لم يتوقف الدعم الإماراتي للحكومة المصرية عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 عند حدود المساعدات النقدية المباشرة ومشتقات بترول بمليارات الدولارات وإنما امتدت إلي مساعدات جديدة وهى الأبقار، الأمر الذي اعتبره المواطنون نوع من التسول الدائم.
 
وكانت الحكومة الإماراتية قد منحت القوات المسلحة 100 ألف رأس من الأبقار منها جزء للذبح وآخر للتربية، وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار اللحوم ما بين 8 و15 جنيهًا للكيلو جرام الواحد.
 
وكان السيسي قد دعا قبل أشهر الخليج والغرب والدول الصديقة لمصر، إلى مساعدتها على مواجهة متاعبها الاقتصادية، مضيفاً "مصر تحتاج إلى مساعداتكم خلال هذه المرحلة حتى تخرج من دائرة الفقر الذي تعاني منه."
 
"19 ألف رأس جديدة"
 
قال الدكتور سيد جاد المولى رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، إن محاجر "الهيئة" استعدت لاستقبال 19 ألف رأس من الأبقار الحية يوم 20 نوفمبر الجاري عبر ميناء الإسكندرية.
 
وتعد الدفعة هي السادسة ضمن صفقة الحيوانات التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة هدية لمصر بإجمالي 100 ألف رأس ماشية واردة من دولتي البرازيل وأورجواي، منها 4 آلاف للذبح الفوري، و8 آلاف عجلات عشار لإنتاج الألبان، و7 آلاف للتربية.
 
وأكد "جاد المولى" في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن إجمالي الشحنات القادمة من أورجواي والبرازيل هدية الإمارات، بلغت حتى الآن 80 ألف رأس ماشية تنطبق عليها جميع الاشتراطات الحجرية، مشيرًا إلى أن محاجر "الهيئة" في انتظار باقي شحنات الماشية التي تصل تباعًا وتنطبق عليها جميع الاشتراطات البيطرية والحجرية.
 
وأضاف: "يتم طرح كميات منها في الأسواق والمجمعات الاستهلاك، والباقي للتربية وتخضع للإجراءات البيطرية المعتادة، ومنها سحب عينات للتأكد من خلوها من الأمراض وصلاحيتها للاستهلاك المحلى طبقًا للمواصفات المصرية المتعلقة باستيراد الماشية".
 
"إنعاش ولكن"
 
وفي مايو الماضي قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إن بلاده ستواصل دعم مصر ماليًا بعد فوز عبد الفتاح السيسي بانتخابات الرئاسة، مضيفًا أنه يتوقع المزيد من الاستقرار في مصر بعد تولي السيسي الرئاسة.
 
وأضاف الوزير الإماراتي أن حكومة بلاده تتوفر على "خطة لإنعاش اقتصاد مصر ووضعه على المسار الصحيح"، غير أنه لم يدل بتفاصيل هذه الخطة.
 
وسبق لقائد الانقلاب السيسي أن صرح بأنه في حال فوزه بالانتخابات فإنه سيعتمد على الاستثمارات الأجنبية والدعم الخليجي لتمويل مشروعات وصفها بالعملاقة.

"لا منقذ"
 
وحسب تجار مصريين " لم تشكل صفقة الـ100 ألف رأس من الأبقار التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة إلى مصر حلاً لارتفاع أسعار اللحوم في السوق المحلية". 
 
وطالب المعنيون بهذا الملف بتنظيم سوق تربية الماشية وإيجاد حلول جذرية لأزمة ارتفاع الأسعار.
 
وقال أعضاء بشعبة القصابين في الغرفة التجارية في القاهرة في تصريحات سابقة  لـ" العربي الجديد "،إن الصفقة الإماراتية المتعلقة بتقديم 100 ألف رأس من الأبقار لمصر، لا تكفي لإطعام سكان حي شبرا وحي الساحل (شمال القاهرة)، مطالبين حكومة الانقلاب باتخاذ خطوات جادة لكبح ارتفاع أسعار اللحوم.
 
وتعتبر دولة الإمارات الأكثر دعمًا للجيش المصري منذ انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي يوليو الماضي. وقدمت إلى جانب السعودية والكويت مساعدات تتجاوز 21 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الماضية، في شكل منح ومساعدات نفطية وغير ذلك.