29/09/2010

نافذة مصر / مصراوي :

أكد الدكتور محمد سليم العوا أن الداعون للمقاطعة بين جناحي الأمة سواء كانوا أقباط أو مسلمين، سفهاء يجب مقاومتهم، لأن فكرة المقاطعة سفاهة غير مقبولة، مشددا على عمق العلاقة التي تربط بين مسلمي وأقباط مصر.

وأضاف العوا خلال حواره مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "العاشرة مساءً" على قناة "دريم 2" أن الدعوى التي أطلقها بعض المسلمين مؤخرا لمقاطعة الأقباط، أمر غير مقبول،، ولا يقول به إلا سفيه، وكذلك الحال بالنسبة للمنادين بالمقاطعة من الأقباط، ويجب الوقوف بقوة في وجه تلك الدعوى وعدم الاستجابة لها.

ووصف حالة الاحتقان الطائفي في مصر بـ "الفتنة"، مبيدياً أسفه لما اعتبره تراجعًا من البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية عما أدلى به من تصريحات استهدفت احتواء الأزمة الناجمة عن تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس المشككة في القرآن الكريم.

وتابع: للأسف سمعت البابا شنودة يقول في قناة "الحياة" أنا لا اعتذر ولست مسئولاً عما حدث ولكني أعربت عن أسفي فهل يعني هذا أنه تراجع عن أسفه، فلابد أن يكون هناك منطق واحد ولغة واحدة لا يقول كلام لعبد اللطيف المنياوي على الأولى المصرية ويغيره مع شريف عامر على قناة "الحياة" ويتراجع عن اعتذاره فهل نطلق على هذا نفاقًا أم تلونًا في الحديث وأخشى ما أخشاه أن تشتد الفتنة في مصر".

وقال العوا إن تصريحاته التي أدلى بها لفضائية "الجزيرة" والتي أثارت هجوم الأقباط عليها جاءت ردًا على "كلام غير لائق" على لسان الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بأن المسلمين ضيوف على الأقباط، قبل أن يطرح آراء مشككة في القرآن الكريم في مؤتمر "تثبيت العقيدة" بالفيوم.

وأكد الدكتور العوا أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر علاقة أزلية لا تنفصم ولا تنقسم وهذه عقيدة لدي إيمان عميق بها ولا يزعزعها عندي حدث أو مجموعة أحداث مهما كان نوعها.

وأشار العوا إلى أن  ملايين المصريين المسلمين من حقهم علينا أن ندفع عن مشاعرهم ما يسيء إليها، وعن شعورهم بأخوة القبط لهم ما يضعفه، وعن كرامتهم في بلدهم ما يمسها، أو يوهم المساس بها، لاسيما عندما يصدر مثل هذا عن رؤوس الكنيسة والمسئولين فيها'.

وقال العوا: 'نفعل ذلك أداءً للواجب كما نؤديه في مواجهة أهلنا المسلمين عندما يخطئ بعضهم في حقوق إخواننا القبط، وكما نفعله في مواجهة الدولة نفسها، وسلطاتها كلها، عندما يقع إخلال بحقوق الأقباط، أو استهانة بها، أو إهمال لها، كما فعلنا في شأن الكُشح، وفي شأن التنابز بالأديان، وفي شأن ترشيح الأقباط للمجالس النيابية وانتخابهم لعضويتها، وفي شأن حقوق الأقباط النقابية، وفي شأن الفتن الكثيرة التي أطلت برأسها في السنين الثلاثين الأخيرة.

واستطرد العوا: لست بحاجة إلى سرد مواقفي من العلاقة الإسلامية ـ المسيحية فقد عرفه من عرفه، ولكن الذي أنا ـ وجماهير المسلمين فيما أعتقد ـ بحاجة إليه حقًا هو التوقف عن التصريحات الكَنَسِية التي تؤدي إلى الإساءة إلى هذه العلاقة التاريخية، وتحولها من بناء صلب، لا يتأثر بالزلازل الاجتماعية والسياسية العارضة، إلى واقع هشٍّ قابل للانهيار تحت وطأة الضغوط التي تسببها عوامل الإثارة، وأسباب الفتنة، التي لا يدرؤها ولا يتجاوز قدرتها على العمل التخريبي في كيان الوطن إلا وحدة أبنائه مهما اختلفت أديانهم.

وتابع العوا: كنت أول من نادى بحق الأقباط في الترشيح والانتخاب بمجلس الشعب، وتصديت لإجراء انتخابات النقابات المهنية في أعياد الأقباط، وقال العوا: تربيت وأقراني على توقير رجال الدين المسيحي، كما كنا نوقر رجال الدين الإسلامي فكنا نقول للقسيس والأنبا يا "أبونا وسيدنا"، مثلما كنا نوقر شيوخنا ونقول لهم يا "سيدنا".

وحول طرق التغلب على حالة الاحتقان بين جناحي الأمة وعودة الوئام لنسيج الوطن قال العوا يجب أن تتاح الفرصة كاملة لكل طرف أن يقول رأيه كاملا وأن يعبر عن كل ما لديه دون خوف أو محاذير، وأن يسمع بعضنا بعض بوعي وتركيز، بعدها ستعود الأمور لوضعها الطبيعي وسنفوت الفرصة على المتحفزين والراغبين في زعزعة استقرار الوطن.

يشار إلى أن أزمة حادة نشبت بين الدكتور محمد سليم العوا والأنبا بيشوي على خلفية تصريحات نسبت للأنبا بيشوي يشكك فيها في نص من نصوص القرآن.