اتهمت شخصيات وهيئات مصرية القوات المسلحة بـ”التقصير” في إنقاذ حياة أربعة مصريين لقوا حتفهم؛ جراء عاصفة ثلجية ضربت جبل “باب الدنيا” القريب من جبل سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، شمال شرقي مصر، الجمعة الماضي.

 
وعثرت قوة من الجيش الأربعاء على جثة المخرج الشاب محمد رمضان ليصبح رابع الضحايا، بعد العثور على ثلاثة خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى أربعة آخرين في حالة صحية سيئة.
 
ومحمد رمضان هو مخرج شاب قدم في مشروع تخرجه من معهد السينما عام 2010، فيلما بعنوان “حواس”، حصل به على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان “وهران” بالجزائر عام 2011.
 
وبينما كان الثمانية في رحلة جبلية بمنطقة سانت كاترين، واجهوا عاصفة ثلجية نادرة الحدوث قبل أن تنقطع عنهم الأخبار تماما، ويعثر عليهم الثلاثاء والأربعاء، بحسب أصدقاء لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
الحالة التي ظهر عليها المصابون الأربعة، وما نشره أصدقاؤهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن حالتهم، ومحاولة إسعافهم بأي طريقة دون تجاوب من السلطات الحالية زادت من وتيرة الغضب من الحكومة، بحسب معلقين.
 
وجاءت ردود الفعل على هذه الواقعة في مجملها بانتقاد تقصير القوات المسلحة في آداء واجبها تجاه الشباب الذي لقي حتفه بسبب أنهم ليسوا من السياح كي تتحرك لهم الطائرات سريعًا حرصًا على سلامتهم -بحسب نشطاء الفيس بوك.
 
وأعاد نشطاء عبر الفيس لوك نشر فيديو يرجع إلى شهر يوليو 2013 بعد الانقلاب مباشرة، حيث يقوم قائد طائرة مروحية تابعة للقوات المسلحة بالرقص على الشاطىء بالطائرة ومغازلة المواطنين بالطائرة بدون إذن من القوات المسلحة الأمر الذي تسبب في ثناء قيادات القوات المسلحة عليه.
 
وتساءل نشطاء ناشروا الفيديو:”هل أخذ هذا الطيار إذنًا من القيادة للرقص على الشاطىء؟ وإذا كان لم يأخذ إذنًا من القيادة فهل حياة شباب مصر في سانت كاترين لا تستحق أن يتحرك قائد طائرة لإنقاذهم دون الرجوع إلى القيادة؟.
 
وأضافوا؛ ولو تمكن من ذلك كان واجبًا على الدولة تكريمه لكن طالما هؤلاء الأشخاص مصريون فلا ثمن لحياتهم ويجب انتظار قرار القائد الملهم حتى تتحرك الطائرات وبعد أن قرر سيادته فإن أرواح الشباب قد سبقتهم.
 
وكتب المخرج السينمائي عمرو سلامة علي صفحته بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، اليوم: “محمد رمضان مخرج مصري واعد، حياته في رقبة دولة فاشلة تلكعت في إنقاذه”.
 
ووجهت جبهة الإبداع المصري «جبهة فنية مستقلة»، ونقابة السينمائيين «حكومية»، وإدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية «مهرجان سنوي»، انتقادا لأداء القوات المسلحة في محاولة إنقاذ الثمانية.
 
ففي بيان مشترك أصدرته الأربعاء، قالت تلك الهيئات إن “إنقاذ حياة مواطن مصري في خطر هي من صميم دور أجهزة القوات المسلحة، خاصة أنها الجهة الوحيدة التي تمتلك المعدات المناسبة لذلك من طائرات وغيرها، خاصة مع طبيعة المكان الجبلية التي تستلزم إمكانيات احترافية للإنقاذ”.
 
