه وخاصة الإخوان المسلمين لصالح خلق قيادة بديلة ومشبوهه، والثاني يتبني الحشد لأدلجة الثورة براية إسلامية مطلقة ، لصنع ما يرى أنه "النقاء الثوري المستند لتضحيات الإسلاميين" منذ 25 يناير وخاصة بعد الانقلاب في ظل غياب العلمانيين وتواطئهم مع العسكر.
وأشار إلى أن هناك فريقا ثالثا يرفع بوصلة 25 يناير وأهدافها الجامعة ويجمع الصفوف ويصحح المفاهيم ، مهموم بالأساس لا بالواجهة.
وحذر فى مقال له نشر فى موقع" شبكة الجزيرة مباشر مصر" تحت عنوان "ثورتنا مصرية عربية إسلامية" من أن يجرفنا تطرف العلمانيين واليساريين الموالين للانقلاب العسكري إلى سكة مضادة له في الاتجاه متوافقة معه في الخطأ، ونمارس الإقصاء بحجة التضحيات ونكفر بعضنا البعض، موضحا أن الإسلام كمنهج حياة ، يرشدنا إلي الطريق الصحيح،
وشدد على ضرورة عدم الانجرار وراء كلمات غير راشدة كتكفير بعضنا البعض.
ولفت القبانى إلى أن حراك يناير الثوري له قاعدة صلبة موجودة في كل منطقة في مصر تعلي شعارات ومبادئ الإسلام العقيدة والحضارة، منوها إلى أنه حراكا متنوعا أعلن فيه عقلاء المسيحيين رفضهم للدعم الديني للكنيسة ودشنوا حركة "مسيحيون ضد الانقلاب "، وهو ما يعني كذلك أن مصر بهويتها الحضارية التي لا تفرق ، لا تحتاج الي طرح ثورة جديدة ببعد اسلامي مطلق واستبعاد 25 يناير التي تجذر فيها البعد الهوياتي بعفوية مصرية في بلد متدين بفطرته. وأوضح أنه من الأهمية التفرقة بين الانتصار للهوية وبين مناداة البعض لتأسيس ثورة مدلجة ، فهناك فرق كبير بين مطلب شعبي ضمن مطالب عدة في حراك استكمال ثورة ، وبين الاتجاه لتجاهل كل شركاء الثورة ضد الانقلاب وملامح اساسية في الفكر الاسلامي، لتأسيس ثورة جديدة دون عدة ولا عداد ولا تخطيط ولا رؤية مستقبلية فضلا عن تحويل معركة جزئية إلي معركة كلية، بما يخدم علي اصطفاف معسكر الخصم المتفرق.
وتابع القبانى قائلا" لقد قلنا –ولازالنا- إن الثورة إيمان ، وإن الكتلة الصلبة القائدة الموجودة في الشارع هي الكتلة الإسلامية وبجوارها كتلة مؤمنة بربها وقضيتها ، تتحرك في ميادين تسع الجميع ، تجدد نيتها قبل الحراك وبعدها، ما يعني أن إسلامية الدعوات موجودة وليست في حاجة الي جدليات الألفاظ واللافتات وطربوش الرايات، ولا يسحبنا غرور المتكبرين إلي سلق المشهد واستعجال ثماره".
وأكد أن ثورة 25 يناير - مصرية عربية إسلامية مصرية المكان والأهداف ، عربية الآمال والطموحات، إسلامية الوقود والقاعدة ، معركة الهوية جزء منها ، ومعركة الحرية مفتاح تطبيق كل الأهداف والتطلعات بما فيها تطبيق الشريعة ، حتي لا نخلق استبداد بلافتات فكرية مختلفة ، ومعركة الاستقلال أساس جذري في الانطلاق والانجاز، ومعركة القصاص جزء حيوي فيها.