نافذة مصر
كنت فى اول المرحلة الاعدادية حين شبّ حريق هائل فى قريتى منية البندرة مركز السنطة غربية ...كنت طفلا مدللا عند أهلى ..خرجوا جميعا كبقية ابناء القرية الشجعان لإنقاذ البيوت المحترقة و انقاذ المواشى من الحظائر التى كانت جزءا من هذه الدور كشأْن أى قرية
كانت الحرائق و صراخ النساء و عويل الاطفال يرعبنى فلا أجد وقتها انا و امى الا الجلوس فى البيت ندعو الله انه يلطف بالقرية و اهلها. و قد كانت امى ايضا تصاب بالهلع من الحرائق و مآسيها
المهم
بعد انتهاء الحريق خرجت لأقف امام المنزل بعد ان اطمأن قلبى و هدأت اعصابى
فإذا بشاب معروف لدى الجميع مهندس زراعى يقترب منى و يأخذ بى جانبا و يقول : انت مال هدومك نضيفة كدة و مش عليها اى اثار للمشاركة فى اطفاء الحريق ( طبعا الناس كلها كانت متبهدلة ) ..و قال باستغراب : هوة انت مرحتش تطفى الحريقة مع اهل البلد ؟!!!!!قلت له لا ..بس قعدت ادعى و اقرا قران مع امى ....
قال لى : تعرف انك لو ساهمت فى إنقاذ جاموسة او حمار او أرنب أو بطة من حظيرة المواشى أو الفراخ لأى واحد من اللى بيته بيتحرق دى ممكن تساوى عند ربنا ف ثوابها قراءة القران وصلوات القيام و النوافل فما بالك لو انقذت حياة انسان او طفل او ساعدت امراة او شيخ عجوز !!!!
و قال لى : تعرف ان النبى المعصوم كان اول من يهب عند الفزع لأى حادث يصيب الناس يسبقهم إليه
بعد هذا الحريق بفترة وجيزة شب حريق فى احد الدور. كنت اول من هب للمشاركة بعد ان نزع هذا الموقف التربوى كل الخوف و الهلع من قلبى من الحرائق و الحوادث

و بعد ان علمنى هذا الرجل ان الدين اذا لم يكن لبناء المجتمع و انقاذ حياة الناس من كل خطر يحيط بهم فإنه يكون فهما منقوصا لحقيقة هذا الدين

عارفين مين الراجل ده اللى علمنى درس الانتماء للمجتمع و التضحية و الفداء لحماية الناس من اى خطر
انه احد قيادات جماعة الاخوان المسلمين فى محافظة الغربية
و الذى استشهد ابنه ( خالد طه ابو زيد ) فى احداث قصر الاتحادية التى كانت اول خطوات الدفاع عن الشرعية !!!!!!
لله دركم يا أبناء البنا ....لو نفذنا ما علمتمونا لصرنا بحالٍ غير الحال
لكن عزاءنا اننا نحبكم و لا نرتقى ان نكون منكم عسى ان ننال بحبكم عند الله شفاعة