08/02/2011

اعتبرت صحيفة (النيويورك تايمز) الأمريكية أن جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك هو المسئول الأول عن الفساد المنتشر في البلاد؛ بعد استعانته بمجموعة من المنتفعين تسببوا في خراب البلاد، والتربح من وراء السلطة.

 وقالت الصحيفة نقلاً عن عدد من أعضاء الحزب الوطني في مصر السابقين والحاليين إن المجموعة التي أحاطت بجمال مبارك أصبحت أغنى مجموعة في مصر؛ بعد سيطرتها على السلطة والسياسة والمال في آن واحد.

 وأشارت إلى أن أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني ورئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب تربح من خلال تقربه إلى جمال مبارك، وتمكن من السيطرة على ثلثي سوق الحديد في البلاد، وتضاعفت ثروته بعدما اهتم هو وباقي المجموعة المحيطة بمبارك الابن بجمع المال على حساب الإصلاح السياسي.

واشارت الصحيفة الى ان الجماهير الغاضبة قد حولت غضبها نحو عز الدين واركان النظام حيث نقلت عن احد الطلاب المتظاهرين قوله ان احمد عزالدين 'مص دماء المصريين'.

وقالت 'ان نظام مبارك قام على فكرة شراء الولاء السياسي مقابل الامتيازات والمال' ويتركز غضب الجماهير على مجموعة التكنوقراط الذين داوروا حول جمال مبارك نجل الرئيس. ونقلت الصحيفة عن هالة مصطفى، الباحثة السياسية قولها ان 'الجماعة حول مبارك اصبحت من اغنى الناس في البلاد'.

واضافت انها احتكرت كل شيء. ومع زيادة الناتج القومي للبلاد زادت نسبة الاموال التي اخذتها النخبة الغنية من امتيازات ورشاوى.

وفي الوقت الذي تم فيه الحديث عن ثروة الرئيس بانها بالملايين الا ان الخبراء يقولون ان هذه التقديرات لم يتم التحقق منها.

وفي تقرير اعدته المعارضة من 274 صفحة، عام 2006 وسرب من وثائق ويكيليكس وفيه تفاصيل عن الاتهامات بالفساد المتعلقة بنشاطات زوجة الرئيس، سوزان، ونجليه علاء وجمال. وكتب السفير الامريكي في حينه فرنسيس جي ريكاردوني فيه ان المعلومات في التقرير لم يتم التحقق منها لكنه قال ان التقرير هو تعبير عن حالة الغضب في مصر 'لقد اصبح المصريون اكثر غضبا وصراحة حول موضوعات حساسة على الرغم من الرد الحكومي المتوقع'.

وقالت الصحيفة ان عائلة مبارك تملك عمارة فارهة من خمسة طوابق في 28 ويلتون بليس ـ نايتسبرج ـ لندن، وتعتبر المكان الذي تنزل فيه السيدة مبارك ومنزلا لجمال عندما يحضر للندن.

وقال تاجر عقارات في المنطقة ان بيتا كهذا يباع ما بين 10 و 16 مليون دولار. وقالت الصحيفة انه في الاسبوع الماضي حاولت زيارة البيت، ووجدت سيدة قالت ان ال مبارك باعوا البيت، لكن تاجر العقارات قال انه لا توجد وثيقة عن عقد بيع تم اجراؤه. فيما قال الجيران انهم شاهدوا جمال مبارك وعائلته يدخلون البيت ويخرجون منه عدة مرات. 

 وذكرت الصحيفة نقلاً عن خبراء اقتصاديين مصريين أن المسئولين الحكوميين باعوا أراضي الدولة لعائلات لها اتصالات سياسية معهم بأسعار زهيدة، في الوقت الذي باعوا فيه كذلك الشركات التابعة للدولة إلى أجانب مقابل الحصول على رشاوى.

  وأضافت أن مسئولي الحكومة والحزب الحاكم طلبوا من المستثمرين الأجانب الدخول في استثمارات مشتركة مع أسر مقربة للحزب الوطني؛ مما جعل هذه الأسر تشكل نصف عدد المصريين المستثمرين مع أجانب في مصر.

وترى الصحيفة ان الحديث عن الفساد في مصر كان جرما تحاكم عليه الدولة ففي الفترة ما بين 2004 ـ 2006 قامت محكمة امن الدولة بتغريم وحبس 80 صحافيا تجرأوا على فتح ملفات الفساد .