أما حزب الوطن السلفي فطالب في بيان له الأربعاء بـ”محاسبة المسؤولين والمقصرين الذين كانوا سببا في القصور المهني والأمني الشديد، وتجاهل أرواح المصريين وفق شهادة أحد مرافقي الضحايا، وفق أسباب لا تنتمي لحقوق الإنسان بصلة، مثل عدم وجود أجانب بينهم، وعدم خروج طائرة إنقاذ، ورفض انقاذهم من قبل شركات طيران خاصة؛ بحجة أن حجز الطائرة لابد أن يكون قبل إقلاعها بـ10 أيام، أو لعدم تلقيها أية أوامر رسمية من القيادة بالقاهرة”.
 
في المقابل، اكتفى المتحدث باسم السيسي أحمد محمد علي بالقول في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الثلاثاء، إن “القوات المسلحة استخدمت كافة الوسائل والإمكانيات المتاحة (القوات الجوية – دوريات حرس الحدود – قصاصي الأثر)، للتعامل مع مثل هذه الظروف الجوية الصعبة والطبيعة الجبلية الوعرة للمنطقة الجبلية” وأنها وبمعاونة بدو سيناء تمكنت من إنقاذ أربعة من الثمانية العالقين أمس.
 
فيما رد الناشط السيناوي «مسعد أبو فجر» على ادعاءات المتحدث العسكري حيث قال في تدوينة له على الفيس بوك:” تمكن بدو من سيناء من إنقاذ 4 من الشباب، الذين تعرضوا لعاصفة ثلجية في جبال سانت كاترين.. كما تمكنوا من العثور على جثث الشباب الآخرين، وسلموها لقوات الجيش.. هذه هي الصياغة الصحيحة للخبر.. أما أن نقول تمكن الجيش بمعاونة من بدو سيناء، فهذا خبر سخيف ومغلوط ومنحط لأنه يخطف مجهود الغير بعد أن يحطه في محط الضئيل والتابع..”.
 
"مش عارف أطرد من دماغي فكرة إن الشباب اللي ماتوا في سانت كاترين خرجوا من الدنيا من جبل اسمه (باب الدنيا) موجود في أم الدنيا اللي بقت أد الدنيا"، هكذا علق المطرب "حمزة نمرة" على حادث فقدان الشباب أعلى جبل "باب الدنيا" المجاور لجبل سانت كاترين.
 
وأضاف: "كان نفسي أروح المكان ده.. كرهته خلاص ومش عشان بخاف من الموت.. لكن عشان ده مكان غدر بناس حبته وقهر أهلهم.. كل ركن ف البلد دي بقى مربوط بوجع"!
 
وجاءت شهادة إسلام جوهر، شاهد عيان كالتالي:
 
"أولاً: أنا كنت هناك، فكل كلمة مسؤول عنها، والناس اللي هناك صحابي اللي لسه عايشين واللي توفوا وربي شهيد على كلامي وكله للأمانة فقط".. بهذه الكلمات بدأ...
1-  المجموعة كانت مكونة من 11 شخصًا، 3 رجعوا ومكملوش واللي كمل 8، سابوا عدة السفر (سليبينج باج و جواكت..) في الاستراحة.
 
2-  الجو لما طلعوا كان طبيعي (ما اعتقدش إنه في حد مضحي بحياته، والكلام موجه للناس اللي بتقول إيه اللي وداهم هناك).
 
3-  وهما على الجبل وفي خلال 15 دقيقة حصلت العاصفة التلجية (لأول مرة)، وغطت الجبل بالتلج وغيوم ورعد وأمطار ووصلت درجة الحرارة (بناء على كلام أحد الأدلة البدو) ناقص 30، وبسبب الجو والغيوم تاه الدليل، وتاهوا صحابنا.
 
4-  في ظل الظروف دية في ناس ما قدرتش تستحمل الجو وبدأت تتعب، وفيه اللي أغمى عليهم، وما بقوش قادرين يتحركوا.
 
5-  بعد توهان لمدة 11 ساعة في الجبل طلع أدلة تانيين محاولين إنقاذهم، وتم ذلك لـ4 أشخاص، وتم تسليمهم في إحدى المناطق الجبليه بوعود للرجوع لإنقاذ الـ4 الآخرين، أحياء أم أموات، ما قدرش أحكم لأن أصحابنا لسه ما فاقوش عشان يحكوا لنا بالتفاصيل .
 
