أرجع الكاتب الصحفي وائل قنديل، حالة "الابتسامة الخليعة على وجوه أبواق السيسي الإعلامية، على مدار الأسبوعين الماضيين، في وجه قطر، وهذا التدفق المحير لنبأ اعتذار عبد الفتاح السيسي للدوحة على ما طالها من رذاذ الشتائم الوقحة، وسخام البذاءات الرسمية وشبه الرسمية، الذي تدفق من أفواه لعوب سبابًا رخيصًا وطعنًا في أعراض شخصيات قطرية محترمة" أرجعه إلى اقتراب موعد سداد الوديعة القطرية البالغة مليارين ونصف المليار دولار (نحو 20 مليار جنيه مصري)".
 
وأشار في مقال له اليوم بصحيفة "العربي الجديد" إلى أن اعتذار السيسي المعلن في وسائل الإعلام المصرية لأمير قطر "ليس من باب فضيلة الرجوع إلى الحق، بل تهربًا والتفافًا على رجوع الحق، ذلك أن موعد سداد الوديعة القطرية البالغة مليارين ونصف المليار دولار (نحو 20 مليار جنيه مصري) قد حان، فلا بأس هنا من بعض الغزل غير العفيف للدوحة، أو إظهار نوع من الأدب وادعاء حالة "أنسنة"، لا يمكن تصديقها من نظام يتغذّى على الجرائم ضد الإنسانية، ويكتسب قوت سلطته من إراقة الدماء وإهدار القيم الإنسانية في الداخل والخارج أيضًا.. نظام يقتل في القاهرة وسيناء وغزة، كما يقتل في المناطق الليبية، ويدعم القتل في الأراضي السورية".
 
وأضاف:أن "إن الاعتذار عن الخطأ فضيلة، لكن، حين يكون الاعتذار طلبًا لمصلحة أو تنفيذاً لرغبة نفعية فإنه يفقد أخلاقيته، حسب القاعدة الذهبية للفعل الأخلاقي عند فيلسوف الواجب إيمانويل كانط، ويصبح أكثر من رذيلة، وليس أسوأ من أن تعتذر عن خطأ، وتطلب مقابله عشرين مليار جنيه ".
 
وقال: "ستصبح قطر جميلة ورائعة لو تنازلت عن وديعتها، وإن لم تفعل ستنهمر سيول البذاءات مجددًا.. إنه منتهى الأخلاقية من سلطةٍ جاءت بثورة مضادة للأخلاق".