خاص / نافذة مصر ـ كتب / مصطفى عوض :

استضافت قناة المنار أثناء تغطيتها لأحداث السفارة الصهيونية أمس شخصاً مجهولاً يدعى حسام الدين عمار زعم أنه منسق ائتلاف شباب ثورة 25 يناير.
وصف عمار وسائل الإعلام  العربية بالمدلسة ، وأشار إلى أنه حتى قناة الجزيرة التي تدعّي وقوفها بجانب الثورة المصرية منذ اللحظة الأولى هي الأخرى مدلسة .
وأضاف  نعلم أن مدير القناة من جماعة الإخوان المسلمين.
وزعم عمار أن 18 شهيداً سقطوا فى أحداث الليل ، وأن الثوار اختطفوا ثلاثة من  موظفي السفارة وأنهم ـ أي الثوار ـ  ألقوا أوراق ووثائق السفارة من النوافذ لشغل المتظاهرين وإخراج المختطفين الثلاثة من بينهم .
وقال أن اللواء مراد موافي مدير المخابرات على تواصل معهم ويتفاوض لمحاولة الإفراج عن المعتقلين (الأسرى ).
ورفض عمار إعلان أسماء الأسرى المزعومين ، وقال أن مدير المخابرات طلب منهم في إطار التفاوض عدم ذكر أسمائهم إعلاميا.
وفي خبر عاجل ( على اعتبار صحة الرواية ) ذكرت قناة المنار أن المشير طنطاوي يجري اتصالات مع المختطفين في محاولة للإفراج عنهم.
وعن طلباتهم قال عمار: قطع جميع العلاقات بين مصر وإسرائيل وطرد السفير وسحب السفير.
وصعد لهجة الحديث ضد القوات المسلحة وطعن في قياداتها وطلب استهدافها  لانه ( بزعمه ) لا فرق بينها وبين مبارك ، بل هي استكمال لنظامه .
وقال أنهم مستمرون في فعالياتهم حتى تحقيق كل أهداف الثورة.
وتفاعلت مذيعة القناة بشكل إيجابي معه وقامت بدعم أقواله عبر ظهورها في شريط عاجل  دون محاولة التثبت من طرف محايد أو حتى نسبتها لعمار كما تتطلب المهنية.

 قراءة فى الحدث
تأتي تلك التغطية فى سياق التغطية غير المتوازنة لقناة المنار للثورات العربية ومحاولة تشويه بعضها   ، ومساندة البعض الآخر ، أو تبدل الموقف من (مع ) إلى (ضد ) تبعاً لمواقف معينة ، للتسخين ، و  للإيحاء أن المقاومة ستظل محصورة فى محور ما يسمى الممانعة أو من يسير فى ركابهم ومن يتبنى مواقفهم ( من الأفراد ) .

- في (شكل غير مباشر) ، وفى إطار دعم الطاغية السوري المجرم بشار الأسد تأتي هذه التغطية كمحاولة لإظهار كل الثورات العربية في ( شكل ) المخرب والمثير للفتن  وعدم الاستقرار، وكذلك لإيصال رسالة للشعب السوري مفادها أن الثورات تدخل الشعوب في دوامات عنف لا تنتهي.

كما يصعب تفسير اللهجة الودود بين حسام الدين عمار وبين المذيعة ، وكأن هناك تنسيقا كاملاً وواضحاً قبل الدخول على الهواء ، وتلقي كل ما يصدر عنه كأنه حقائق .

 من جانبه رجح اللواء سامح سيف اليزل الخبير الامني والعسكري أن تكون ايران السبب وراء أحداث الشغب والفوضي التي حدثت امام السفارة الاسرائيلية ومديرية امن الجيزة ووزارة الداخلية .

وأضاف - في مداخلة هاتفية في برنامج " صباحك عندنا" علي قناة "المحور" اليوم السبت - أن هذه الاحداث قد تتسبب في تعطيل أو انتهاء المفاوضات التي بدأتها مصر مع اسرائيل من أجل تعديل اتفاقية كامب ديفيد وزيادة عدد قوات الجيش في سيناء .

وأكد أن الامر خطيرا خاصة بعد أن طلب وزير الدفاع الاسرائيلي من أمريكا حماية السفارة الاسرائيلية في مصر، مشيرا الي ان هناك قلقا في جميع السفارات الاجنبية في مصر من ان يتعرضوا لهجوم مماثل لما تعرضت له السفارة الاسرئيلية.

وكانت الداخلية المصرية قد قالت أن أيدي خارجية وراء أحداث السفارة  فى مصر ، وإن كان ذلك مع تفسير اليزل يظلان الإحتمال الأضعف ، بإشارة مهتمين بالشأن التركي والإيراني .

فدور إيران فى هذه الأمور(ربما لحساسيته) تبعاً لرؤية ( وائل الحديني )  لن يتعدى التسخين لصالح حزب الله ، أو التشويه لصالح الحليف الإستراتيجي الأسد .

(إيران أوعى من أن تتعدى هذين العاملين ، حتى وإن قال اليزل عكس ذلك ، فهي تملك خبرة كبيرة فى إدارة العلاقات الدولية ، ولو بعيداً عن نهج القوة الناعمة .

يكفيها مأزق الأسد ، الذي كان بمثابة الرئة التي تتنفس بها ، فسقوطه يعني سقوط أحد حصونها وحصار أحد أهم أوراقها الإقليمية ( حزب الله ) ، هي فى أمس الحاجة لتصفير مشكلاتها مع مصر ، لا بناء جسور جديدة من عدم الثقة ، وهو أمر تدركه  ( إيران ) جيداً ) .