6-  علمنا من الداخلية والجيش والبدو إن فيه عناصر من الجيش والشرطة والبدو طلعوا الجبل بحثًا عنهم، ولكن بسبب انعدام الاتصالات وسوء الظروف الجوية كان إنقاذهم في نفس اليوم صعب، علمًا بوصول طائرة لهم على الخامسة عصرًا، وتحركت من مطار سانت كاترين في الظلام (وكلام ثقة من أحد الطيارين إنه عملية الإنقاذ ليلاً صعبة في هذه التضاريس)، وصلوا المكان ولكن للأسف الطيار مكانش معاه معلومات عن اللي حيتم إنقاذهم، بحيث كان فيه ناس كتير عاوزة تنزل مع الأربعة المصابين بسبب الظروف، فعاد أدراجه للمطار (سوء تواصل ما بين الأجهزة وانعدام الخبرة).
 
7-  تاني يوم الساعة 5 فجرًا، كنت أنا وأصدقائي أمام مطار سانت كاترين، الطيار بدأ يجهز طيارته عشان يتحرك حوالي الساعة 7 صباحًا، مع العلم إنه أخد معاه مؤونة للعساكر عشان يرجعوا سيرًا للكتيبة، بعد إقلاع الطيارة وصلت لنا معلومات إنهم حيكونوا في مدينة أبو رديس يزود الطيارة بالنزين ويطلع يجيب باقي الأشخاص وكلهم ينزلوا على مطار سانت كاترين، وبعد ما يقارب 45 - 60 دقيقة، لقينا الطيارة نزلت مطار سانت كاترين ومعاهم أربعة أشخاص سلمهم للإسعاف وكانوا بصحة جيدة جسديًا وطار يزود بنزين في المطار بتاع لأبو رديس .
 
8- طبعًا هنا بدأت جميع أنواع الإشاعات تطلع عن وفاة الأربعة أشخاص، وفيه اللي قال إنه واحد عايش وتلاتة متوفين، مع العلم إننا عارفين إنه رمضان كان تايه من يوم الاتنين وبلغنا بالكلام ده (وهنا بدأ شغل الإعلام القذر من تحريف للوقائع ونسب كلام على لسان زي إشاعة إن فيه 3 سائحين أجانب معانا وتم إنقاذهم، إن تامر صاحبنا قال إنه كلم الجيش وهوا في الحقيقة مقالش هوا كلم مين،، وخد من إعلامنا كتير).
 
9-  اليوم عدى للساعة خمسة بالليل من غير ما يتم انتشال الأربعة أشخاص، كل اللي حصل إننا سمعنا إن فيه طيارة طلعت من بني سويف مجهزة للنوع ده من العمليات، وإن ما فيش أوامر أخدها طيار الطيارة الأولى إنه يرجع للأربعة أشخاص، وعلى هذا الكلام فِضلنا في جدل وانهيار عصبي وحصل لخالة إحدى الأربعة أشخاص تعب نفسي مش طبيعي، لإن إخواتنا فوق ومش عارفين عايشين ولا ميتين، وكنا شبه مدمرين نفسيًا ورفضنا تمامًا التحدث مع إحدى القنوات أو الميديا اللي كانت أمام المطار في الوقت ده بعد كمية الكذب والتحريف اللي بنسمعها.
 
10-  آخر الأخبار قبل ما أتحرك على (11 مساء) للقاهرة، إن النهارده حيتم انتشال الجثث بعد ما تم التأكد بسبب الفيديو اللي كلنا شوفناه.
 
11-  عرفنا صباحًا من أحد البدو إنهم لقوا محمد رمضان متوفى، وما حبيتش أتكلم أو أبلغ إلا لما أتأكد، وتم التأكد ونشرت الخبر.
وأضاف "اللي ربنا أحياهم : يسرا، إيهاب، مها وفاروق ".
 
والمتوفَّون هم :"هاجر، أحمد عبدالعظيم، خالد السباعي ومحمد رمضان".
 
ربي أسكنهم فسيح جناتك وارزق أهلهم الصبر والسلوان وارزقهم بدار خير من دار الدنيا وأشهد أن لا الله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" .
 
 
مواقع