كشف د.عبد الناصر عبد العال –أستاذ الاقتصاد الشبكي- أن تعديل قوانين قناة السويس وتصريح رئيس وزراء الانقلاب "محلب" بأن البنك الدولي سيشرف على تنفيذ مشروع تنمية "قناة السويس" هو بداية سيطرة الدائنين الدوليين على أهم مشروع تنموي في مصر والتحكم في مستقبل البلاد ونهب ما تبقى من ثرواتها. 
 
وأضاف في تصريح لموقع "الحرية والعدالة" أنه يجب ربط مسألة تمكين البنك الدولي من مشروع قناة السويس وقوانين تحصين العقود والصفقات الحكومية والتسهيلات السخية للمستثمرين الأجانب بمشاكل تفاقم ديون مصر الخارجية والداخلية وتعذر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وهروب الاستثمارات الأجنبية من مصر مؤخرًا بسبب غياب الشرعية والجمود السياسي والوضع الأمني وأزمة الوقود وانهيار قيمة الجنيه المصري واقتراب مصر من حافة الإفلاس.
 
لافتا إلى أن كل هذه المشاكل دفعت الانقلابيين إلى التطرف وتجاوز الحدود في جذب الاستثمارات الأجنبية عن طريق التنازل عن السيادة المصرية في قناة السويس وتقديم مزايا وحوافز سخية لجذب الاستثمارات الأجنبية وكذلك إصدار قوانين مؤخرًا لتحصين العقود والمناقصات الحكومية ومنح مزايا وتسهيلات كبيرة للمستثمرين الأجانب.
 
لا اعتراف بالصفقات
لكنه يذكر بأن "البنك الدولي" والدائنين الدوليين والمستثمرين الأجانب بأن تحالف دعم الشرعية أصدر تصريحًا بأنه لا يعترف بعقود وصفقات وتعاقدات الانقلابيين. ويمكن وصف تعاقدات واتفاقيات الانقلابيين بأنها من قبيل "من لا يملك يعطي لمن لا يستحق". فالرئيس الشرعي مختطف والسلطة التشريعية غائبة. أضف إلى ذلك غياب الرقابة الشعبية بسبب قمع المعارضة وإغلاق الصحف والقنوات المعارضة للانقلاب.
 
ونبه "عبد الناصر" أيضًا إلى أن هذه الحكومة المؤقتة يجب ألا تبت في قرارات ومشروعات مصيرية مثل هذا المشروع العملاق.
 
على وشك الإفلاس
موضحا أن رأس المال جبان ولذا لا يتوقع "عبد الناصر" أن ينجح الانقلابيون في جذب الاستثمارات الأجنبية لمشروع قناة السويس بينما تغلق الشركات العالمية فروعها في مصر مثل شركة "إلكتروليكس السويدية للأجهزة المنزلية" و"جنرال موتورز الأمريكية" و"رويال داتش شل" و"مجموعة ماكرو العالمية".
 
وتساءل "عبد الناصر" لماذا لا ينتظرون حتى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية؟ الإجابة هو أن الجنيه ينهار والدولة على وشك الإفلاس والانقلابييون يفعلون كل ما هو ممكن لجذب الاستثمارات الأجنبية وإنقاذ الجنيه المصري من الانهيار والبلاد من الإفلاس.

وأعرب "عبد الناصر" عن خشيته أن يشوب هذا المشروع العملاق الفساد والفشل مثل المشروعات التي نفذها العسكر على مدى العقود الستة الماضية مثل مشروع "توشكى" ومشروع "فوسفات أبو طرطور" و"ميناء دمياط" ومشروع "سكة حديد سيناء" و"ترعة السلام" غيرها. ولنتذكر حجم الفساد المتعلق بعمليات الخصخصة والاستيلاء على أراضي الدولة ونهب المال العام الذي حدث في عهد المخلوع "مبارك".